12.07.2015 Views

DOHA 86 FINAL web

DOHA 86 FINAL web

DOHA 86 FINAL web

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

ملفقبل اإلسام بقرون أخذ العرب،‏حسب بعض الدراسات التاريخية،‏طريقة الكتابة عن األنباط،‏الذين كانوا قد استوطنوا باداآلراميين في العصر الهيليني،‏وعمّروا فلسطين وشرق األردن وجنوبالشام،‏ فشيّدوا البتراء ومدائن صالح وتدمروتبوك،‏ كما انتشروا في شمال الحجاز،‏وخال هذا الوجود هيمن النبطيون علىالطرق التجارية بين الشام وجنوب اليمنوالهند،‏ ومن صنعاء إلى مكة،‏ إلى مصروالبحر المتوسط،‏ ولما كانت عاقاتهمالتجارية قد امتدت إلى اليونان وإيطالياوإفريقيا الشمالية،‏ فإن النشاط التجاريواكبته المثاقفة وانتقال مظاهر الحضارةفكان خط الكتابة ينتشر في هذه األنحاءالمذكورة.‏ إلى أن قضى الرومان على الدولةالنبطية،‏ وذلك في عام ‎106‎م.‏وباعتبارها مركزاً‏ تجارياً‏ فقد تمتعتمكة باقتصاد قوي،‏ مما أدى تدريجياً‏ إلىانفصال الخط العربي عن الخط اآلرامي،‏ثم عن خط جنوب اليمن المسمى بالمسنددالحميري.‏ لكن هذا التخلّص لم يصاحبهتجويد على مستوى الشكل والتنويع،‏ وقداستمرّ‏ الخط بسيطاً‏ ومحدوداً‏ إلى أن ظهراإلسام أوائل القرن السابع الميادي.‏ فكانتالكتابة العربية عند نزول القرآن قادرة علىخدمة آخر الرساالت السماوية بما يتطلّبذلك من نقاوة ودقة،‏ ولهذه الغاية كانالخط الكوفي أول الخطوط المستعملة فيتدوين المصاحف لما يتمتع به من فخامةووضوح قبل أن يتطوّ‏ ر بمعية الخطينالمكي والمدني،‏ حسب ما يذكره ابن النديمفي الفهرست.‏من عصر إلى آخر كانت رحلة الخطالعربي تتوسع وتزيد في انتشاره،‏ فإذاكانت،‏ قبل العصر الراشدي،‏ لم تتخطجغرافية باد العرب،‏ فإنها خاله كانتقد امتدت إلى باد فارس طيلة الفترةالراشدية 11( - 41 - 632/ ،)661 وإلىمصر وأطراف من إفريقيا الشمالية،‏ ثمإلى المغرب واألندلس في العصر األموي.‏ومع نهاية هذا األخير سنة 750/132 باتالخط العربي قادراً‏ على دفع اللغة الاتينيةوحرفها خارج حدود مصر والشام وشمالإفريقيا،‏ فيما اعتمدت باد فارس العربيةبدالً‏ عن الفهلوية.‏طريق الخط العربي خال هذه الفترةكان قد وصل إلى مشارف الهند،‏ وتركستانالشرقية،‏ وأدرك أبواب الصين في حدودسنة - 160 776. ولم تتوقف رحلتهعند هذه األمصار،‏ إذ سرعان ما صاحبالفاتحين غرباً‏ إلى أوروبا وإفريقيا،‏ وشرقاً‏رافق التجار المسلمين إلى الصين والجزراإلندونيسية والفلبين.‏وفي رحلته هاته،‏ كان الحرف العربيبانتشار اإلسام في الشعوب شرقاً‏ وغرباً‏قد اعتمد في كتابة لغات هذه الشعوب،‏فكتبت به باد السودان واألمازيغ واألكرادوالترك والفرس والهند والصين والمايو،‏وكان لذلك تأثير في تجويد وتنويع الخطالعربي،‏ ففي الوقت الذي أبدع فيه الفرسخطهم الفارسي بأنواعه،‏ اختصّ‏ األتراكبالخطوط الديوانية والرقعة،‏ كما أبدع أهلالمغرب واألندلس خطوطهم المغربية.‏شهد الحرف العربي على الحضارةمثلما دون أمجادها الثقافية والعلمية،‏ لكنوضعيته إبان المراحل اإلمبريالية الحديثة،‏ستعرف فرض الخط الاتيني،‏ سواء أكانفي الباد العربية أم غير العربية،‏ يضافإلى ذلك ما خلّفه تخلّي تركيا عن الحرفالعربي من صدمة.‏ وإلى يومنا ال تزالترسبات التأثير األوروبي تعمل في بعضالدول العربية التي تعتمد الخط الاتيني فيمراسيمها اإلدارية.‏في هذا الملف الذي تقدّمه ‏»الدوحة«‏احتفاء بالحرف العربي بمناسبة اليومالعالمي للغة العربية الذي يصادف 18ديسمبر/‏ كانون األول من كل سنة،‏ نفتحجِ‏ راح الحرف العربي،‏ كما نُطِ‏ لُّ‏ على أيامهالسعيدة،‏ وما يتخلّل هذه العملية من قضاياوإشكاالت فنية وثقافية ونقدية تقع فيصميم التعبير عن الهويّة واالنتماء.‏43

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!