12.07.2015 Views

DOHA 86 FINAL web

DOHA 86 FINAL web

DOHA 86 FINAL web

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

رانيا منصور:‏عن أحاديث الكاتبِ‏والمنتحِ‏ ر..‏ترى الشاعرة المصرية رانيا منصور أن األدب واالنتحار ‏»ربماهما وجهان لشخصٍ‏ واحدٍ«.‏ فما المنتحِ‏ ر سوى شخص رأىالعالَم بعينيه الواسعتين،‏ فوجده ضيِّقاً‏ حرجاً.‏ لم يحتملالمثول أمام سواده طوياً،‏ فآثَرَ‏ الرحيل بهدوء.‏ وما الكاتبسوى شاخص في الملكوت،‏ يترجم حركات األحياء ويلفظهاجماالً‏ يبهر السامعين،‏ ويموت،‏ في إثره،‏ جزءٌ‏ من رحابه.‏الشاعر يقتل نفسه مئة مرةٍ‏ ، في كل مرةٍ‏ يكتب بالقلم أو ‏)يدبَّ‏ )أصابعه في زخم حروف الكيبورد األسود.‏ يخرج الشاعر مننصِّ‏ ه منثوراً‏ في الفضاء،‏ ممزقاً،‏ مقتوالً‏ إال قلياً؛ ذلك القليلالذي يكمل به رحلة حياته الغامقة،‏ مبتلّ‏ ً بماء الحياة،‏ يكتبهاويرسمها فتعيش وترتفع قامتها في حين تذوب أوصاله هو.‏ابحثوا في أدراج بوعزيزي،‏ تجدوا كلماته منثورةً‏ هنا أوهناكَ‏ . ذلك الكيان الذي أحرقَ‏ جسده،‏ البدّ‏ أنه احترق ألفَ‏مرةٍ‏ من قبل.‏ مات،‏ قبل أن يموت ما نسمّيه عمرُ‏ ه.‏ كتب علىحوائطنا جميعاً‏ أن الموت في بعض األحيان حياة،‏ فعاش!‏من تراه عاش كذلك بعد قتل نفسه؟دنقل مثاً؟قتل الكام،‏ قتل البياض في سرير المرض،‏ قتل نفسه كاماً،‏تكلَّم بما فاضت به روحه،‏ وهو يدرك أن كامه يستنزفخاياه وحده،‏ وأنه يفقد-‏ بكل حرف-‏ ورقةً‏ من شجرته،‏فطال عمرُ‏ ه إلى اآلن.‏غادة نبيل:‏الشعر أنقذنيترى الشاعرة غادة نبيل أنه،‏ ربما،‏ يكتب كثيرون بأمل النجاةمن الحياة والموت معاً!‏ نعم،‏ ربّما يكتب البعض بأمل ‏»تثقيب«‏جنونهم وتعبهم ليسيا تدريجياً‏ وينسكبا،‏ فيتخفّفون منبعض اليأس القاتل في دواخلهم قبل نموّ‏ ه وتعملقه وقضائهعليهم.‏ الفن دائماً‏ كان وسيلة لتحمّل الحياة وتفادي العنفضدّ‏ النفس واآلخر،‏ وسيلة لكي نقول بها:‏ ‏»نعم نريد أكثرمنكم،‏ نحلم أكثر،‏ نتوحّ‏ ش،‏ ندين،‏ نغضب،‏ نريد«‏ وهدفهاإلنقاذي لدى بعضنا ‏)وأنا من تلك الفئة التي جرّبت االنتحاروتَمّ‏ إسعافي قبل أن ينقذني الشعر(‏ أحياناً‏ ال يكون كافياً‏في مواجهة اإلعتام الذي يلقيه عليك الشر واإليذاء المُ‏ تَعَ‏ مَّد.‏أصدق أن بعض السيكولوجيات عظيمة الرهافة التوّ‏ اقة إلىالجمال والعدل والطيبة ال تتخلّى عن منطق الحق في سيرورةالحياة؛ بمعنى أن مكافأة الخير ال ينبغي أن تكون شرّاً‏ خسيساً‏وكمائن..‏ هذه السيكولوجيات حين تتشبَّع بما نفرضه عليها،‏ونسكبه بداخلها من قسوة تقرِّر:‏ سأذهب وحدي.‏الشعور بالفشل في مواجهة الشر،‏ بمعناه الشامل،‏ يمكن أنيدمِّر الفرد،‏ لكن تبقى لكل حالة خصوصيتها،‏ كما رأينا فيرسالة الشاعر المغربي المنتحر عبد القادر حاوفي.‏ األقسىمعرفتنا نحن-‏ األحياء-‏ أنه لن يكون آخر المنتحرين فيالعالم.‏أظهرت دراسة قديمة نسبياً،‏ للبروفيسور جيمس بينيبكرأستاذ علم النفس في جامعة تكساس األميركية،‏ أن الشعراءهم الفئة األكثر مياً‏ لانتحار مقارنة ببقية الكُ‏ تّاب أو الناسالعاديين،‏ وكشفت تحليات بالكمبيوتر لقصائد 9 شعراءمنتحرين،‏ من جنسيات عدّة،‏ أن لغة هؤالء التعساء حملتاختافات جذرية مقارنة بلغة 9 شعراء غيرهم قضوا بصورةطبيعية؛ فمثاً‏ تزايد استخدام من انتحروا لكلمة ‏»أنا«،‏ولمفردة ‏»الموت«‏ كثيراً،‏ وكلما تقدّموا في العمر رصدتالدراسة تراجعاً‏ عن استخدام كلمات مثل ‏»نتكلّم«،‏ ‏»نتشارك«،‏‏»نستمع«،‏ على العكس من تزايد استخدامها في قصائد شعراءتقدَّموا في السنّ‏ ولم ينتحروا،‏ ويرى ‏»بينيبكر«‏ أن الكلماتالتي تبدو غير مهمّة هي التي تكشف عن حقيقتنا.‏دراسات عدة كنت أتعثَّر بها بيَّنَت أن الشعراء أكثر عرضةلقتل أنفسهم من الروائيين والكُ‏ تّاب المسرحيين،‏ لكن الغرابة-‏أيضاً‏ - في أن تقريراً‏ لجيمس كاوفمان صدر في مجلة‏»دراسات الموت«‏ نتاج فحص عَ‏ يِّنة قاربت ألفَيْ‏ شخص ‏)منالصين وتركيا وشرق أوروبا وأميركا(‏ أظهر أن الشعراء كانوايموتون مبكِّراً‏ أكثر ‏)متوسِّ‏ ط عمر الشعراء بلغ 62، ومتوسِّ‏ طعمر الكاتب المسرحي 63، ومتوسط عمر الروائي 66، بينماالكُ‏ تّاب في أشكال أدبية أخرى متوسِّ‏ ط أعمارهم كان ‎68‎‏(؛96

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!