العمدة في إعداد العدة
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
وقال ابن حجر: ]وعَدّ كثري من الشافعية املشاورة<br />
اإلستحبا<br />
يف افصائص، واختلفوا يف وجوهبا فنقل البيهقي يف املعرفة<br />
1<br />
عن الن ، وبه جزم أبو نصر القشريي يف تفسريه، وهو املرجمح[ وصرح ابن حجر يف موضع آخر<br />
]أبن حكم الشورى هو االستحباب فقال: ]وجاء يف<br />
استحبا<br />
االستشارة<br />
آَثر جياد. وأخرج يعقوب بن س<strong>في</strong>ان<br />
2<br />
بسند جيد عن الشمعيب قال: من سَرمه أن َيخذ ابلوثيقة من القضاء فليأخذ بقضاء عمر، فإنه كان يستشري[ .<br />
ونقل النووي الإمجاع على أن الشورى مستحبة غري واجبة يف حق األمة، حيث قال يف شرح حديث تشاور الصحابة<br />
يف كي<strong>في</strong>ة الإعالم بوقت الصالة وبَدْء األذان، قال: ]و<strong>في</strong>ه التشاور يف األمور السيما املهمة وذلك مستحب يف حق<br />
األمة إبمجاع العلماء، واختلف أصحابنا هل كانت املشاورة واجبة على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أم كانت سنة<br />
يف حاله صلى هللا عليه وسلم<br />
كما يف حقنا، والصحيح عندهم وجوهبا وهو املختار قال هللا تعاَل }وَ شَاوِرْ هُمْ قِي<br />
األَمْرِ } واملختار الذي عليه مجهور الفقهاء وحمققو أهل األصول أن األمر للوجوب و<strong>في</strong>ه أنه ينبغي للمتشاورين أن<br />
يقول كل منهم ما عنده<br />
3<br />
ُث صاحب األمر يفعل ما ظهرت له مصلحة. وهللا أعلم[ .<br />
فالنووي فَرمق بني حكم الشورى ابلنسبة لألمة وابلنسبة للنيب صلى هللا عليه وسلم، فقال إهنا مستحبة يف حق األمة<br />
إبمجاع العلماء أي أهنا سنة يف حقنا، أما يف حق النيب صلى هللا عليه وسلم فهي واجبة، ُث ختم كالمه ببيان أهنا غري<br />
ملزمة بقوله ]إن صاحب األَمْر يفعل ما ظهرت له مصلحة[. والنووي هبذا جعل الوجوب من خصائ<br />
عليه وسلم وحكم بندهبا لألمة.<br />
النيب صلى هللا<br />
وقد قال اجلويين وابن تيمية وابن القيم إن حكم الشورى هو االستحباب، وستأِت أقواهلم إال أن القرطيب نقل القول<br />
ابلوجوب يف حق األمة عن ابن عطية وابن خُوَيْز مَنْدَاد يف تفسريه آلية آل عمران<br />
4<br />
فقال ابن خُوَيْز مَنْدَاد )واجب<br />
على الوالة مشاورة العلماء <strong>في</strong>ما ال يعلمون و<strong>في</strong>ما أشكل عليهم(، وقول ابن عطية أشد، وهو )والشورى من قواعد<br />
الشريعة وعزائم األحكام، ومن ال يستشري أهل العلم والدين فعزله واجب، هذا ماال خالف <strong>في</strong>ه(. قلت: أما اجياهبما<br />
املشاورة على الوالة فهذا معرتض مبا نقلته عن ابن حجر والنووي آنفا أن املشاورة مستحبة ليست واجبة، وأما قول<br />
ابن عطية: بعزل الوايل الذي ال يستشري، فهذا مل يقل به أحد، والعجب أنه يقول: إن هذا مما ال خالف <strong>في</strong>ه والكل<br />
على خالفه، وحيتاج الدليل من كتاب أو سنة أو إمجاع يؤيد الوجوب الذي قاله يف العزل، حيث قال )فعزله واجب(<br />
فكيف حكم ابلوجو بال دليل؟، وقد دلت النصوص على أن احلاكم ينعزل ابلكفر إمجاعا فهل ترى الشورى كفر<br />
أو حىت فسق، وراجع ما ينعزل به الإمام يف األحكام السلطانية للماوردي ص<br />
21<br />
17<br />
فلن جتد <strong>في</strong>ها ترك الشورى،<br />
وقال ابن حجر يف شرح حديث »من كره من أمريه شيئا فليصرب، فإن من خرج من السلطان شربا مات ميتة جاهلية«<br />
004<br />
1<br />
- 2<br />
- )فتح الباري( ج 13 ص 341<br />
)فتح الباري( ج<br />
13 ص 148<br />
3<br />
4<br />
- )صحيح مسلم بشرح النووي( ج 4 ص 76<br />
251<br />
- القرطيب 248 / 4