DOHA 86 FINAL web
DOHA 86 FINAL web
DOHA 86 FINAL web
- No tags were found...
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
ما يثير تساؤالً: هل الشعر يُقصّ ر العمر؟ كما أظهر التقريرأن الشاعرات أكثر عرضة لإلصابة بأمراض عقلية؛ ومن ثميحاولن االنتحار أو ينجحن فيه أكثر مقارنة بأي كاتب آخر،أو بغيرهن من النساء الناجحات؛ ما دفع كاوفمان لوصفاألمر ب »تأثير سيلفيا باث«.تتساءل الشاعرة المصرية: هل الشعر قاتل؟ أم السيكولوجياتالميّالة إلى إلسوداوية هي التي تصبح شاعرة، وتتفاوتالنتيجة بحسب قدرة كل حالة على التحمُّل؟ كيف يصل األمرحَ دّ أن يترك أب أسرته، ويستأجر غرفة في فندق ليقتل نفسهوقد ذاب تماماً شعوره بأبوّ ته وبعذاب من سيحوّ لهم إلىيتامى، ربَّما، ال يغفرون له أبداً، وربما يعطفون على تألّمهذات يوم!ذكَّرني انتحار الشاعر عبد القادر حاوفي بطريقة انتحارمثقَّفة مصرية من سنوات بعيدة: أروى صالح صاحبةكتاب »المبتسرون« ذَ هَ بَتْ إلى أسرة أصدقاء أو أقارب، ولياًسمعوا صوتاً، فإذا بها قد ألقت بنفسها من النافذة، لتسقطميتة على سقف سيارة.إبراهيم زولي:مَنْ سوى الشعراءيتحمّ ل قبح العالم؟فسحة من الكلمات وقليل من الضوء النبيل، ذلك ما يدّخرهالشاعر في مواجهة العالم. نعم، بمحض إرادته يختار الشاعرطريقة موته، الطريقة التي تتناسب وغربته الوجودية. إنلم يستطع اختيار والدته، فهو يختار حتفه بيديه، لتكوننهايته كما يشاء، ال كما تشاء له الصدف. إنه فعل شعريبامتياز، موقف من العالم الذي يناصبه العداء والسخرية،وال عجب أن يكون الشعراء أكثر المنتحرين من سواهم منالمبدعين، فمثاالً ال حصراً؛ خليل حاوي عربيّاً، وعالمياً:سيلفيا باث، وآن سكستون، وصاحب »غيمة في بنطلون«،الروسي ماياكوفسكي.حالة االنتحار- إذاً،وكما يشير الشاعر زولي- ال تبتعد كثيراًعن كتابة نصّ مختلف، نصّ مفارق للسائد والمألوف، كاهمافعل يجترح العادي، ويلقي حجراً في نهر واقع موسومبالركود والسكون. هو مقامرة.. وحتماً، ستكون القصائد منأوائل المشيِّعين، ووحدها من ستتجمهر على نعشه دون أنتستأذن اآلخرين.سهى زكي:االنتحار فعل طفوليالمنتحر تُغويه كل وسائل االنتحار طول الوقت، وعدميّتهتشجّ عه دائماً على تبرير كل وسيلة، ويعتقد أن الحياة تتآمرعلى قتله، لذلك يسارع هو إلى قتل نفسه قبل أن يقتله شخصآخر، لم ألُمْ يوماً إنساناً أقبلَ على االنتحار، يعلم اهلل وحدهكيف كانت تلك اللحظة التي دفعته التّخاذ هذا الفعل القاسي،وال أستثني نفسي من الوقوع يوماً في مثل هذا الفخّ المأساوي،فكل ما يحيط بنا يدفعنا إما إلى الجنون أو إلى العدمية التيتساوي االنتحار، ولكننا- بجنون مختلف- نحتفظ ببعض العقلالحكيم، الذي يشجّ ع على استخدامه من نحبّهم ويحبّوننا، أومسؤولية أُلقيت على عاتقنا أو حُ مِّلت لنا، هنا نتردَّد كثيراًقبل اإلقدام على االنتحار، فالنار والكهرباء والحبال والسالموالمصعد الكهربائي واألسطح العالية، كل هذه أدوات قتلللنفس متاحة، لكننا نتجاهل دائماً التفكير في تلك النقطةالسوداء، وننحّ يها جانباً ألن هناك من يحتاجك للحظة أخرى،وبقليل من إيمان تصبر على وجع مختفٍ في مكان بعيد في قلبكتقهره باإليمان، وتتغلب عليه فتعيش يوماً بعد يوم. الفرق بينالموت العادي واالنتحار، هو القدرة على احتمال الوجع.97