DOHA 86 FINAL web
DOHA 86 FINAL web
DOHA 86 FINAL web
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
حقيقة الثورة التونسيةوتمدح الموت بوصفه خاصاً منمعاناة الحياة وقسوتها، إال أنها تنتصرفي نهاية القصة للحياة حينما تنهيالقصة بنجاة هذا الشاب بعد سقوطهمن أعلى نافدة الغرفة 399، الذي لميتذكَّر سوى أن يداً دفعته ليقوم بهذاالفعل، وكأن صاحبة النص تقول لناإن ال أحد يستطيع أن يقدم على فعلشنيع كهذا. هناك، دائماً، سبب أقوىأويد تدفع لهذا الفعل.تحرص الكاتبة على بناء مجموعتهاعلى نوع من التخييل الماورائي كتجربةسردية وجمالية تستنطق بها أوجاعشخصياتها الحالمة والفتية التيتترقَّب فرصتها في الحياة أكثر منترقُّبها لشيء آخر، وهذا ما تترجمه-أيضاً- أغلب الشخصيات المحورية التيتمثِّل شخصيات شابة شكَّلت مجموعةالدخاء؛ لهذا تأتي عتبة العنوان فيهذه المجموعة القصصية: »أقتحمعالمك، أنا ودخائي، وأعرِّفك إليهمشخصية شخصية، قصة، قصة، أتمنّىأن تروقك رفقتي ورفقتهم«، بداللتهاالرمزية، معبِّرة عن قصدية التجربةالسردية التي راهنت عليها القاصّ ةلتكون مختلفة عن السائد من القَصّالعربي المعاصر الذي طالما ركَّز تخييلهعلى الواقعي كَ بُنية جمالية وفنيةتخدم موضوعه، الذي غالباً ما يُطرَ حليعبِّر عن آفة اجتماعية ما، وأيضاًلتجرّ قرّاءها إلى تقبُّل تلك التفاصيلالواقعية المحيطة بالحدث الغرائبيالذي يدفع القارئ إلى شَ دّ عصبي،بتركيزه، وبانتظاره مصائر األبطال.صدر، مؤخَّ راً، عن المركز العربي لألبحاث ودراسةالسياسات، كتاب مهمّ ، حمل عنوان »الثورة التونسية،القادح المحلّي تحت مجهر العلوم اإلنسانية«، شاركفي تحريره سبعة باحثين تونسيين، اتَّفقوا علىأن »حقيقة« الثورة التونسية ال تكمن في إسقاطهانظاماً استبدادياً خنقَ الحرّيات، واستهتر بالحقوق،وأسقَطَ األخاق من مضمون العمل السياسي، بقدرما هي كامنة في التساوق التاريخي المثير الذي حدثبين المضمون االجتماعي، والثقافي، والسياسي،واألخاقي، والحقوقي لمطالب المحتجّ ين، وجملةالتحوّ الت التي عرفها المجتمع التونسي على مستوىإعادة بناء هويّات األفراد وحقوقهم،وهويّات المجموعات ووظائفها.في الفصل األوّ ل من الكتابيشرح عبد الحميد هنية العمقالتاريخي لمشروع التحديثالسياسي في تونس في الوسطالغربي من الباد خال القرنينالثامن عشر والتاسع عشر، وفيالفصل الثاني يبيِّن المولدي األحمرأن العامل السياسي العميق الذيفَجَّ ر الثورة التونسية انطاقاً منسيدي بوزيد والقصرين هو انهيارالمعادالت التقليدية للتبادل في سوق سياسية محلّيّةمتخمة ومزيَّفة، وفي الفصل الثالث، يقدِّم محمد عليبن زينة مقاربة جيلية لسيرورة تشكِّل شعورالشباب، في سيدي بوزيد والقصرين، باإلحباط،ويعود أحمد خواجة في الفصل الرابع إلى األزمةالعميقة التي كان المجتمع المحلّي يعيشها في سيديبوزيد والقصرين، ويصف حمادي التيزاوي في الفصلالخامس تاريخ تهميش المنطقتين، بينما دقَّق حاتمكحلون في الفصل السادس في مسار التحضُّ ر الذيعرفته المدينتان، أما الفصل السابع فتناولت فيهسامية صميدة حادثة البوعزيزي من وجهة نظرنفسية، واعتمدت الدراسات الواردة في الكتاب علىمعطيات رسمية، وكذا على أبحاث ميدانية.أهمّيّة الكتاب تبدو في تقديمه قراءة نقدية جديدة،مع بلوغ خاصات عميقة حول الثورة التونسية.119