DOHA 86 FINAL web
DOHA 86 FINAL web
DOHA 86 FINAL web
- No tags were found...
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
د. فاتح بن عامر *انخرط في التّوجّ ه إلى مغازلة الحرف والكتابة عدد ال يُستهان به منالتّشكيلييّن المعاصرين من العرب والمسلمين من أمثال تشارلز حسينالزندرودي، وشاكر حسن آل سعيد، وإبراهيم الصلحي، وغيرهمكثر. هؤالء الّذين وجدوا في الحرف والكتابة ضالّتهم من أجل مصالحةحقيقيّة مع تراثهم وبيئتهم، فانبروا في نفض غبار النسيان عن فنّ الخطّالعربي واستمدّوا من المتون ومن النّصوص التراثيّة بعضاً من مستنداتتفكيرهم بهدف تأصيل مُ مارسة تشكيليّة أصيلة ال تنعطي إلى مقتضياتالفنّ التّشكيلي الغربي من إمالءات وشروط، معتبرة أنّ التّقنيات في حدّذاتها مُ حايدة وبإمكانها أن تشكّل حامالً ووسيطاً لهواجسهم وإشكاليّاتهمالجماليّة التّشكيليّة والرؤيويّة الفنيّة.الحروفيّة العربيّةالتأسيس الّذي لم يُقرأ بعدواعتبر هؤالء الفنّانون الحرفوالكتابة العربيّة بدياً عن الوجوهوالمشاهد التّصويريّة المُ ستمَ دّة منالواقع، والّتي عالجوها بأساليباستشراقيّة أو انطباعيّة وتعبيريّةمُ تّسمة بالواقعيّة البصريّة علىمنهاج وأسلوب غربيّ . وهمبذلك يعتقدون في القيمة الرّمزيّةوالدّالليّة للحروف والكتابة ذات البعدالعاماتي والسيميائي من جهة وفيأبعادها الرّوحيّة المتوافِرة في عديدمن المتون الصّ وفيّة الّتي سعوا إلىمحاورتها نصّ ياً وبصريّاً كلّ علىطريقته وبأسلوبه وبإمكانيّاته)1(.يعزى هذا االختيار إلى ما تعلّقوابه من طموح البحث عن أسسنظريّة لعلوم جماليّة عربيّة ومنممكنات التّقارب بين الرّوحانيّةالصّ وفيّة وبين روحانيّة روادالتّجريد أمثال واسيلي كاندانسكيوكزمير مالفيتش وبيات موندريان.غير أنّ هذا التّوجه الملحّ نحوالحرف والكتابة في التّشكيلالعربي الحديث والمعاصر، والّذيحقّق نوعاً من الرّحلة، على حدّتعبير بلند الحيدري في وصفهإيّاها بالرحلة الثانية)2(، بقييرزح تحت وطأة عدّة إشكاليّاتتتوزّ ع على عديد الحقول المعرفيّةواإليبستميّة، فبين مشرق ومغربعربيين وإساميين بون شاسعمن االختافات هو بحجم االئتافاتالمتوافِرة للبحث في عناصر هويّةحضاريّة وثقافيّة موحّ دة في ظلّبعد إقليمي يجمع الهويّات المحليّةأو الوطنيّة. وفي هذه االختافاتواالئتافات ما يتأكّ د من خالالمنطلقات والمباحث والممارساتالتشكيليّة المتلبسة بالرف وبالعامةالكتابيّة، فما أنجزه المشرقيّونيختلف تماماً عمّا أنجزه المغربيونمن باد العرب والمسلمين ولعلّالجامع بين التّجربتين قائم فيحاضنة الغربة والمهجر لمعظمتجارب الرّواد بخاف نجيببلخوجة والشرقاوي أو جماعةمدرسة الخرطوم بالسّ ودان.يطالعنا بيان جماعة »البعدالواحد« بمثل ما يطالعنا شاكرحس ن آل سعيد، الّذي يعدّ من أب رزروّ ادها ومنظريها بفكرة تمضي فيتصوّ ر، يستحضر المتون الصوفيةمن الفكر العربي اإلسامي، حتىلكأنّنا به يلغز قوالً ولفظاً ومقاربة،إذ يقول: »البعد الواحد فلسفة وتقنيةوأسلوب، قد يلخّ صه قول أحدالصّ وفيّة: »أنا أقول أنا أسمع فهلف ي الداري ن غي ري؟« فل و تأملن ا ه ذهالعبارة لوجدنا فيها بعداً محورياًعميقاً يرتبط إلى حد بعيد بفلسفات56