12.07.2015 Views

DOHA 86 FINAL web

DOHA 86 FINAL web

DOHA 86 FINAL web

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

نصوصمع نيتشه وضدّ‏ هبنسامل حِ‏ مِّيشَواليوم،‏ وقد بلغتُ‏ من العمر زهاء ثلثيه،‏ هأنذا ‏-أخيراً-‏ أرسمُ‏المرمى وأغيّر البوصلة،‏ عساني أنجو بثلثي الباقي،‏ واضعاً‏العين واليد على الجوهر واألصل واألجدى،‏ دون العرَ‏ ضوالفرع والزّبَد.‏ ساعات لاطّ‏ اع والقراءة،‏ وسواها لقرعأبواب العزلة الذكية والغطس التأمّ‏ لي الناشط.‏َ ‏-افتتاحاً-‏ أن ألقي تحية المحبّ‏في قرع تلكم األبواب،‏ كان عليّ‏المحاسب على فريدرك نيتشه،‏ وعلى ما ظَ‏ لَّ‏ ، في كتاباته،‏يجذبني ويغري بي.وهذا بعضٌ‏ مما في هذا الشأن يعنُّ‏ لي:‏وإذاً،‏ سامٌ‏ على طلعتك العميقةِ‏ القلقة،‏ يا ذا الفكر الخصبالمنقّب في الدهاليز والمطامر وفي المرتفعات واألعالي،‏ ياأنت الذي،‏ بكتاباتك األخّ‏ اذة المضادة لهمجية العصر وثقالةالوجود،‏ تحكي نقاهاتك المديدة وتخطّ‏ ياتك الذاتية.‏لقد حدث مرة أن سألتكَ‏ في المنام:‏ أكلُّ‏ هذي المظالمِ‏والظُّ‏ لُمات،‏ وهذي المآسي والشقاوات،‏ وهذي الكسورواالنهيارات،‏ وتريدني أُسقطُ‏ من حسابي تلك األخرى؟ قوّ‏ ستَ‏حاجبيك الكثيفين،‏ وقلتَ‏ مستغرباً:‏ األخرى؟!‏ أجبت:‏ نعم،‏حياة أخرى تكون هي األجمل واألعدل واألسمى،‏ وسواها مناألوصاف الحسنى.‏ قلتَ‏ : هذا محض سراب ووهم!‏ رَ‏ دَ‏ دْ‏ تُ‏ : إنكان هذا هكذا ‏-وأنَّى لي معرفته!-‏ فإنه،‏ إذاً،‏ طامّ‏ تنا العظمى،‏فا أنا فزتُ‏ وال أنت،‏ وإنما في العدم موعدنا ولقيانا،‏ يحشرناويسحقنا سحقاً.‏ قال:‏ فرضُ‏ كَ‏ قمار وجُ‏ بن!‏ قلت:‏ بل رهانيحرِّك الفكر،‏ وحَ‏ دٌّ‏ وسط بين الجبن والتهوُّ‏ ر؛ هذا وال شيءيقيني من عللٍ‏ شتّى اعترَ‏ تْك،‏ وال من أن أدخل مثلك مشفًىلألمراض النفسية،‏ لما إذ هويتَ‏ مغمى عليك في تورينو،‏ بعدأن عانقت فرساً‏ كان يعنِّفهُ‏ مواله.‏ وكل ما أصابني،‏ وما قديصيبني مجدَّداً‏ من أرزاء وكبوات إنما ينمّي معرفتي بضعفياآلدمي وعجزي عن تخطّ‏ ي ذاتي إلى اإلنسان الكاملِ‏ األعلى.‏ لذاأؤثر لحياتي اللياذَ‏ بفرضية إيمانية تُبعد عنّي موتاً‏ يأتيني،‏وفي ذهني وكياني أبخرة رديئة،‏ وملءَ‏ صدري وحنجرتيغصصٌ‏ موجعةٌ‏ خانقة.‏تحثّني ‏-أيّها المتوحّ‏ د الشامخ-‏ على قول:‏ نعم،‏ للحياة،‏ وهذا ماأفعله غالباً.‏ لكن كيف لي ولك وأليِّ‏ ابن أنثى أن يقول للموت:‏ال؟!‏ إذاً‏ نعم للحياة إبّان فيضها وفورانها،‏ ونعم للموت حينتعتلُّ‏ األعضاء واألوصال،‏ وتضمُ‏ رُ‏ الطاقة الحيوية والملكات.‏ولقد جنّبك الزمان شَ‏ رّ‏ الشيخوخة التي ‏-لو بلغتَها-‏ لربّما كنتَ‏ليّنتَ‏ بعض مقوالتك ومواقفك،‏ ونقَّحتَها.‏نيتشه ذو الفكرِ‏ الفائق والجسمِ‏ العليل!‏في فصل الفقراء والمعوزين،‏ أفضّ‏ لُ‏ أيضاً‏ توديعَ‏ ك وهجررياحك.‏ ألني أريد البقاءَ‏ معك في فصولٍ‏ أخرى من سفر الحياةِ‏والصحة.‏ أؤثُر الرجوع من عليائك إلى أولئك الذين سمَّيتهمالرعاع والضعفاء والمنهارين.‏ فاألُذن التي وهبتني الحياةُ‏إياها هي من االّتساع والحساسية بحيثُ‏ تقدرُ‏ على مسايرةِ‏قصّ‏ تهم عقدةً‏ عقدةً‏ وخيطاً‏ خيطاً:‏ قصةِ‏ اتّصافهم بالضعف،‏فللضعف جينيالوجيا كما للدين واألخاق.‏ هل تسمعني؟وبعد،‏ يا ذا الفكر المبدع والرؤية الخارقة،‏ سأظل حافظاً‏لنصِّ‏ ك في ‏»الدجّ‏ ال«‏ عن حضارة اإلسام،‏ السيّما وأن بنيقومك،‏ وحتى المتخصِّ‏ صين في نتاجك،‏ أقبروه أيام حياتكوبعدها،‏ وغَ‏ يَّبوه،‏ كأنك في تحريره اقترفت إثماً‏ منكراً،‏ وعنالجادّة زغتَ‏ . أقرأ نصك هذا وأتأمّ‏ له،‏ وفي كلِّ‏ مرة يزدادعجبي،‏ وأندهش لكونه عنك صادراً،‏ وباسمك موقَّعاً،‏ وهذيسطور ساطعة منه:‏‏»لقد حرمتنا المسيحية من حصاد الثقافة القديمة،‏ وبعد ذلكحرمتنا ‏-أيضاً-‏ من حصاد الثقافة اإلسامية.‏ إن حضارةإسبانيا العربية،‏ القريبة منا حقّاً،‏ المتحدِّثة إلى حواسناوذائقتنا أكثر من روما واليونان،‏ قد كانت عُ‏ رضة لدَوْ‏ ساألقدام ‏)وأؤثر أال أنظر في أيِّ‏ أقدام!(‏ - لماذا؟ ألن تلك الحضارةاستمدّت نورها من غرائزَ‏ أرستقراطية،‏ غرائزَ‏ فحولية،‏ وألنهاتقول نعم للحياة،‏ إضافة إلى طرائق الرقّة العذبة للحياةالعربية.«.‏ختاماً،‏ بتحفيز منك أقول ألهل القلم والكتاب من حولي:‏َّ إلي بمُ‏ هَلٍ‏ ألغرّد خارج أسرابكم،‏ ألتنفّس بكلماتٍ‏ أسْ‏ طُ‏ رهالكم،‏ وإال فالربوُ‏ يتهدَّدني ثم اليأس.‏ أوكدها:‏110

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!