DOHA 86 FINAL web
DOHA 86 FINAL web
DOHA 86 FINAL web
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
على االنتماء الدينيّ / الطائفي. ونعتقدُ أنَّ الصِّ راع السني/ الشيعيّ خيرُ دليل على ذلك. إنَّ هذا االنقسامَ جعلالكثير من بلداننا »برلين« أخرى كبيرة تُعاني - بصورةتراجيديَّ ة - م ن ج دران عازل ة بي ن أف راد الش عب الواح د،تستعيدُ حروبَ الماضي وذكريات الصِّ راع الدَّمويّ علىالسلطة في بدايات اإلسام بعيداً عن القراءاتِ التفكيكيَّةالمُ حرِّرة من ثقل الذاكرة الطائفيَّة. وهنا ناحظ أنََّّ ظلّ إسهامهُ مُ حتشماً أمامفكرنا السياسيمُ شكات العلمنة والمُ واطنة والمُ ساواة، ألنه ظلّ فكراًإصاحي اً تبريريّ اً ول م يك نْ ، ف ي عموم ه، فك راً تجاوزي اًيُعيدُ النظر جذرياً في المسألة السياسية بمعزل عنالتمترس الطائفي / المذهبي. ومن جهةٍ أخرى نستطيعُأن ناحظ، جيِّداً، كيف أنَّ الدولة الوطنيَّة العربية ظلّت- على العموم - مُ ؤسَّ سة قمعية تقومُ على األحاديةالحزبيَّة واالستبداد وحكم العسكر. وظلّت األيديولوجيَّةالقوميَّ ة باألخ ص مرجعيَّ ة نب ذٍ حاول ت حج بَ الفسيفس اءاإلثنية والثقافيَّة الغنية في عالمنا العربيِّ الكبير. كأنَّالعروبة لم تكنْ فضاءً ثقافياً وحضارياً استطاعَ أنيحتضنَ التعدّد في تاريخنا القديم.هذا ما يدعونا إلى اعتبار مُ شكلة الجدران التيتنتصبُ ، إلى اليوم، في حياتنا مُ شكلة سياسية ذاتجذر ثقافي / تاريخيّ لم يُتح له أن يتعرَّض للنقدالكافي على غرار ما حدث تحت سماواتٍ أخر، وفيأوروبا تحديداً منذ عهد النهضة. فمن المعروف أنَّالحداثة السياسية - أو بمعنى آخر حداثة الدولة - لمتكن إال انساخاً من الروابط التقليديَّة وأشكال التضامنالتي مثلتها الطائفة الغالبة وهي تدَّعي احتكار الخاصوتمثيل الحقيقة األنطولوجية في شكلها الديني. كانتالدولة انعكاساً للسَّ ماء. وكانت المدينة العربية »مدينةاهلل«، كما حلم بذلك القديس أوغسطين. ولكننا نعلمُ أنَّالدولة الحديثة أصبحت مُ ؤسَّ سة تخلّت عن مهمَّة حراسةالحقيقة أو تمثيلها لتصبحَ فضاءً قانونياً ومُ ؤسَّ سياًيضمنُ العيش المُ شترَ ك والمُ واطنة ويصونُ الحقوقَالمُ تساوية لألفراد. الدولة المدنيَّة الحديثة، في كلمة،هي »مدينة اإلنسان«. ربما لم يشهد العالمُ العربيّ /اإلساميّ ثوراته المعرفيَّة والفلسفية والثقافية الضروريةمن أجل زحزحة نظام الحياة القديم عن عرشه وتجاوزدولة الوصاية والطائفة الغالبة كلياً؛ كما لم يعرفتغيّراً عميقا على مُ ستوى مُ ؤسَّ ساته القاعدية وبقييُراوحُ داخل دائرة زمنه الثقافيّ التقليديّ الرَّاكد - وهواألمرُ الذي يُفسِّ رُ كل أشكال المُ مانعة التي تقفُ حائاًدون نجاح أي ثورة أو انتفاضةٍ تتطلعُ إلى التغييرالفعليّ والقطع مع بقايا العصور الوسطى وقيمهاوموروثها المُ ؤسَّ سي. كما نستطيعُ أن ناحظ أنَّ هذااألمر ظَ لّ كابحاً لكل تململ نحو الديموقراطية الفعليةباعتبارها وعداً بالخاص من بنيات االستبداد بمُ ختلفأشكاله. هذا ما يجعلنا نعتقدُ أنَّ »الجدران العربية« التيتمزقُ مُ جتمعاتنا اليوم تحتاجُ منا إلى معاول األنسنةواالنفتاح على احتجاجات العقل النقديّ من أجل إعادةبناء الرابطة السياسية على المُ واطنة ال على أشكالاالنتماء التقليدية السَّ ابقة على الحداثة.َّ العربي81