12.07.2015 Views

DOHA 86 FINAL web

DOHA 86 FINAL web

DOHA 86 FINAL web

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

مديح الصداقةرسائل بين شاعرين - 1952 1983سعيد بوكراميحتى وإن كانت تفصل بين الشاعرينالكبيرين الفرنسي رونيه شار ‏)ولد فيعام 1907( واألرجنتيني راؤول غوستافوأغيري ‏)ولد عام 1927( عشرون عاماً‏وبحر شاسع،‏ ورغم هذا الفارق الزمنيوالجغرافي،‏ فإن صداقة أدبية حميمةوخصبة جمعتهما،‏ أثمرت مراسات عميقةامتدَّت على مدار ثاثين عاماً.‏ هذا مايمكن االطّ‏ اع عليه،‏ عن كثب،‏ من خالرسائلهما المنشورة-‏ ألوّ‏ ل مرة-‏ عن دارغاليمار بفرنسا.‏تكشف الرسائل المؤرَّخة ما بين 1952و‎1983‎ عن روابط أدبية وإنسانية رفيعةنسغها التقدير واإلعجاب والمودّة.‏في عام 1952، كتب أغيري،‏ باللغةالفرنسية،‏ رسالته األولى التي عَ‏ بَّرَ‏ فيهاعن إعجابه تجاه هنري شار:‏ ‏»منذ فترةطويلة وأنا أعكف على قصائدك،‏ وأعودإليها باستمرار،‏ ثم انتهى بي األمر إلىأَالّ‏ أومن إال بك«‏ وبعد عام،‏ سيترجم،‏أغيري،‏ بسخاء،‏ قصائد رينيه شار وينشرمختارات منها.‏ هذه اليد الممدودة،‏ سيردّ‏عليها شار باالمتنان واإلعجاب والصداقة.‏على مدى السنوات التالية،‏ سيتكثَّفالحوار،‏ وتتعزَّز المراسات مشحونةبالقصائد والترجمات،‏ واستحضار المحن:‏بالنسبة لرونيه شار كان المرض،‏وبالنسبة ألغيري كان القمع في ظلالديكتاتوريات المختلفة في األرجنتين.‏ولمواجهة األمر تَعَ‏ لَّقا معاً‏ بالشعر األبدي،‏وبالصداقة متقاطعة المصائر والقضايا.‏في شهر مايو/أيار 1974 سيستضيفشار أغيري في بيته ببوسكا في فرنسا،‏فتتوطّ‏ د العاقة بينهما إلى شجونوشؤون أدبية ومشاريع مشتركة.‏الكتاب عاقة أخوية بين عاشقينللكلمات العادلة،‏ كانا،‏ معاً،‏ مناضلينشرسين من أجل الحرّية.‏ فإلى جانبقصائدهما القصيرة،‏ نكتشف،‏ أيضاً،‏تعليقات وردود فعل بهلوانَيْن بالكلمات،‏حيث تعبر الرسائل عن عاقة أدبيةوإنسانية حميمة،‏ رغم حاجز اللغةوالترجمة؛ لذلك عندما يكتب رينيه شارفي ديسمبر/كانون األول 1975: ‏»صديقيالعزيز،‏ قد يتعذَّر عليّ‏ التواصل،‏ لكنليست هذه هي العبارة الصحيحة،‏ ألننيقد أتخلَّف عنك في فهم الفكرة وفيالشعر«‏ وفي فبراير/شباط عام 1976،أغيري يكتب،‏ بدوره،‏ إلى صديقه:‏ ‏»لقدمكثت متأثِّراً‏ كثيراً‏ بقصيدة ‏»ماحظةسيبيرية«‏ التي أكرمتني بكتابتها ليبخطّ‏ يدك«.‏مثل هذا الحوار األدبي العميق،‏ بينمستكشفَيْن لينابيع الكلمات،‏ يضيءجيداً‏ طريقة تشكُّل أعمالهما الشعريةعبر سنوات من اإلبداع واإلشعاع.‏بعد 61 سنة من نشر إبداع الشاعراألرجنتيني راؤول غوستافو أغيري )1927- 1983( احتفاء بالشاعر الفرنسي رونيهشار )1907 - 1988( في مجلة ‏»شعربوينس آيريس«‏ الطليعية،‏ يلتقي هذانالشاعران الكبيران في كتاب نشرته دارغاليمار.‏ فكيف تَمَّ‏ هذا اإلنجاز؟قامت أرملة شار،‏ ماري كلود،‏ بزيارةلبوينس آيرس تلبية لدعوة مارتا أرملةراؤول غوستافو أغيري،‏ فطلبت منها أنتتكلَّف بنشر مراسات الشاعرين.‏ وهذاما قامت به أرملة شار حينما أعلنتأنها ستنشر الرسائل هذا العام »2014«.كان لقاء الشاعرين،‏ في مستوىالكلمات المشتركة بينهما يوفِّر للقارئاالطِّ‏ اع على تفاصيل غائبة من حياتهما.‏تفاصيل حياة الشاعر المتصادم بكلماتهالصغيرة محاوالً‏ السموّ‏ بالجمال والدنوّ‏من األعماق الذاتية،‏ ومن خالها،‏ سبرأعماق اآلخر والعالم.‏122

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!