DOHA 86 FINAL web
DOHA 86 FINAL web
DOHA 86 FINAL web
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
إيريك زمور»األعداء« الذين يقفون – بحسبه - وراءانحطاط األمة الفرنسية فهم: النخبةالسياسية بيمينها ويسارها، وأنصارتحرُّر المرأة، والمهاجرون ومثليوالجنس، والفنانون المتأثّرون بأفكاراالنتفاضة الطابية عام 1968.ويلجأ زمور إلى استعراض رموزالثقاف ة الش عبية ف ي الغن اء والس ينماواألدب التي تمثِّل- من وجهةنظره- الدعامات األساسية للهويّةالفرنسية. كما يشنّ هجوماً شرساًعلى األشكال الموسيقية الجديدةالناتجة عن تاقح الثقافات، ويندِّدبالفن المعاصر بوصفه تخريباً للفنالتشكيلي الراقي. وال يتوانى زمورعن التاعب باألرقام واإلحصائيات،فيقدِّم أرقاماً مخيفة عن أعدادالمهاجرين وعدد عقود الزواجالمختلط بين الفرنسيات واألجانب،وال يترك موضوعاً من غير أنيستعمله لتدعيم طروحاته؛ فالرجلفي المجتمع الفرنسي المعاصرضحية للحركات النسائية ولعمليةتأنيث ممنهجة. وفي هذا السياقيقول ما يكرِّره العنصريون والعامةفي محافلهم الشخصية: »إن األجانبيسرقون خبزنا ونساءنا«. غير أنزمور يذهب بعيداً، ويكتب »أناأفضِّ ل أن أنال المرأة دون أن أفهمهاعوض أن أفهمها دون نيلها« وال ينسىالكاتب أن يؤكِّد- أيضاً- بأنه يتمنّىلو عادت المرأة إلى سابق عهدها،ربّة بيت تعتني باألطفال والتربيةبدل العمل... كل شيء وارد بالنسبةلزمور، وكل الوسائل مباحة للتدليلعل ى م وت الهوي ة الفرنس ية الطاه رةوانحطاط الثقافة وأفول الفحولةالفرنسية.نجاح »االنتحار الفرنسي« مَ رَ دّه-أيضاً- إلى مهارة إيريك زمورفي استعمال اإلعام والتصريحاتاالستفزازية المثيرة للجدل، خاصةعبر التليفزيون الذي فتح لهالمجال واسعاً للتعبير عن أفكارهالشعبوية والعنصرية ضدّ اإلسام،والمهاجرين بشكل خاص. والواقع أنزمور انتهج، منذ سنوات، سياسةاالستفزاز كوسيلة ناجعة لخلقالجدل حوله واستمالة الفرنسيينالمتعاطفين مع اليمين المتطرّف،العب اً عل ى عق دة الخ وف م ن الغري بواألزمة االقتصادية. وقبل حواليعامين صَ رَّحَ - بكل حياء، في أحدالبرامج التليفزيونية -: »من الطبيعيأن يكون الفرنسيون من أبناءالمهاجرين عرضة لعمليات التدقيقفي الهوية من طرف الشرطة، ألنأغلب المهرّبين والمتاجرين بالمخدِّراتهم إما عرب أو أفارقة«! وفي سياقآخر تجرَّأ وندَّد بما أسماه »التاشيالمنظّ م للشعب الكاثوليكي األبيضلفائدة المسلمين« متفوِّقاً بذلك علىعتاة السياسة من اليمين المتطرِّفالذين- رغم حقدهم الدفين علىالمهاجرين واألجانب- يحرصون علىعدم إطاق تصريحات من هذا النوع.ورغم هذه الطلعات اإلعامية التييعاقب عليها القانون، فالرجل يُاقىبالترحاب أينما حلّ ، وصارت برامجالقنوات التليفزيونية تتهافت منأجل استضافته والتصفيق لجرأته،كما أنه ينشط بقوة في اإلذاعةوالصحافة المكتوبة؛ ما يعكس-فعاً - درجة التسامح المخيفة التيصارت تُعامل بها األفكار العنصريةفي الفضاء الفرنسي العام. كماأن نجاح ظاهرة »زمور« اليهوديالفرنسي والعنصري قد تكونشهادة صريحة على انحطاطثقاف ي وانتح ار مري ع لقي م اإلنس انيةالفرنس ية المتس امحة، ف ي بل د يجع لمن كاتب، بهذه الدرجة من السطحيةوالشعبوية والعنصرية، كاتباً ناجحاًبمقاييس الشعب والنخبة.37