DOHA 86 FINAL web
DOHA 86 FINAL web
DOHA 86 FINAL web
- No tags were found...
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
معاصرة ومواقف فلسفية وصوفيةقديمة«)3(، وهو قول ال يستند إلىدقّة أو منهج علمي فيه ما يربطبين منطلقه ومنتهاه. والماحظ أنّبين هذا القول وبين بيان الحروفيّةالّذي ألقاه شاكر حسن آل سعيدبنفسه فوارق شاسعة، إذ جاء فيه:»فالبعد الواحد )كفكرة( يقصد بهاتّخ اذ الح رف الكتاب ي نقط ة انط اقللوصول إلى معنى الخطّ )كقيمةشكليّة( صرفة«، وفي هذا القولما يشطب العاقة غير الواضحةبين المقاربات الفلسفيّة المعاصرةوالقديمة والصّ وفيّة المجتمعة فيقول آل سعيد السّ ابق، إذ يبرز لناالبعد الشكاني في مقاربة هؤالءللحروف والكتابة العربيّة رغم مايؤكدون عليه من أبعاد وخلفيّاتروحيّة وتاريخيّة ومعرفيّة للحرفوالخطّ . وليست الشكانيّة عيباً،لكّنّها تصادر وعلى حدّ ما هذاالبعد من تاريخ الخط ومن معانيالحرف ورموزه، وهو ما يتأكّ د فيما جاء في بيان الحروفيّين العربالذي صدر بمناسبة المؤتمر األوّ لللتشكيليّين العرب المنعقد ببغدادمن 20 إلى 25 أبريل/نيسان 1973بالعراق وتحديداً بالفقرة الثّانيةما يلي: »لقد بلغ األمر بالخطّ اطالعربي حدّاً جعله يوفّق ما بينقواعد من الخطّ نفسه ومن فنّالزّخرفة. إنّنا نستطيع استخدامالحرف كزخرف مفرغ من المضمونينعكس على الفنون األخرى وعلىطريقة الكتابة في مجاالت كثيرة،إنّه بهذا المعنى بحث علمي- فنّي.وقد كانت األسباب التي دفعت إلىهذا االتجاه كثيرة أهمّها المنطقالشّ كلي والرّغبة في إيجاد فنّ عربي.إنّ استخدام الحرف يشابه استخدامبعض العناصر الزّخرفيّة العربيّة،ولكليهما اتجاه واحد«.)5( إنّ التّشديدعلى احتساب الحرف مثياً للزخرفداللة على أنّ البعد الشكلي مهمّللغاية في تصوّ ر الحروفيّين فيهذا البيان.يتّفق أغلب الرسّ امين والنقّادالعرب واألجانب أيضاً، علىشاكر حسنأنّ االستعماالت المتنوّ عة للخطّوللحرف العربي من طرفالتشكيليين العرب، أنتجت تيّاراًمهماً في سياق الرّسم المعاصر،الّذي اصطلح عليه بالحروفيّة، رغمما تنطوي عليه ترجمة المصطلحمن مجازفة الوقوع في موجة»الاتريزم« الغربيّة البعيدة شكاًومضموناً عن هذه التجربة العربيّة.ومع ذلك نقول بأنّ المسألة مازالت في حاجة إلى دراسة أعمقممّا نتصوّ ر باعتبار أنّ الممارسةتأطّ رت ضمن جماعات أو توليفاتمحليّة في الغالب، وداخل رؤيةجماعيّة، تريد البحث في تعصيرالفنّ العربي الحديث، كما تريدفي ذات الحين، تشريع الخطابجميل حموديمن أعمال شاكر حسنمديحة عمرالتّشكيلي المحلّي والوطني، علىأسس ذاتيّة متملّصة من سطوةالغرب باعتباره اآلخر في كلّالحاالت.)5( وهو ما يذهب إليهالدكتور الحبيب بيدة حين يقول:»في حين أنّ ما قمنا به يدعونا إلىإعادة النّظر والنّقد الذّاتي، حتّىيكون تعاملنا المقبل معها تعاماًمع العمق والجوهر ال تعاماً معالمظهر، وأن يكون عمق تعاملنامعها مثل عمقها وعمق تعاملها معإدراكنا«.)6( إنّ ما ذهب إليه معظمالحروفيين المشارقة من إسنادالقيمة الصّ وفيّة للحروف المستعملةفي هيئاتها وحركاتها في اللّوحةالعربيّة الحديثة والمعاصرة ال يتّفقمع ما فسّ ره بعض النّقاد المغاربيين57