DOHA 86 FINAL web
DOHA 86 FINAL web
DOHA 86 FINAL web
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
بالرفض دائماً، فيحاول، كنوع مناالبتزاز، االعتداء على عشيقة غارنيتفي منزلهما، مما يضطر األخير لقتله،ومن ثم تحطيم كل جهوده في أنيك ون إنس اناً مس الماً حس ن الس لوكبنظر المجتمع. هذا القتل الذي كانتتويجاً لعدالة الحل الفردي، هومشهد النهاية الذي استهل به المخرجبداية الفيلم، بطريقة تشويقية توهمالمشاهد أن الجريمة التي يراها علىالشاشة في الدقائق األولى هي ذاتهاالتي أدين غارنيت بسببها، والتي النراها في الفيلم، لكنها في واقع الحالوضمن سياق الفيلم الجريمة الثانيةالت ي س تضع نهاي ة مأس اوية لتوب ةغارنيت الذي يُغيبه المشهد، وحيداًف ي البري ة. والاف ت ف ي ه ذا المش هدالختامي المؤثر أن غارنيت حاولأن يؤدي صاته األخيرة واستعدللوضوء في نهر صغير، لكنه لميفعل، ربما طالع صورة القاتلمرسومة على وجه الماء، اذ لم يعدثمة عزاء شاف لعذابات الروح.تقاطع مساراتإلى حد ملحوظ، تفتقد مساراتحكاية الفيلم إلى اإلقناع المطلوب،ويشوبها التصنّع، خاصة إذا ماالحظنا أن ثمة تناقضاً في رسمشخصية المأمور بيل، على نحويربك المشاهد في عملية استيعابه،فهو من جهة يتصرّف بعدائية مبالغفيها وغير مبررة أحياناً من أجلمعاقبة غارنيت تحت أية ذريعة كانت،والتشكيك بحسن نواياه، فيما يغضالطرف عن شبكة المتعاملين بتجارةالمخدرات في المدينة، ومن بينهم منيسعى إلى استدراج غارنيت للقيامبأعمال خارجة عن القانون. وربمااألمر األهم الذي يُعزّز هذا التناقض،هو أن بيل ظهر في المشاهد األولىللفيلم متعاطفاً مع ثُلّة مهاجرينغير شرعيين، ألقت شرطة الحدودالقبض عليهم، وقيدتهم بشكل مهين.فنراه يحذر عناصر البوليس منمغبة ما فعلوه، ويخطب بهم مُ دافعاًعن ضرورة تطبيق القانون بشكلصحيح. كما نراه في مشهد آخريختلي بنفسه ويذرف الدموع لمجردرؤيته جثة مهاجر آخر تعرّض إلطاقنار. ورغم ذلك يبقى شغله الشاغلاستفزاز غارنيت بكل وسيلة ممكنة،ومحاولة دفعه الرتكاب أية حماقةتدخله السجن ثانية، أو على األقلإرغامه على مغادرة المدينة من دونأسباب واضحة.لنا أن نتساءل هنا: هل يحصل ذلكألن غارنيت خرج من السجن مُ عتنقاًاإلسام؟ مع أن دوافع إسامه مجهولةللمشاهد، ولم يتوقف الفيلم عندها.ليس ثمة شيء في الفيلم يدعونا لفهمأزمة غارنيت على هذا النحو المبالغفيه. فإسامه لم يتخطَ تأدية الصاةفي البيت أو أمام زمائه في العمل،وال حاجة ألن نفتش عن مكامن الخطرفي عقيدته، فلن يضعه ذلك السلوكالمتوازن مع معتقلي غوانتانامو. لميشكك غارنيت بأفكار من يخالفونعقيدته، كما لم يتجادل في أيشأن سياسي. وعليه فإن إسامهليس أكثر من اختيار طريقة جديدةللحياة، مثلما قال في رده علىسخرية »بيل« منه التي تغمز إلىسؤال تهكمي مفاده، هل أن المسيحلم يعد مناسباً لك؟ وما هي محطتكالتالية؟مرة أخرى، ال شيء في أحداثالفيلم يؤشر إلى أن التضييق علىغارنيت كان بدافع ديانته )إسامه(،وليس هناك ما يدعم هذا االفتراضوإن كان المخرج راغباً به، وإنمامنطق األحداث يرجح حقيقة أنغارنيت محاصر من جراء ماضيهاإلجرامي الذي سيجعله بنظر البوليسشخصاً غير قابل لإلصاح، ففيسجله خمس جرائم، بينها االتجاربالمخدرات. وكأن غارنيت هو الوحيدالذي أدين بجريمة قتل ودفع قرابةالعقدين من حياته ثمناً لها.نهاية إسالم غارنيتبذل غارنيت جهداً كبير لتجاوزماضيه، حصل على عمل في حظيرةلألبقار، وتعرّف مصادفة على امرأةمكسيكية تعمل في مصرف، لكنهبقي رغم أدائه المتميز شخصية غيرمقنعة على الشاشة. ربما بسبب أنالمخرج رسمها على هذا النحو، ولميتوقّف عند بعض المفاصل المهمة،مثل نظرة المجتمع إلسام غارنيت،كيف سيرى أو يتقبل اآلخرون تحوّ لرجل مسيحي إلى مسلم في الزمناألميركي الراهن؟ إرباك ملحوظ جعلالتفاصيل الصغيرة غير متقنة أيضاً،خاصة مشاهد الوضوء والصاة التيأخذت حيزاً في الفيلم، للتدليل علىالتزام غارنيت، الذي يبقى هو اآلخرمتناقضاً مع ارتياده حانات الرقصوالعيش مع امرأة في منزلها من دونزواج رسمي، وإن كان الرجل مواظباًفي أحايين، على قراءة تعاليمالشريعة اإلسامية من كُ تيّب صغيرال يفارقه حتى عند تناوله وجباتالطعام.بكل األحوال لن يعرف المشاهد،على وجه التحديد، األسباب التيدعت غارنيت العتناق اإلسام فيالسجن، وعدم التفات الفيلم إلى هذهالنقطة الجوهرية في السيناريو معأنها تؤسس لفهم طبيعة الشخصيةوتبين دوافعها وأهدافها، ومسوغاتتفاعل اآلخرين معها، سيزيد قصةالفيلم ارتباكاً ويفتح الموضوع علىفرضيات مختلفة. هل كان غارنيتينوي االنتقام من ديانة الرجلالمسيحي األبيض والتشكيك بجدواهاعبر اعتناق ديانة الخصم؟ أم أنه خياررجل يريد طي صفحة مريرة منحياته واختيار طريقة أخرى للعيش،وإن بدا طريقها مشفوعاً بالمصاعبوس وء الفه م.غارنيت الذي اعتاد طوال الفيلمعلى أن يجوب الطرقات بدراجتهالنارية من دون أن يصل إلى غايته،ربما رحل صوب الموت أو صوبحياة أخرى، لكن األكيد أنه فقدَحماسته لألشياء، ولم يعد إيمانهخصلة اطمئنان، وال إشارة يقين.156