12.07.2015 Views

DOHA 86 FINAL web

DOHA 86 FINAL web

DOHA 86 FINAL web

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

كتبأن تتحدّ‏ ث اللّغة الصّ‏ ينيّة بالعربيّةخاص بالدوحةالصّ‏ ين لم تعدّ‏ بعيدة،‏ بل هي أقربإلى العرب من بعض الجيران األفارقة.‏لقد صار الصّ‏ يني،‏ في السّ‏ نوات الماضية،‏وجهاً‏ مألوفاً‏ في شوارع بيروت والقاهرةوالدّار البيضاء،‏ ومع الوقت،‏ اندمج فيمشهد البلد العام،‏ حمل معه عاداتهونزواته،‏ وصار عرب يقلدِّونه فيها.‏انخرط سريعاً‏ في دورة الحياة وصارمواطناً،‏ وليس فقط وافداً،‏ هذا ما تخبرنابه رواية ‏»الملكة«‏ ‏)منشورات ضفاف،‏االختاف،‏ 2015(، ألمين الزّاوي،‏ الذييتنبّأ بأن الجزائر سيحكمها،‏ نهاية القرنالحالي،‏ رئيساً‏ من أصول صينية.‏ هلهي مبالغة؟ ربما،‏ لكنها مُ‏ مكنة.‏‏»الملكة«‏ رواية التناقضات بامتياز،‏عن صين واقعيّة،‏ ينظر إليها العربيمن زاوية إيكزوتيكية،‏ وجزائر مُ‏ شتَّتة،‏ترفض النّظر إلى نفسها،‏ هي نصّ‏قاسٍ‏ في محاكمة سلطة القهر،‏ وأنانيةالمجتمع،‏ نصّ‏ ينتصر للعقل في صدامهالطويل مع بناة الجهل ورعاة الوهم.‏كل شيء بدأ من واقعة اغتيال عاملصيني في الجزائر العاصمة،‏ ليذهبقريب له يدعى ‏»يو تزو صن«‏ ‏)يسمّينفسه يونس(،‏ كان زمياً‏ له في ورشةالبناء نفسها،‏ ليلقي نظرة على الجئة فيالمشرحة،‏ ويلتقي هناك صدفة ‏»سكورا«،‏شابة أمازيغية،‏ رئيسة مصلحة األمنوالوقاية والجنائز،‏ وسرعان ما تتطوّ‏ رالعاقة بينهما،‏ وتنتقل من اإلعجاب إلىالحبّ‏ ، ثم إلى جنين يكبر في أحشائها،‏في بلد حيث الموت والحياة يتجاوران،‏الحقيقة والخرافة تعيشان تحت رعايةيد جامعة واحدة.‏ جزائرية تحبّ‏ صينياً!‏هي معادلة لم تكن سهلة،‏ في مجتمعذكوري،‏ يتعامل مع المرأة كتابع له،‏ويريدها دائماً‏ أن تبقى في خانة المُ‏ هيمَنعليه،‏ ولهذا وجب على ‏»سكورا«،‏ ‏)مُ‏ طلَّقةوأم لطفلين(‏ أن تتحايل على نفسها وعلىعائلتها ومحطيها،‏ لتصنع حياة مشتركةمع صيني،‏ غريب يختلف عنها كثيراً،‏تعلَّمت منه أدب وثقافة شعب لم تكنتعرف عنه سوى كليشيهات إعامغربي،‏ ودفعته هي لتعلُّم األمازيغية،‏وتقبّل رغبتها في الجمع بين هويّتينمختلفتين.‏في خضمّ‏ اليوميات المُ‏ تقلّبة التيتجمع بين البطلين،‏ تبرز شخصياتثانوية،‏ لتكرِّس عبثية الحياة في بلدلم يتعلَّم كثيراً‏ من دروس الماضي.‏سنجد ‏»حفيظة«‏ التي أسَ‏ رَ‏ تها جماعةإرهابية سنوات التسعينيات،‏ وصارت-‏الحقاً-‏ عاملة نظافة في مخفر شرطة،‏و»عبد الرحمن«،‏ الذي قاوم،‏ مع قواتالدفاع الذاتي،‏ الجماعات اإلرهابية،‏ليجد نفسه سائق سيارة إسعاف،‏يستخدمها لنقل األحياء ونقل الجثثفي آن معاً،‏ ثم يصير مُ‏ خبراً‏ للشرطة،‏ساعد ضابطاً‏ في نقل جثّة الصينيالمغتال بعيداً‏ عن الجزائر العاصمة،‏ودفنها في قرية نائية،‏ على أنها جثةشيخ صيني مسلم،‏ يستجيب لدعواتمريديه.‏كل فصل من فصول الرواية مشهدسينمائي مختلف،‏ مع شخصيات تتجدّدمن موقف إلى آخر،‏ مع تركيز ملحوظللكاتب على التعمُّق في الخصائصالثقافية الصّ‏ ينية،‏ واإلحاطة بالجوانبالمشتركة التي تربط بينها وبين الثّقافةالعربية.‏ ورغم بعض المقاطع،‏ التيتبدو للقارئ غير ضروريّة،‏ وكان يمكنالتّخلُّص منها،‏ فقد وصلت الرواية إلىجوهر وصف ‏»االستثناء«‏ الجزائري،‏الشيزوفريني،‏ وغير القادر على التّقدُّمخطوة واحدة،‏ وهو ما ترمز إليه-‏ ربّما-‏ساعة مخفر الشرطة الحائطية،‏ التيتوقَّفت عن الدوران كما توقَّفت عجلةتقدُّم البلد عن السير.‏وبما أن أحداث الرواية تدور عامالحصان )2014(، فقد وجد الروائيهامشاً‏ لنقد الواقع المعيش على ألسنةالشخصيات:‏ صورة الرئيس،‏ نجوميةمشعوذ يظهر على القنوات التليفزيونية،‏تحوّ‏ الت شوارع الجزائر العاصمةالكبيرة،...‏ إلخ.‏هل هي هزيمة العربي في مواجهةالصيني كما تعبِّر عنها حكاية ‏»يو تزوصن«‏ في الجزائر؟ الرواية ال تفضح كلشيء،‏ وتكتفي بإشارات تفيد أن العاقةبين الصين والوطن العربي تتقدّم نحوتغيّرات عميقة.‏116

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!