DOHA 86 FINAL web
DOHA 86 FINAL web
DOHA 86 FINAL web
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
مقالبرلين في ذكراها الخامسة والعشرينجُ دراننا التي لم تسقط بَعدُأحمد دلباينّلم يحتفل العالمُ قبل رُ بع قرن، في نوفمبر/تشرين الثاني 1989، بسُ قوط جدار برلين فحسب،وإنما بنهاية مُ بكِّرة للقرن العشرين، كما رأى بحق،بعضُ المفكرين. لقد كان ذلك األمرُ نهاية مشهدية لناللج دار الع ازل ال ذي جسَّ د انقس امَ العال م إل ى منظومتي نأيديولوجيَّتين تنازعتا األحقية - طيلة عشريات - علىاحتكار معنى التاريخ وشرعية الحديث باسم اإلنسانوالعدالة والمُ ستقبل. لم يكن هذا األمرُ »نهاية التاريخ«،كما ذهبَ إلى ذلك - مُ تسرِّعاً - نبيُّ العولمة في شكلهاالليبرالي المُ نتشي آنذاك بانتصاره فرانسيس فوكوياما،وإنما نهاية العقائديات المُ تصلِّبة وأنظمة احتكار المعنىالتي جسَّ دت استبدادَ الحقيقة في »غوالغ« ظلّ يدَّعيأنهُ أوقع طائرَ العالم في شرَ ك النظرية المُ تعاليةعلى صخب التاريخ. لقد انتهى، بذلك، زمنُ السِّ حرالذي مارستهُ الغنائيَّات الخاصية الكبرى أو »األديانالعلمانية«، كما يُحب أن يُعبِّرَ ريمون آرون.ولكنَّ نهاية الزمن األيديولوجيِّ في شكله المُ تصلّبفتحت العالمَ على فوضى كونية جديدة وجعلت الشكيتسرَّبُ - شيئاً فشيئاً - إلى أحجية الخاص الذي بشرتبه الليبرالية المُ نتصرة. ونحنُ نعرفُ كيف أنَّ الحريةالتي ظلّت مطلباً أصياً ومشروعاً لألفراد والمُ جتمعاتلم تكن إال مفتاحاً لجنة تبيَّنَ مقدارُ عدم أهليتهاوجاهزيَّتها الحتضان صبوات اإلنسان العميقة إلىالعدالة والكرامة. هذا ما يُفسِّ رُ نزعة االحتماء من صقيعالعولمة الليبرالية باالنكماش على الذات، واالحتماءبمصابيح فراديس الهوية المُ ستعادة. لقد انتصر األبُالغائ بُ وانبع ث اآلله ة م ن جدي د باعتباره ا حصن اً منيع اًأمام مخاطر السَّ ديم الحاضر. هذا ما يدعونا إلى القولإنَّ سقوط جدار برلين كان إيذانا بانتصاب جدران أخرىما زال العالم يعاني منها إلى اليوم.ال نجدُ، رُ بَّما، أفضل من عالمنا العربيِّ نموذجاًللحديث عن حضور الجدران المُ ختلفة التي تمزقُمُ جتمعاتنا إثنياً ودينياً وطائفياً. إنها جدرانٌ أتيحَ لهاأن تجهرَ باحتجاجها بعد فشل تجربة التنمية والثوراتالعربيَّة التي كانت في أساس بناء الدولة الوطنيَّة منذخمسينيَّات القرن الماضي. لم تكن األحادية الفكريةواأليديولوجيَّة أو األصولية المذهبيَّة كافيتين لتحقيقالتنمية الشاملة وبناء اإلنسان العربيِّ الجديد القادر علىمواجهة تحديات الحداثة ومُ غامرة الدخول في العصربصورة واثقة. هذا ما أنتج تبعيَّتنا على كل المُ ستويات.لم نفهم جيِّداً التعدّدَ في إطار الوحدة، كما لم نكنْ علىوعي كافٍ بأنَّ الوحدة تقتضي إعادة النظر الدَّائمة فيهامن أجل إغنائها باالنفتاح على التعدّد وجعلها تتسعُالختافنا بعيداً عن كل تمركز إثني أو طائفي، وبعيداًعن كل مذهبية أيديولوجية قوميَّة مُ غلقة وشوفينيَّة. لقدظلّت الواحدية وجهتنا في مُ حاربة التعدُد الذي اعتقدنا،َّ القومي ويُمثل باباً خلفياً قددائماً، أنه يُهدّدُ وجودناتتسرّبُ منهُ مُ ؤامراتُ الخارج الذي يتربَّصُ بنا.من المُ احظ أنَّ جدراننا لم تسقط بعد. أعني الجدرانَالتي قامت على األيديولوجية القوميَّة واأليديولوجيَّةالدينيَّة في شكلها الطائفيِّ باألخص. لم ندخل عالمَالحداثة السِّ ياسيَّة وبقينا خارج مدارات التقدّم اإلنسانيالذي أتاح لمُ جتمعاتٍ أخرى أن تلجَ فضاءَ المُ واطنةوتتجاوز أشكال الصِّ راع االجتماعي والسِّ ياسي القائم80