12.07.2015 Views

DOHA 86 FINAL web

DOHA 86 FINAL web

DOHA 86 FINAL web

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

متابعاتالكولونيالية القديمةفي مواجهة نفسهاباريس:‏ عبد اهلل كرمونحَ‏ لّتْ‏ ، مؤخراً،‏ الذكرى السّ‏ تونالندالع الثورة التحريرية فيالجزائر،‏ ومعها عاد نقاش حادّ‏حول سنوات االستعمار الفرنسي.‏وإذا كانت هذه الذكرى ال تعني،‏بطبيعة الحال،‏ الشيء نفسه بالنسبةللعاصمتي ن:‏ باري س والجزائ ر،‏ فإنه اتظلّ‏ بمثابة الفرصة المثلى لتبادلاالنتقادات وكيل التهم بين الطرفين.‏فتاريخ حرب الجزائر لم يُكْ‏ تَبْ‏ ،على ما يبدو،‏ حسبما تقتضيه الدقةالازمة.‏ لذلك نجد أن المهتمين بهذاالتاريخ يطعنون في استنتاجاتبعضهم البعض.‏غير ذلك فإن العاقاتالدبلوماسية بين البلدين أضحتتتحسن منذ سنوات،‏ وذلك حتىقبل زيارة الرئيس هوالند للجزائروخطابه الذي أُحسن الظن به)2012(. ثم هناك أيضاً‏ إرادة صيانةذاكرة الشعوب التي بادرت بهافرنسا،‏ فعمدت،‏ ضمن ترتيباتأخرى،‏ إلى استحداث مقرر حولحرب الجزائر في المدارس الفرنسية،‏ما لم يكن ممكناً‏ في السابق.‏ كماتمت الزيادة في مبلغ معاشات قدماءالمحاربين في الجيش الفرنسي منأبناء شمال إفريقيا.‏إال أن كل هذه النوايا واإلجراءاتالحسنة لم تخمد ألم االستعمارفي نفوس المغاربيين،‏ مثلما ظَ‏ لّ‏المُ‏ ستعمِر القديم نفسه يحتفظ بجزءكبير من الذهنية الكولونيالية.‏تزداد هذه المعادلة تعقيداً‏ متىتعلّق األمر بالجزائريين المقيمينفي أرض فرنسا،‏ ألن هذا االحتكاكيُولّد مشاعر مُ‏ تباينة حسب طبيعةالسلوك الذي قد يصدر عن كاالطرفين.‏فأغلبية أبناء المهاجرينالجزائريين يهجسون بأن ‏»فرنسا التحبنا«.‏ وطالما نقف على تجسيدذلك الشعور عندما تُجرى مباراةمن مباريات كرة القدم،‏ والتييكون الفريق الجزائري طرفاً‏ فيها،‏إذ يكثر الهرج والمرج،‏ وتمتلئالشوارع بعدد هائل من الشباب،‏وينته ي الحف ل أحيان اً،‏ بع د الزغاري دوالهتافات،‏ بأعمال شغب.‏أطلق هؤالء الشباب ما سموهب ‏»فرنسا الجزائرية«،‏ وهو،‏ لوأمعنّا التأمّ‏ ل،‏ المقابل لما كان عليهحال الجزائر ردحاً‏ طوياً‏ من الزمن،‏ونقصد به:‏ ‏»الجزائر الفرنسية«،‏مصرين إصراراً‏ بأن فرنسا ملك لهم.‏تشابكت على كل حال تبعاتأمرين لم يعْ‏ دِمَ‏ ا صلة بينهما:‏االستعمار والهجرة،‏ إذ إن األول هوالذي فتح،‏ بادئ ذي بدء،‏ أبوابالثاني على مصراعيه.‏ وبعدماتفاقمت الهجرة واستفحلت،‏ شرعتالعاقات تلج مرحلة من التوترالحثيث الذي لم يتوقّف أبداً.‏وكأن بهذه األجيال الجديدة منالشباب المغاربيين تنوي خوضحركات استعمارية معاكسة،‏ فياحتالها الرمزي لفضاءات شاسعةمن مدن الضواحي؛ وتصرّفهمعلى هواهم في تلك البقاع فيتحدٍ‏ صارخٍ‏ لقوى األمن،‏ بل حتىللقانون.‏ إنهم بسلوكهم هذا يعلنونشبوبهم عن طوق فرنسا،‏ وأدهىمن ذلك،‏ رفضهم لها،‏ كنوع منردة فع ل،‏ لتهميش ها له م وجعله ا له مأبناء من الدرجة الثالثة،‏ أو حتىمن غير المرغوب فيهم،‏ ومن ثممن المغضوب عليهم.‏ فالذي يكتفيبزيارة باريس،‏ وبعض الضواحيالدانية،‏ لن يعرف شيئاً‏ عن فرنسااألخرى،‏ ولن يكون بوسعه أن يتنبأبمستقبل هذه األرض.‏ثم إنه كثيراً‏ ما تتواتر على شفاههؤالء سيرة استعمار فرنسا للبلداألصلي،‏ موطن اآلباء واألجداد،‏وكي ف كان ت ش راً‏ ف ي أصله ا؛ س واءأكان األمر متعلقاً‏ بالجزائر،‏ المغرب،‏تونس أم بلدان إفريقية أخرى.‏كانت الفترة الرئاسية لنيكوالساركوزي 2007( - )2012 مجاالً‏خصباً‏ لتبرعم أنواع كثيرة منالسلوك،‏ التصريحات والمواقفالشاذّة.‏ فكان من ضمن هذهاالفتراءات،‏ إقرار الدولة الفرنسيةبأن استعمارها إلفريقيا ولشمال6

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!