DOHA 86 FINAL web
DOHA 86 FINAL web
DOHA 86 FINAL web
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
أقنعة إيريك زمورعبد اإلله الصالحيفي العقد األخير تحوَّ ل الكاتبواإلعامي الفرنسي إيريك زمور)1958( إلى مُ نَظِّ ر أساسي، ومُ رَ وِّ جناجح لألفكار القومية والعنصريةالمتطرِّف ة ف ي الس احة الفرنس ية. كم اتحوَّ ل- أيضاً- إلى أنموذج صارخلمفارقة شديدة وصارخة يتحوَّ لفيها سليل الهجرة إلى مهاجميقود حرباً شرسة ضدّ الهجرةوالمهاجرين. ورغم أنه يفضِّ ل وصفنفسه في وسائل اإلعام ب»اليهودياألمازيغي« فهو- كما يؤكِّد ذلكالباحث الفرنسي من أصول يهوديةجزائرية بنيامين سطورا- سليلعائلة يهودية جزائرية من أصولعربية عاشت أباً عن جَ دّ في مدينةسطيف بالشرق الجزائري. ولقب»زمور«، وهي لفظة أمازيغية تعنيالزيتون، شائع في تلك المنطقةبي ن اليه ود والع رب أيض اً. وهاج رتعائلة زمور إلى فرنسا في مطلعالخمسينيات من القرن الماضي،واستقرّت في ضاحية »مونتروي«الباريسية، ثم في الدائرة الثامنةعش رة بباري س، المعروف ة باحتوائه اللطبقات الشعبية وللمهاجرين من كلالجنسيات والديانات.كتاب زمور األخير »االنتحارالفرنسي« الصادر عن دار »ألبانميشال« حَ قَّقَ رقماً قياسياً منحيث حجم المبيعات. هذا النجاحاالستثنائي يتوازى مع الصعودالمدوّ ي لليمين العنصري المتطرِّفبزعامة مارين لوبين )رئيسة حزبالجبهة الوطنية( وتفشّ ي األفكارالعنصرية في األوساط الشعبيةوالنخب السياسية على حَ دّ سواء.فالكتاب خلطة شعبوية تنضحبالطروحات العنصرية والرجعيةالتي تشكِّل جوهر األيدولوجيااليمينية المتطرِّفة.وخال 500 صفحة من القطعالمتوسّ ط وأربعة فصول رئيسيةيعي د الكات ب ق راءة التاري خ الفرنس يالحديث منذ عام 1970، ويعدّهسيرورة انتحار بطيء على يد نخبةسياسية وثقافية يصفها ب»الخائنة«لكونها ضحَّ ت بثوابت األمة الفرنسيةاألخاقية والثقافية، وفسحت المجالواسعاً للهجرة التي كسرت هذهالثوابت. ويندِّد الكاتب باإلضعافالمنظّ م والمنهجي من طرف النخبالسياسية لهيبة الدولة، وانحسارسيطرتها في مختلف المجاالت مركِّزاًعلى االقتصاد والثقافة. ويتباكىالكاتب على »فرنسا« العظيمةالتي وَ لّتْ إلى غير رجعة، تلكاإلمبراطورية ذات العرق األبيض،القوية والمتماسكة التي تحكمهانخبة قومية كاثوليكية، وتنصهرفيها األقليات في رمشة عين،وبالقوة.يلعب إيريك زمور على هذاالوتُّ ر بح ذق وبمك ر مس تعرضاً جمل ةمن األحداث والوقائع التاريخيةالتي يحلِّلها من زاويته الخاصة،وغالباً ما يحرِّفها مثل ما فعل معحكومة »فيشي« التي وقَّعت معاهدةالسِّ لْم م ع ألماني ا النازي ة الت ي عَ دّه احكومة مدافعة عن اليهود، وأنهبفضلها تَمَّ حقن دماء اآلالف مناليهود الفرنسيين. واستغرب العديدمن المؤرِّخين والنقّاد هذا التحريفالفاضح للتاريخ الفرنسي، فالوقائعالتاريخية تثبت- بالدليل الملموس-كيف أن حكومة »فيشي« قدمت اليهودالفرنسيين كهدية للنظام النازي،وكانت المسؤول األساسي عنترحيل آالف منهم إلى المعسكراتالنازية في ألمانيا.ويَتَّهم زمور الدولة الفرنسيةبالعمل على تفكيك مفهوم العائلةوإضعاف سلطة »األب« حين أصدرتقانوناً عام 1970 ينصّ على منحاألم حَ قّ رعاية األطفال بمفردها. كمايتَّهمها ببيع الباد حين تخلَّت عنعملة الفرنك، رمز القوة االقتصاديةالفرنسية، وفتحها الحدود لمن هَ بَّودَ بّ بانضمامها إلى معاهدة »شنغن«التي أقرَّها االتّحاد األوربي. أما36