12.07.2015 Views

DOHA 86 FINAL web

DOHA 86 FINAL web

DOHA 86 FINAL web

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

نافذة الخالصعبد القادر ضيف اللهالمجموعة القصصية ‏»الدخاء«‏‏)فضاءات،‏ 2014( تأخذ القارئ إلىعالم سردي يمتاز بساسة الحكيوبتفاصيل متشعِّ‏ بة تأتي على أكثرمن حدث في القصة الواحدة،‏ الشيءالذي يجعله في حيرة من أمره حولإمكانية أن يستوعب الجنس القصصيكل تلك التفاصيل والشخصيات التيتتزاحم في القصة الواحدة لتحريكالحدث الواحد في القصص الخمسالتي وُ‏ زِّعت كالتالي:)‏ القطة...‏ سيدالبيت،‏ انتحار شاب طموح،‏ فيغياهب الشهوة،‏ لعنة األصابع،‏ ورجلعلى حافة الذاكرة(.‏ هي-‏ إذاً-‏ كَ‏ مٌ‏ منحكايات الغبن اإلنساني التي تحتاج إلىانعتاق؛ لهذا فإن المؤلِّفة سارة النمسال تريد أن تختصر أوجاع اإلنسان فيشخصية واحدة،‏ وال في حدث دخيلواحد وال في لحظة واحدة،‏ بل تريدلهذه الشخصيات أن تتعدَّد وأن تنمووتتحرَّك في أكثر من حدث كما تنموفي الحياة بصورة طبيعية وفي توازٍ‏مع شخصيات وعوامل أخرى مساعدةوأخرى مضادّة،‏ وهنا تستدعي الكاتبةموضوعة العالم اآلخر كبنية تخييليةجمالية تساهم في تشكيل النصالقصصي من جهة،‏ وتساهم-‏ من جهةأخرى-‏ في طرح العديد من المشاكلاالجتماعية المتعلقة بالعاقات اإلنسانية،‏إذ يصبح العالم اآلخر المتمثِّل في تلكاألشباح التي تظهر فجأة في حياةاألبطال موضوعاً‏ مركزياً‏ تلتقي فيه هذهالمتوالية القصصية كلها،‏ كما تصبحكل قصة من خال إشباعها بالتفاصيلالتي تحرص القاصّ‏ ة على حشدهاموضوعاً‏ آخر يشدّ‏ القارئ ويمنحهسعة من الفضاء السردي محكم الحبكعبر صور مشهدية تمتاز بالتشويق،‏وتجعل القارئ كما لو أنه أمام شاشةبازما،‏ هذه التفاصيل تمثِّل خاصيةفنية يمتاز بها النفَس السردي عندسارة النمس والذي تشكِّله كمقدّمةلتحضير القارئ لتقبُّل تلك العاقةالغرائبية التي تحدث بين تلك األشباح،‏وهي تحاول إغراء األحياء بشهيّة الموتوبشهية الخاص بعد أن أصيبوا بشرخفي حياتهم الشخصية جراء ظروفهمومشاكلهم الحياتية الصعبة التي دفعتبالبعض إلى االنتحار،‏ كما في قصة‏»انتحار شاب طموح«.‏ التي يقولفيها:‏ ‏»راودني كابوس يشبه الواقعبألمه،‏ رأيتني في الحلم أبكي بالدموعوالشهقة والحرقة كالطفل الصغير،‏وبعد ذلك تقدَّمت من النافدة ورميتبنفسي من أعلى طابق بالعمارة،‏وسقطت سقوطاً‏ عنيفاً،‏ اقتربت مناألرض فاصطدم رأسي بها،‏ تحطّ‏ متجمجمتي،‏ ونزف رأسي دماً‏ يتصاعدالدخان منه لفرط حرارته،‏ وعلى صورةذلك الدم استيقظت هَ‏ لِعاً.«‏ يتكرّر هذاالكابوس كل ليلة فيقرِّر الشاب زيارةطبيب نفسي يصف له مهدِّئات بعدأن قال له إن فكرة االنتحار كامنة فيعقله الباطن.‏يعود الشاب إلى غرفته الجامعية بعدأن خذله الطبيب الذي لم يصدِّق حكايته،‏فيقرر أن يتحدّى هواجسه بترك رسالةلهذا الشبح الذي يجده في انتظاره فيغرفته،‏ فيدرك أن الرسالة قد وصلتهبعد أن يدخل معه في حوار فلسفيعن الموت وعن االنتحار،‏ يردِّد الطيفكام الطبيب نفسه،‏ ويقول للبطل إناالنتحار هو رغبته الباطنية التي يحاولالهروب منها،‏ ثم يبدأ في إغرائه بشهيةالخاص،‏ وكيف أن الموت يحرِّر الروحمن قيد الجسد ويمنحها الخلود،‏ وحينمايقترب الشاب من النافدة يدفعه الشبحللسقوط.‏هنا تقدِّم الكاتبة انتقادها بطريقةغير مباشرة للمعاناة اإلنسانية فيالحياة من خال الذهاب إلى أقصىالحلول،‏ حتى وإن كانت بفعل االنتحار،‏الذي يصوّ‏ ر نهاية الشاب المأسوية،‏جاعلة من التراجيديا عامة تخييلسينمائي تُعاد في كل مرة،‏ وكأنهالعنة المكان ولعنة روح المنتحر فيالوقت نفسه،‏ لكن الكاتبة،‏ حتى وإنبدت من خال الحوار الذي شكَّلتهفي هذه القصة،‏ أنها تمدح االنتحار،‏118

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!