DOHA 86 FINAL web
DOHA 86 FINAL web
DOHA 86 FINAL web
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
محمد بنيسإن المدافعين عن الحرف العربي من التقليديين يخلطون بينه وبينالعربية القديمة وثقافتها. وما نحن بحاجة إليه هو القبول بتبدّل الزمنوبوجود عربية حديثة وعالم حديث، علمي وتكنولوجي، تعيش فيهالعربية ويعيش فيه أبناؤها.مسرح الخط العربي1أُسمّي حالة الخط العربيمسرحاً، ألنها تعرض أمامنا مشاهدتتداخل وتتفاعل. ومن أجل وضعالق دم عل ى عتب ة ه ذا المس رح، أش يرإلى أن لكلمة الخط بالعربية معنيينهما كتابة الحروف، وفن كتابةالحروف. ذلك ما عَ بّرَ عنه ابنخلدون فقال: »وهو )أي الخط( رسوموأشكال حرفية تدل على الكلماتالمسموعة الدالّة على ما في النفس«.أما تعريف الكتابة في العصر الحديثفينصّ على أنها تجسيد للكام والفكربعامات خطيّة يقع عليها االتفاق،وهي تتميز عن الخط الذي هوفن يتأمل ذاته ويستند إلى قواعدوضوابط.إن الجمع بين المعنيين لكلمة الخطفي القديم، ثم الفصل بينهما فيالعصر الحديث، يعود إلى وضعيتهمافي كل من الزمنين. وتشتركالحضارتان اإلسامية واليابانية فيالجم ع بي ن الممارس تين، عب ر تاري خيمتد من القديم إلى الحديث. ويرىعلماء مختصون في الفن اإلساميأن الخط هو المشترك الفني بينجميع الباد اإلسامية، تلتقي فيهجماليات ورؤيات تنطلق من النصالقرآني لتمتد إلى الشعر والحكمة.وإذا كان ابن خلدون يصنف الخطوالكتابة ضمن الصنائع ويصلبينهما وبين الوضع الحضاري،فإن أشهر المدارس الخطية القديمةانبثقت في العراق وفارس ومصرواألندلس وتركيا والباد المغاربية،وكل مدرسة منها قائمة الذات.2كان للخطاطين القدماء مرتبةالفنانين في زمننا. ومن أشهرهمفي العهد العباسي الشيرازي ابنمقلة، واضع قواعد الخط العربي)ف ي المش رق( وخ ط النس خ المت داولحتى زمننا، والبغدادي ابن البواب،صاحب القصيدة الرائية في الخطوالكتابة، ويُعد القندوسي أشهرالخطاطين المغاربة. وما أدى إلى أنيكون الخط الفنَّ المشتركَ بين الباداإلسامية وأن يصبح الخطاطونبمرتبة الفنانين في عصرنا هوحرص الملوك واألمراء والوجهاءوتنافسهم في امتاك نسخ منالقرآن مكتوبة بخط جيد. فالخطأرفع الفنون التي تم بها التعويضعن الرسم والتصوير، المُ حرّمينفي اإلسام. والمكانة التي كانتلألدب والمعارف وازدهار المكتباتفي المجتمعات اإلسامية المتحضّ رةشجّ عا بدورهما على وجود كثرةالخطاطين والمخطوطات.بين تمجيد القرآن واالحتفاءباألدب والمعارف والحِ كَ م اتّسعاستعمال الخط في عدة مجاالت،تتقدمها العمارة واألثاث واألسلحةوالعملة واألقمشة واللباس. هكذاانتشر الخط بأشكال فنية تتفرّدبها خطوط أو مدارس، مثل الكوفيوالثلث والنسخ والتعليق والديوانيوالمغربي األندلسي والريحاني، معتفريعات. وجميع هذه الخطوطاستضافت فن التزويق باألشكالالهندسية والنباتية والحيوانيةواإلنسانية وامتزجت بالمنمنمات،كما عند الواسطي. ثم لك في قصرالحمراء في غرناطة نموذجٌ جليلإلدماج الخط في العمارة.3كل ذلك سيعرف إبداالً فيالعصر الحديث، من كتابة الحروفالعربية إلى فن الخط. لم يعدللعرب والمسلمين سلطان فابتعدواعن الحضارة، وتخلّفوا عن اإلبداعواالختراع، وأهملوا الصنائع. ثمعندما أقدم العرب على تجديدعهدهم بالحضارة وتبنوا فكرةالنهضة، عرفت كتابة الحروفالعربية جدالً واسعاً ينصبّ علىما سمي بإصاح الحرف العربي.ومن الماحظ أن هناك ارتباطاًبين الجدل في موضوع العربيةوموضوع الكتابة بالحرف العربي.44