12.07.2015 Views

DOHA 86 FINAL web

DOHA 86 FINAL web

DOHA 86 FINAL web

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

محسن الرملي:‏انتصار للحياةيؤكِّد الشاعر العراقي محسن الرملي أنه ضدّ‏ القتل بكلأنواعه،‏ بما فيه قتل اإلنسان لنفسه طبعاً،‏ بل هو ضدّ‏ أيّ‏نوع من أنواع اإليذاء،‏ سواء أكان مادياً‏ أم كان معنوياً،‏ لذايشعر الشاعر العراقي،‏ المغترب في إسبانيا،‏ بالحزن الشديدواألسى على األدباء المنتحرين أكثر من شعوره بصحّ‏ ةمواقفهم وقضاياهم أو دعمها.‏ وال يتّفق الشاعر مع هذهالطريقة في االحتجاج وإسماع الصوت،‏ وخاصة بالنسبةللمبدع،‏ فهو على األقلّ‏ يمتلك أدوات للتعبير عن ذلك أكثرمن اإلنسان البسيط،‏ فإن كان صاحب قضية فهو سيضرّ‏بقضيته أوالً،‏ ألنه يُخرِس أحد أصواتها الذي هو صوته،‏وبدل أن يجعل من موته صرخة واحدة كان بإمكانه أنيشكِّل-‏ من مواصلة إبداعه ومن كسب تأييد قرّائه ومتلقّيه-‏صراخات متتابعة يومية.‏ وكان عليه المواجهة حتى الموتبدل الموت قبل المواجهة أو في منتصفها،‏ لذا فهو يحيّيشجاعة الذين يضحّ‏ ون بأنفسهم عبر النضال والمواجهة.‏ وإذاكان األمر بسبب يأس شخصي فأمام المبدع خيارات كثيرة،‏منها اللجوء إلى التنفيس عن ذلك باإلبداع،‏ أو اللجوء إلىالخيال،‏ وتاريخ األدب اإلنساني حافل بالذين حوَّ‏ لوا مآسيهمإلى أعمال خالدة.‏الزهرة الرميج:‏لماذا ال نعلن عنالحب إال لألموات؟عندما يكتب الشاعر وال يجد من يلتفت إليه،‏ ومن يسلِّطالضوء على موهبته،‏ فإن الامباالة تتحوّ‏ ل إلى سوس ينخردواخله باستمرار،‏ خاصة إذا كان يعدّ‏ الشعر شرط وجوده،‏وهويّته الحقيقية،‏ وأن حياته بدونه هي والعدم سواء.‏ وهذافي اعتقادي،‏ ما دفع الشاعر المغربي عبد القادر حاوفيإلى االنتحار.‏ فهذا الشاعر المنعزل الذي عجز محرِّك البحثالشهير غوغل عن الوصول إليه،‏ وحارت المواقع اإللكترونيةوالصحف في البحث عن صورة له،‏ استطاع-‏ بانتحاره-‏ أنيزلزل الساحة الثقافية،‏ وأن يكشف عوارها،‏ ويجعلها ترىصورتها الحقيقية في المرآة.‏ لماذا لم يتمكَّن ذلك الشاعر مننشر ديوانه،‏ أو دواوينه ما دام قد واظب على كتابة الشعرألكثر من عشرين سنة؟ لماذا لم ينتبه النقّاد إلى شعره؟ لماذالم تمتدّ‏ أيادي األصدقاء إليه عندما كان يعلن عن يأسه،‏ وعنإخفاقه في الشعر؟إذا كان انتحار المبدع في الغرب،‏ غالباً،‏ مسؤولية فردية،‏كعدم تحمُّل نضوب قدرته اإلبداعيّة مثلما هو حال الكاتباألميركي أرنست همنغواي،‏ أو الخوف من الشيخوخةوعاهاتها وأمراضها المزمنة كما هو شأن الكاتب اليابانيميشيما وكاواباتا الذي كان يرى الشيخوخة قبحاً‏ ال يطاق،‏فإن انتحار شاعر في المغرب ظلَّ‏ يكتب الشعر دون أن يلقىاهتماماً‏ من النقد،‏ يصبح مسؤولية كل المعنيين بالشأنالثقافي،‏ ومنهم المقرَّبون من هذا الشاعر.‏ لقد استغربتالشهادات الكثيرة التي كتبها شعراء وأدباء بصفتهم أصدقاءهالمقرَّبين،‏ وكذلك من التمجيد الذي حظي به الشاعر بعدانتحاره.‏ ووجدتني أستحضر حالة أبي حيان التوحيديالذي أقدم على االنتحار بطريقة مختلفة،‏ عندما أحرق جميعكتبه،‏ فكتب إليه القاضي أبو سهل علي بن محمد يعاتبه علىصنيعه،‏ فكان ردّه الشهير الذي يرى فيه أن العلم ال جدوىمنه إذا لم يجد من يقدِّره،‏ كما أشار فيها إلى استغرابه منلوم القاضي له،‏ علماً‏ أن حاله لم تكن خافية عليه.‏ فهو لميقدم على إحراق كتبه إال بعد معاناة طويلة من الفقر وشظفالعيش والعزلة،‏ والمباالة الحكّام الذين ال يغدقون األموال إالعلى المتزلِّفين،‏ وأنصاف الموهوبين.‏الوضع الثقافي المأساوي نفسه يستمرّ...‏ أتساءل:‏ لماذا،‏في وطننا العربي،‏ ال نعلن عن الحبّ‏ إال لألموات؟ وإلى متىستظلّ‏ مقولة الشاعر عبد اللطيف اللعبي المحمَّلة بالمرارة‏»الشاعر الجيد هو الشاعر الميت«‏ سارية المفعول في هذاالوطن؟95

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!