DOHA 86 FINAL web
DOHA 86 FINAL web
DOHA 86 FINAL web
- No tags were found...
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
رسوم: يوسف عبدلكي-سوريةمعشرَ الكتابيين والقلميين وسواهم، إياكم أن تموتوا!تردّون: األعمار آجال، وتتعدّدُ األسباب، والموتُ واحد.أجيب: هل يخفى عليّ أنّ »كلَّ نفسٍ ذائقةٌ الموت«، وأنيمثلكم نفْسٌ وأني ذائقه! ال، ليس في هذا المناط تندرجوصيَّتي وتكمن، وال حوله تحوم، وإنما قصدي أن أحذِّركممن الموت العبثي، أيّ بأمراضٍ ، عليكم فيها ما بذرتم وماحصدتم: الكحولية، وتلويث البواطن باألدخنة الرديئة،والتلهّي عن الضعف والهشاشة بالغيبة والنميمة، وبالتنابذوسوء التواصل، وباعتناق سيرة الغلِّ والحسيفة، إذ إنكم،بكل هذي األوصاف واألفعال، تكونون في الحياة منطفئين،بل كأعجاز نخلٍ خاوية.هذا، وهل تنكرون أن أغلبكم ينغمسون في الحياد والخمول،فيقيمون تحت قباب السهوِ والغفلة عن الشؤونِ والهموم؛اإلنسانية، والثقافية منها، والعامة؟ إنهم -إجماالً- يضاجعونالخوف )وال حياة لمن يضاجع الخوف، يقول المثل(،وينزعون، ولو من دون خوض معارك، إلى التقاعد المبكرواالهتمام بفلح حدائقهم الخاصّ ة، ويصّ حُ عليهم وصفك -يانيتشه- للمنحلّين المنهارين: »إنهم أناس متكلِّسون، تالفون،ال يخشون إال شيئاً واحداً: أن يصيروا واعين«. وهكذا يُمْ سونإجماالً محتمين بمربّعاتهم وحيطانهم، داخلين أفواجاً أفواجاًفي »أسواق رؤوسهم«، مصابين بتاشٍ باطنيٍّ وانكماشيةٍصمّاء وانعزالية عقيمة جدباء، كما لو أن سنواتٍ جليديةأو أثقالَ جاذبيةٍ سالبة أدّت إلى خصيهم وضربهم بالرهبةوالضمور.111