DOHA 86 FINAL web
DOHA 86 FINAL web
DOHA 86 FINAL web
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
ميدياانقالب على السّ لطة الرّابعةأحمد عمرانلطالم ا ارتبط ت الصّ حاف ة بمصطل ح»السُّ لطة الرّابعة«، لكنها، على مرّالعقود، لم تنعم قط بما تنعم بهاآلن مواقع التواصل االجتماعي منقوة تلك السُّ لطة الشعبية بحق.فمع انتشار اإلنترنت في بداياتاأللفية الجديدة، برز مصطلح»صحافة المواطن« والتي أسَّ س لهابشكل أساسي أصحاب المدوناتالذين صارت كاميراتهم تسجل وتنشرما تعجز الصحافة الكاسيكية عننشره لظروف لوجستيكية أو أخرىمُ تعلّقة بالرقابة، وأصبحت المدونات،منذ ظهورها، مصدراً لنشر أخباروصور االحتجاجات السياسية منهاأو الفئوية، ونشر االنتهاكات التيتمارسها بعض األجهزة، أو حتىاالنحرافات المجتمعية ومشكاتها.ووجدت صحافة المواطن نفسهاالحقاً على موعد لتطوّ ر مهم بظهوروسائل التواصل االجتماعي الجديدة،مثل ال»فيسبوك« و»تويتر«، ومواكبتهاتطوّ ر التكنولوجيا التي جمعتالكاميرات بالهواتف النقالة، وهوالتطوّ ر الذي لم يكن المدونون األوائلليحلموا به، التطوّ ر الذي سيجعل منكل مواط ن ف ي الب اد العربي ة ممارس اًلسلطة الرقابة الشعبية.فخال األشهر القليلة الماضية،شهدت مصر مثاً ، وبشكل شبهيومي، انتشار فيديوهات عبرمواقع التواصل صوّ رها مواطنونبكاميرات هواتفهم، تكشف قصوراً أومشكلة ما، وسرعان ما تحولت تلكالفيديوهات إلى قضية من قضاياالرأي العام، دافعة السلطة للتحرّكواتخاذ إجراءات تصحيحية لما يكشفهذاك الفيديو.النماذج من هذا النوع ال تُعد والتُحصى، فقد نُشِ رَ فيديو لمشرففي إحدى دور رعاية األيتام يقومبتعذيب أطفال تلك الدار أثار ضجةواسعة وصلت إلى قصر الرئاسة،إذ تدخل رئيس الجمهورية شخصياًوتابع القضية، كما نشرت الصحفالموضوع نفسه، وسرعان ما تدخلتالشرطة لتحرير هؤالء األطفالوإغاق دار األيتام والقبض على ذلكالمشرف، وهناك أيضاً فيديو آخربُثَّ على مواقع التواصل االجتماعيإلحدى السيدات تلد في الشارع فيمحافظة البحيرة بعد أن طردهامسؤولو أحد المستشفيات الحكوميةوامتنعوا عن عاجها، وهو ما أثارالرأي العام ودفع رئيس الوزراءللتعليق عليه مبدياً استياءه، ومن ثمإيقاف المسؤولين عن المستشفى عنالعمل وتحويلهم إلى النيابة العامةللتحقيق، وبعدها قام محافظ المدينةبزيارتها في منزلها لاعتذار لها.المثاالن السابقان ربما هما نقطتانفي بحر من مئات أو ربما آالف منفيديوهات أو قصص مكتوبة يقوممواطنون ببثها كل يوم على مواقعالتواصل على ذات الشاكلة، بينإهمال في مستشفيات أو مدارس،ورعونة لبعض السائقين علىالطرق، بل وحوادث سطو مسلح،وسرعان ما تبدأ تلك المواد فياالنتشار صانعة ضجة في الرأيالعام ودافعة المسؤولين للتدخلوتصحيح األوضاع الخاطئة، وإلقاءالقبض على مرتكبي تلك الجرائمواإلعان عن ذلك سريعاً حتى يهدأالرأي العام.هكذا وجد اإلعام التقليدي نفسهفي موقف المتابع لما تنشره مواقعالتواصل االجتماعي لذاك النوع منصحافة المواطن، حتى أن بعضالصحف المصرية أنشأت أقساماًخاصة لمتابعة ما تنشره مواقعالتواصل االجتماعي والتقاط قصصهاوبناء متابعات إخبارية عليها،وأصبحت الصحف تتسابق في متابعةأبطال تلك الفيديوهات أو من قاموابتصويرها وإجراء الحوارات معهم،كما أصبحت صحافة المواطن فقرةدائمة في العديد من برامج التليفزيونالتي تستضيف المسؤولين للتعليقعليها.وأصبحنا اليوم نرى بفضلمواقع التواصل االجتماعي نوعاً فريداًمن »سُّ لطة الرقابة الشعبية« باقيود، وهو قلما حظيت به السُّ لطةالرابعة القديمة.22