DOHA 86 FINAL web
DOHA 86 FINAL web
DOHA 86 FINAL web
- No tags were found...
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
حافظ األسد ناوي يتزوَّ ج على امرأته؟!أسقِط في يد المدير، وأدخل أصابعه بينأكداس الشعر المتغوِّ لة فوق رأسه بحركةعصابية يلجأ إليها عادةً في أوقات الزنقة..ولكن ياسر لم ينتظره حتى يعثر على العبارةالمناسبة، قال له:أنا لست مستعدّاً ألن أكون أهبل، وال تافهاً، والرقماً بين المايين الذين يُسَ يَّرون بين الحينواآلخر ليمثِّلوا أمام العالم أنهم يحبون هذاالمجرم الطاغية الذي يريد أن يذلّنا ويمحوإنسانيتنا.قبل أن يكمل ياسر حديثه، انسلَّ أحمد وشيرينخارجَ يْن من المكتب، وهما يتلفَّتان إلى الخلفمن فرط الدهشة والذهول، بينما تابع ياسريقول للمدير:أخي ال يوجد أي داعٍ للحيرة وإضاعة الوقت،أنا لن أشارك فيمهزلة »المُ سَ يَّرَ ة«، فاذهبأنت إلى مكانك الطبيعي هناك، وحينما تنزلإلى الدبكة حاول أال تبالغ في الحركات،وباألخص عند الهبوط المفاجئ، فأنت -ماشاء اهلل- ممتلئ بالعافية، ويوجد احتمالكبير أن ينفتق بنطلونك!منذ ذلك التاريخ، وحتى هذه اللحظة، لميتوقّف جسم »ياسر« عن تلقّي الضرب،وكذلك رأسه،.. ولو كان القلبُ خليَّاً لضحكعلى نفسه لكثرة تقلب ألوان جلده بين األحمرواألزرق واألصفر واألسود، وكيف ترتفعفيه الفقاعات، تتاشى بالتدريج، على نحويجعل بقاءه على قيد الحياة، حتى اآلن، مثيراًلاستغراب.- تركّ كّ كّ !فقس »ياسر« بإبهامه ووسطاه، قائاً لنفسه:- وجدتُها!ويبدو أن صوته ارتفع قلياً عن حَ دّ األمانالمتعارف عليه في المهجع، مما جعل أكثر منزميل نائم يفتح عينيه وسط الظام مستطلعاًما يجري. واقترب منه نزار، وهمس له:- ما بك أخي ياسر؟ ماذا وجدت؟قال وهو يتمطّ ق بالحروف متلذِّذاً بها: وجدتُها.أريد أن أخرج، غداً، في مسيرة تأييد للقائدالمناضل. هه هه.. أي نعم. سأخرج. وأنتمكذلك. اخرجوا معي. ال يوجد غير هذا الحَ لّ .وبمجرَّد أن نصبح في الباحة، أنا أصيح»بالروح، بالدم، نفديك يا حافظ«، وأنتمردِّدوا ورائي.. ثم احملوني على أكتافكم،ودوروا بي بين المهاجع.. ووقتها سينضمّإلينا عدد كبيرٌ من اإلخوة السجناء. أجل.. هذاهو الحَ لّ ، أفضل حَ لّ .. على طريقة أبي نواس:دع عنك لومي فإنَّ اللومَ إغراءُ وداوني بالتي كانت هيالداءُوانتابه حماس أكبر فقال:- أي أي، أي نعم، وهكذا تنتهي مشكلتنا كلها.يعني الجماعة، لماذا اعتقلونا أساساً؟ أنااعتقلوني ألنني رفضت أنا أشارك في مسيرةتأييد، حكيت لكم هذا أكثر من مرة.. يا سيديحصل، فاإلنسان يتصرَّف أحياناً بشكل غبي،بشكل عنيد، بشكل خاطئ، ولكن.. القاعدةالفقهية، عفواً، أقصد القاعدة الحقوقية تقول:»الرجوع عن الخطأ خير من التمادي فيه«،وأنا سأرجع عن خطئي.. خلص. اتِّفقنا؟ما كاد»ياسر« ينهي جملته األخيرة حتى بدأباب المهجع يضرب بقوة،بواسطة األقدام..وعندما فتحه السجان ورأى مدير السجن ومعهمجموعة من مرافقيه صاح بالسجناء بصوتمدوٍّ : استيقاااااااااااااظ.فاستيقظوا ووقفوا أمامه كأنهم أخشابمسندة.قال: يا حمير، ماذا يحدث عندكم؟ وكيفتجرؤون على رفع أصواتكم؟قال»ياسر«: عفواً سيدي. اإلخوة لم يفتحواأفواههم بحرف. أنا الذي كنت أتكلَّم. كنتأشرح لهم فكرة مسيرة التأييد للقائد التيسننفِّذها صباح الغد. ما رأيكم سيدي؟ضحك المدير ضحكاً عالياً، ثم عبس وقال: ياسام! طول عمرك فهيم.. لهذا السبب احتفظنابك عندنا.وقال لمرافقيه: هاتوا لي هذا الكرّ.وأدار ظهره وخرج، بينما شرع مرافقوهيشحطون»ياسر«.. وفي أثناء ذلك أخذتأيديهم الخشنة تضغط على جسمه المتورِّم..فصاح با إرادة: أخّ .. ولكنه كَ زَّ على شفتهخشية أن يكون الحارس قد سمع صوته،وابتسم وقال لنفسه باندهاش:- مسيرة تأييد؟!115