12.07.2015 Views

DOHA 86 FINAL web

DOHA 86 FINAL web

DOHA 86 FINAL web

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

نكسة نفسيةإميل أمنيهل بات حظّ‏ اإلنسان العربي فيالنصف الثاني من العقد الثاني للقرنالحادي والعشرين،‏ هو حظّ‏ ‏»كارتافيلوس«‏ اليهودي التائه نفسه،‏ الذينُسِ‏ جت حوله الحكايا منذ ألفي عاموحتى الساعة؟المفارقة العجيبة التي بات العربيعيشونها اليوم من المحيط إلىالخليج،‏ تتمثَّل في أن ‏»اليهودي الذيكان تائهاً«‏ ها هو قد وجد لنفسه مكاناً‏حَ‏ طّ‏ فيه رحله،‏ وحصَّ‏ ن موقعه،‏ وفيالوقت نفسه فإن ‏»العربي اختلطتعليه األمور،‏ وبدأ وكأنه ضيَّعَ‏ عالمهوفيه تراثه ومستقبله،‏ ثم أنه ارتحلبحاضره تائهاً‏ بين الحقيقة والوهم،‏وبين الرؤية والسراب،‏ وبين الحلموالعجز.‏لماذا يتدفَّق العرب المهاجرون إلىكل أصقاع األرض جماعاتٍ‏ ووحداناً؟وهل هو قدر مقدور في زمن منظورأن يفقد العربي وطنه،‏ ومن يفقدوطنه يفقد كل شيء..؟.‏هل لنا أن نؤرِّخ لهجرة العرببزمن معيَّن في التاريخ الحديث؟إذا خَ‏ لَّيْنا جانباً‏ هجرات الفينيقيينالذي ن ناداه م البح ر ف ي أواخ ر الق رنالتاسع عشر إلى األميركتين،‏ يمكنالتوقُّف،‏ بمرارة وحسرة،‏ عند تاريخ5 يونيو/حزيران من عام 1967.هناك بدأت االنتكاسة النفسيةالحقيقية،‏ والشرخ الصادم في جدارالنفس العربية،‏ تلك التي وثّقتأن جيوش العرب قادرة على إلقاءإسرائيل في البحر،‏ وإذ بالعرب فيستة أيام يخسرون سيناء،‏ والقدس،‏والضفة الغربية،‏ والجوالن..‏ كانتالمرارة أقسى ما يمكن،‏ وباتاالغت راب ف ي الخ ارج أخ فّ‏ لوع ة م نالبقاء بين جدران الوطن المنكسرعلى أمانيه وأحامه.‏وقد خُ‏ يِّل،‏ وقتها،‏ لصنّاع القرار،‏ولناشري األفكار،‏ أن شعار ‏»ال صوتيعلو على صوت المعركة«‏ كفيل بأنيوحِّ‏ د ما قد تفرَّق،‏ ويضمِّد ما قدتجرَّح،‏ فإذا بالوطن يضيق عن الرأيوالرأي اآلخر،‏ وإذا باألجيال المتعاقبةتضيع منها الخطى بين أوهامالنداءات القومية الثورية،‏ ويوتوبياتالحركات الدينية اإلسامية.‏جرت معركة أكتوبر عام 1973،وقد كانت لحظة تنوير حقيقية،‏غير أنها ضاعت الحقاً‏ في خضمّ‏معارك وجداالت أخرى،‏ فقد افترقالعرب عند مشروع السام معإسرائيل،‏ وتعمّق الصراع بين الداعينللصلح مع العدو الرئيس،‏ انطاقاً‏من براغماتية سياسية عربية،‏ بدتوكأنها قادرة على تقييم اللحظةاآلنية،‏ تقيّيماً‏ يستند إلى ضآلة مافي يد العرب من أوراق،‏ وما لدىأميركا-‏ خاصة-‏ من % 99 من تلكاألوراق،‏ وبين جبهة دول الرفض.‏كان العنف الذي تبدّى فيثمانينيات وتسعينيات القرن المنصرمداعياً‏ للفصل الثاني من االنكسارالنفسي،‏ وهنا بدأت هجرة العقولأو ما يعرف ب)‏Drain ،)Brain أيمغادرة أصحاب الكفاءات العقليةللوط ن العرب ي،‏ م ن علم اء،‏ وأطب اء،‏ومهندسين ومفكِّرين،‏ بل وسياسيينوإعاميين..‏ هل كانت تلك الهجراتنفسية أم اجتماعية؟ اقتصادية أمتحرُّرية؟باختص ار غي ر مُ‏ خِ‏ لّ‏ ، يمك ن القط عبأن الهجرة ظاهرة اجتماعية مركّ‏ بةومعقّدة كما هي ‏»احتجاج ضدالامساواة«.‏تكشف الدراسات واإلحصائياتعن أرقام مفزعة،‏ لهجرة أصحاباألدمغة الذكية،‏ إحداها تكشف عن أنحوالي 70 ألف من خرّيجي الجامعاتالعربية يهاجرون سنوياً‏ للبحثعن فرص عمل في الخارج،‏ وأننسبة 54% من الطاب العرب الذينيدرسون في الخارج،‏ ال يعودون إلىأوطانهم بعد انتهاء سنوات دراستهم.‏ووفقاً‏ إلحصائيات صادرة عنجامعة الدول العربية ومنظمةالعمل الدولية،‏ ومنظمة ‏»يونسكو«،‏فإن حوالي 100 ألف عالم وطبيبومهندس يغادرون لبنان وسوريةوالعراق ومصر وتونس والمغربوالجزائر سنوياً،‏ % 70 منهم اليعودون إلى بلدانهم األم.‏ماذا تعني تلك األرقام؟ ولماذاتضيق األوطان عن هؤالء ؟حكماً‏ ليس الدافع عند هؤالءالج وع،‏ أو الفاق ة،‏ لك ن-‏ ربم ا-‏ هن اكجوع إلى الحرّيات،‏ إلى الكرامةاإلنسانية،‏ إلى مستوى ما من حفظحقوق المواطنة،‏ والتعاطي علىالمستوى البشري.‏ربما أفزع هؤالء بسيكولوجياإحساسهم باألمان المفقود،‏ بفقدانالحصانة التي كفلتها النواميساإللهية،‏ والشرائع الوضعية،‏ بعيشهمفي دائرة الخوف،‏ بدون أمل فيتحديد مامح للغد،‏ أو رسم أبجدياتللمستقبل..‏يرفض كل من العالِم والمبدعوالمثقَّف والمفكِّر أن يبقى دائراً‏ في26

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!