12.07.2015 Views

DOHA 86 FINAL web

DOHA 86 FINAL web

DOHA 86 FINAL web

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

الحي الاتيني Le Quartier Latin وسان- جرمان – دي ‏–بري Saint-Germain-des-Prés في الخمسينيات من ق 20، حيثبدأ فريد بلكاهية آنذاك االستكشاف والتجوّ‏ لفي أزقتهما وشوارعهما.‏ وفي سنة 1955سيحل بباريس لالتحاق بمدرسة الفنونالجميلة الواقعة في شارع بونابارت بيناللوڤر،‏ السوربون ومونبارناس.‏ كان عمرهآنذاك واحداً‏ وعشرين عاماً،‏ كما كان ممتلئاً‏طاقة مثل بركان.‏ قبل ذلك،‏ مارس الرسمفي المغرب.‏ واحتكاكه األول بالفن الحديثيرجع إلى مرحلة الطفولة،‏ حيث كان أبوه،‏الذي تحوّ‏ ل إلى موظف،‏ بعد بوار تجاربهالتي كانت مُ‏ زدهرة أثناء بيعه رحيق العطورالطبيعية،‏ كان يملك إقامة في أمزميز قريباً‏من مراكش.‏ هناك،‏ كان يستقبل فنانين مثلنيكوال دو ستايل ، Nicolas de staëlوكان يقيم أيضاً‏ خاصة خال الثاثينياتمن ق 20، رسامان بولونيان هما الخوانأنطوان Antoine وأوليك Olek تيسار،Teslar صديقاً‏ بلكاهية األب،‏ وهناككان مرسمهما.‏استطاع فريد بلكاهية،‏ أثناء إقامتهبالعاصمة الفرنسية،‏ تعميق معرفتهبالحياة الثقافية األوروبية،‏ التي كانتلديه عنها لمحة موجزة في المغرب إبانالمرحلة االستعمارية.‏ ففي باريس كانيلتقي صدفة أثناء تجوّ‏ له بممثلين،‏ كماحدث ذات مساء مع سلڤادور دالي Sal-vador Dali ببوابة أحد المقاهي،‏ حيثدعاه إلى حضور مرتجلته المسرحية التيعُ‏ رِضَ‏ تْ‏ على إيقاع صخب كبير من الجمهور.‏إن السنوات الباريسية األولى لفريد بلكاهيةلم تكن فقط مرحلة ارتباط بالتيارات الفنيةلما بعد الحرب،‏ بقدر ما كانت استئناساً‏باألسس الفلسفية والسياسية لديناميةهذا الغرب الذي أدرك جماله،‏ ولكن أيضاً‏انحطاطه.‏ في سنة 1955 سيقرّر الذهابإلى بولونيا،‏ حيث قضى بضعة أيام فيأوشفيتز .Auschwitz وبدل أن تستهويهمدرسة الفنون الجميلة،‏ كان يرى فيها عالماً‏‏»رمادياً«.هذا المصطلح/النعت يرجع إليهفريد بلكاهية باستمرار حين الحديث عنزمائه في المدرسة،‏ ومدرسيه وأعمالهمالفنية.‏ فقد كان يرى في مناهجهم تهديداً‏حقيقياً‏ إلبداعيته الخاصة.‏ كما أن البقاءهناك،‏ معهم وضمنهم،‏ يجعله يخشىأن ‏»يفقد ألوانه«‏ على حد تعبيره.‏ وهكذا،‏سيقوده بحثه عن بديل إلى مغادرة باريسفي اتجاه براغ Prague سنة 1959، حيثقضى هناك ثاث سنوات.‏ هذا العبور للجدارالفاصل بين الكتلتين ال يعني تبني األفكاروالمُ‏ ثل الشيوعية.‏ فقد توجه فريد بلكاهيةإلى هناك باعتباره شخصاً‏ فضولياً‏ أكثرمنه مُ‏ ناضاً‏ سياسياً.‏مرجعياته والرهانات الدالة واألساسيةبالنسبة إليه كانت مختلفة عما نجده لدىأقرانه من الشباب األوروبيين.‏ لم يكناألمر يتعلّق بأهوال الحرب العالمية الثانيةوال بجدلية الليبرالية والماركسية،‏ وإنماباإلشكاليات المرتبطة بالظاهرة الكولونياليةأو االستعمارية.‏ إنها مرجعيات ورهاناتوجهة نظر أخرى عن العالم،‏ مُ‏ تمركزة حولشمال إفريقيا وليس غرب أوروبا.‏اهتم فريد بلكاهية مُ‏ بكراً‏ باستكشاف آسيا‏)رحلة إلى الصين في 1978(، وأميركا ‏)رحلةإلى الواليات المتحدة سنة 1971(، وأيضاً‏وخاصة إفريقيا السوداء ‏)من أجل إخراجفيلم عن الجلد رفقة محمد بنعيسى سنة1970، والحقاً‏ كمسؤول عن انتقاء فنانينمن جنوب الصحراء للمشاركة في معرض‏»لقاءات إفريقية«‏ سنة 1944 بمعهد العالمالعربي(،‏ وذلك لخلق نوع من التوازن فيعاقته بأوروبا.‏ كما لم تكن رحلته إلىتشيكوسلوڤاكيا أول متنفس من الغِ‏ لّ‏االستعماري.‏ فقد توجّ‏ ه سنة 1958 إلىسورية،‏ مروراً‏ بمصر ولبنان،‏ الموطنالرئيسي للقومية العربية،‏ ليلتقي من جديدبما يعتبره أصوله وجذوره.‏ آنذاك،‏ كانعبد الناصر حاكماً‏ قوياً‏ إثر انتصاره الرمزيالمتمثل في تأميم قناة السويس؛ كما كانتقيد التشكّل جمهورية عربية متحدة تضم كاً‏من مصر وسورية؛ إضافة إلى االنقاب علىالملكيّة العراقية المدعومة من قبل إنجلترا.‏لقد اكتشف فريد بلكاهية مشرقاً‏ في أوجالغليان والهيجان مثلما هو خياله الخاص.‏عاش فريد بلكاهية التجربة الكولونياليةفي المغرب،‏ وأيضاً‏ في فرنسا.‏ ولهذا السبب،‏كانت عاقاته مع طلبة مدرسة الفنون الجميلةعلى درجة كبيرة من الصراع والتوتر.‏ إالأنه،‏ وفي بلده خاصة،‏ كان يتأثر للتراتبيةالتي يسعى النظام االستعماري إلى ترسيخهاإضراراً‏ بالسكان المحليين.‏ ورغم مسارهالدراسي الرفيع،‏ كما أراده والده،‏ لم يكنمتحمساً‏ إلتمام دراساته العليا في ظِ‏ لّ‏ الحكماالستعماري.‏ لذلك،‏ اختار مجاراة ألقرانهمن الشباب المغاربة،‏ أن يصبح مدرساً‏ وقدغادر بالكاد الثانوية التي كان يدرس بها.‏هكذا،‏ سيقبل منصباً‏ سنة 1953 بمدينةورزازات،‏ وبالمدرسة الوحيدة هناك.‏في عام 1954، قبل قدومه إلى باريسبقليل،‏ رسم لوحة عنونها ب ‏»محمدالخامس في القمر«.‏ هذه اللوحة تعبر عنمشاعره،‏ وفي نفس الوقت،‏ عن نوع منااللتزام السياسي.‏ سنة قبل ذلك،‏ كان قدتَمّ‏ عزل محمد الخامس من طرف فرنساونفيه قسراً‏ إلى كورسيكا،‏ ثم مدغشقر،‏129

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!