12.07.2015 Views

DOHA 86 FINAL web

DOHA 86 FINAL web

DOHA 86 FINAL web

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

االقتصادية للمخرج الفنلندي الكبير آكيكورسماكي،‏ بل وفيلم األخوان دارديننفسيهما ‏)روزيتا،‏ 1999(، الذي حازالسعفة الذهبية،‏ وجائزة أفضل ممثلة‏)إليميلي ديكون(،‏ في مهرجان كان.‏لكن المؤسف أن الفكرة الرئيسيةال يتم التعامل معها بشكل جيد،‏ والإبداعي.‏ مع مخرجين كبيرين مثلاألخوين داردين،‏ كان المرء يتوقع أنتُعالج الفكرة ببراعة فنية،‏ وبقدرة علىابتداع حيل وذرائع درامية؛ لحل مشكلةالنمطية في مقابات ساندرا مع زمائها.‏أو،‏ السير في الطريق اآلخر،‏ وخيانةالفكرة الرئيسية،‏ بالسير وراء فكرة/‏أفكار أخرى ثانوية تنبت أثناء المرحلةاألولى لرحلة البطلة ‏)كما تاه الهدفمن البطل،‏ ثم ابتلعه الطريق في فيلممايكل أنجلو أنطونيوني ‏»المغامرة«،‏‎1960‎؛ فنسي حبيبته التي اختفت فجأةفي أول الفيلم،‏ وصار الطريق نفسههو الهدف(،‏ لكننا نجد األخوين داردينيختاران التعامل مع رحلة ساندرا بنزق،‏وبروح سطحية،‏ تسجيلية من الخارج،‏مما أدى إلى التسلل السريع لإلحساسبالملل،‏ وبأنانية قضية ساندرا،‏ وضياعالقوة الضاربة لفكرة الفيلم الرئيسيةبسبب االستسهال في التناول.‏ هلنضرب أمثلة على االستسهال؟ حسناً:‏- 1 هناك أوالً‏ محاوالت إقناع ساندرالزمائها عن طريق االتصال الهاتفي بهم‏)وهو ما لن يلجأ إليه هواة صناعةالسينما(.‏2 ‏-وفي المقابلات التي تجريها معبعض زمائها لن تدخل إلى بيوتهم،‏بل ستتم محاولة اإلقناع بسرعةواقتضاب من على باب بيت الشخصية.‏ويحتار المرء؛ فلماذا لم يلجأ األخوانداردين إلى ذرائع درامية لجمع أكثرمن شخصية في مكان واحد،‏ مادامتخصوصية مكان كل منهم ليست بهذهاألهمية،‏ لدرجة إجراء المحادثات منعلى عتبات أبواب البيوت؟!‏3 ‏-أضف إلى ذلك أن الشخصياتكلها نمطية ومتوقعة،‏ ومن الطبيعيأن يكونوا في أمسّ‏ الحاجة إلى مبلغاأللف يورو العلاوة:‏ أحدهم يحتاجالعلاوة لدفع مصاريف الجامعة،‏ وآخرلترميم بيته،‏ وثالث أسود ويخشى أنيصوت بطريقة مختلفة عن زمائه،‏فيضطهدونه ويبلغون عنه سلطاتالهجرة..‏ إلخ.‏4 ‏-حتى فكرة األلم النفسي الذييصيب ساندرا متحوالً‏ إلى ألم عضويأحياناً،‏ لم يتم استثماره بشكل جيد‏)وهو ما كان سيمنح شخصية ساندراثقلاً‏ دوستويفسكياً(.‏5 ‏-باإلضافة إلى محاولة انتحارهاالمفتعلة والمقحمة على النصف الثانيمن الفيلم،‏ ثم الحماس،‏ غير المبرر مرةأخرى،‏ لمواصلة رحلتها،‏ بعد أن يتمإنقاذها من محاولة االنتحار.‏ما نحسبه استسهاالً‏ في معالجةالفكرة،‏ قد يكون سببه هو محافظةاألخوين داردين على أسلوب عملهما،‏في حين كانت طبيعة الفيلم تستدعيتطويراً‏ ألسلوبهما التسجيلي؛ وهواألسلوب الصالح أكثر لعرض طقوسوعادات وتفاصيل شخصية،‏ أو حتىتأمل الطبيعة والموجودات.‏ في هذهالحالة يعمل األسلوب التسجيلي كأنهالمحقق الذي يستنطق العالم ليبوحبأسراره.‏ لكن األمر ينقلب فيصبحعجزاً‏ يُولِّد مللاً‏ إذا ما تم اإلصرار علىاألسلوب التسجيلي لمعالجة فكرة تحتاجالكثير من الخيال الروائي،‏ والبراعةفي ابتداع حيل وذرائع درامية؛ خدمةللتكثيف،‏ وتحقيقاً‏ للمفاجأة،‏ وغوصاً‏في األعماق اإلنسانية بما تزخر بهمن معانٍ‏ وصراعات،‏ ال مجرد السطحالظاهري بتصلبه التسجيلي.‏إن كانت هناك حسنة في ‏»يومانوليلة«،‏ فهي محاولة األخوين داردين‏-أخيراً-‏ لصنع صورة جميلة،‏ والتخليعن الحركة المقززة لاهتزاز العنيفللكاميرا المحمولة على الكتف.‏ ويُحسبلماريون كوتيار أيضاً‏ بعض اللحظاتالفردية القوية في أداء الممثل؛ والتياستطاعت فيها ‏-بأقل قدر ممكن مناإليماءات-‏ أن تمرر لنا ما تشعر بهالشخصية من تهديد وفزع وإهانة.‏تبقى كلمة لموزعي الفيلم.‏ ال تعولواكثيراً‏ على إيرادات من دول الجنوب.‏شخص من الجنوب مثلي لن يتعاطف،‏ولن يتوحّ‏ د،‏ مع مشكلة ساندرا التيتعيش في بيت نظيف من طابقين،‏ فيحي راقٍ‏ ومشجر،‏ ولديها سيارة فوردحديثة،‏ وتتناول طعاماً‏ جيداً.‏ التهديدالذي تواجهه ساندرا في حالة فقدهالوظيفتها،‏ هو أن تفقد بيتها الكبيروتسكن في مساكن الضمان االجتماعي،‏وال أظنه يمثل كارثة يمكن أن يتوحّ‏ دمعها المشاهدون في الجنوب.‏ كان األمرمختلفاً‏ في ‏)روزيتا(،‏ حين كانت الفتاةالمراهقة تعيش في أحراش الغابة،‏ فيسيارة/بارافان على أطراف المدينة،‏وتغزو المدينة كل يوم محاولة الحصولعلى لقمة عيش.‏ كانت روزيتا مُ‏ عدَمة،‏أشبه بفتاة بدائية وثنية،‏ ترعى أمهاالسكيرة،‏ وكانت حاجتها إلى العملمسألة حياة أو موت،‏ للدرجة التيتخون فيها حبيبها في آخر الفيلم؛ فتبلِّغعنه مديره ليطرده وتحل هي محله فيالعمل،‏ متمتعة بامتياز راحة الضمير،‏كحيوان بري بريء.‏ربما يتطلب نقد الوضعية الوحشيةللرأسمالية جهداً‏ أكبر من مجرد النواياالحسنة.‏ كان هيتشكوك يؤمن بأن قوةالفيلم تتناسب طردياً‏ مع قوة الشرير.‏والشرير في مثل هذه األفام التي ترصدالتوحش الرأسمالي،‏ هو األوضاعالهيكلية في المجتمعات الرأسمالية،‏والجو العام في اقتصادات السوق،‏والمزاج الخاص الذي تولده األزماتواإلفلاس.‏ والحقيقة أننا لم نرَ‏ شريراً‏في ‏»يومان وليلة«.‏149

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!