17.08.2017 Views

العمدة في إعداد العدة

Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad

Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

وهذا الفهم كان واضحا ومستقرا يف أذهان الرعيل األول من هذه األمة كما يتضح من رسالة عمر إَل سعد بن أيب<br />

وقاص يف مسريِهِ‏ لغزو الفرس رضي هللا عنهما،‏ وذكرت طرفا منها من قبل.‏<br />

هذا:‏<br />

<br />

<br />

ثانيا آفة التهور.‏<br />

الشهادة ليست مقصودة لذاهتا إال يف مواطن سيأِت ذكرها بل لإظهار الدين،‏ ال أبس بتمين الشهادة والتعرض هلا<br />

ابلتغرير ابلنفس يف القتال على أال تكون هي املقصد األول من هذا التغرير،‏ بل يكون املقصد األول هو إظهار الدين،‏<br />

ومبعىن آخر ال ينبغي للمسلم أن يقتحم القتال جملرد الشهادة دون النظر إَل ما يوقعه ابلعدو من نكاية.‏ والدليل على<br />

قول النيب صلى هللا عليه وسلم:‏ ‏»من قاتل لتكون كلمة هللا هي العليا فهو يف سبيل هللا«‏ ، 1 فجعل صلى هللا عليه<br />

وسلم املقصد من اجلهاد هو إعالء كلمة هللا ال الشهادة اليت قد تقع وقد ال تقع،‏ وهي ال تقع إال ملن اختاره هللا<br />

تعاَل هلذه املنزلة،‏ قال تعاَل:‏ ‏}وَ‏ يَتَّخِ‏ ذَ‏ مِنْكُمْ‏ شُهَدَا ‏َء{‏ . 2<br />

قول هللا تعاَل:‏ ‏}قَقَاتِلْ‏ قِي سَبِيلِ‏ ‏َّللاَّ‏ ِ ال تُكَلَّفُ‏ إِال نَفْسَكَ‏ وَ‏ حَرِ‏ ضْ‏ الْمُؤْ‏ مِنِينَ‏ عَسَى ‏َّللاَّ‏ ُ أَنْ‏ يَكُفَّ‏ بَأْسَ‏ الَّذِي ‏َن<br />

كَفَرُ‏ وا{‏ ، 3 فأمر سبحانه ابلقتال لكف أبس الكافرين،‏ وأمر سبحانه يف آايت أخر بكف فتنة الكافرين ‏}حَتَّى ال<br />

تَكُونَ‏ قِتْنَةٌ{‏ ، 4 وأمر سبحانه ابلنكاية يف الكافرين ‏}قَاتِلُوهُمْ‏ يُعَذِبْهُمْ‏ ‏َّللاَّ‏ ُ بِأَيْدِيكُمْ{‏ ، 5 وجعل سبحانه الغاية من اجلهاد<br />

إظهار دينه احلق،‏ كما قال تعاَل:‏ ‏}هُوَ‏ الَّذِي أَرْ‏ سَلَ‏ رَ‏ سُولَهُ‏ بِالْهُدَى وَ‏ دِينِ‏ ِ الْحَق لِيُظْهِ‏ ‏َرهُ‏ عَلَى الدِينِ‏ كُلِهِ‏ وَ‏ لَوْ‏ كَرِ‏ هَ‏<br />

الْمُشْرِ‏ كُونَ{‏ ، 6 وجعل سبحانه القتال وسيلة لإظهار الدين كما قال تعاَل:‏ ‏}وَ‏ قَاتِلُوهُمْ‏ حَتَّى ال تَكُونَ‏ قِتْنَةٌ‏ وَ‏ يَكُونَ‏<br />

الدِينُ‏ كُلُّهُ‏ ‏ّلِلِ‏ َّ }ِ 7 .<br />

فاملقصد األصلي من اجلهاد هو إظهار الدين ال جمرد اإلستشهاد،‏ والغرض من هذا كبح مجاح التمهَوُّر عند بعض<br />

املسلمني ورَدِّهم إَل املنزلة الوسطى وهي الشجاعة اليت هي وسط بني التهور واجلنب،‏ والتهور الذي أشري إليه هو<br />

التعرض للقتل جملرد الإستشهاد دون النظر إَل ما توقعه بعدوك<br />

وهلا وإن جاز يف مواطن كمن أحيط به وخشي<br />

األسر فقاتل حىت قتل كما يف سرية عاصم بن ‏َثبت ، 9 ولكن ليس هذا هو األصل ولو كانت الشهادة هي املقصد<br />

األصلي ملا جاز الفرار من أجل التحيُّز إَل فئة أو التمحَرُّف للقتال،‏ قال تعاَل:‏ ‏}وَ‏ مَنْ‏ يُوَ‏ لِهِمْ‏ يَوْ‏ مَئِذٍ‏ دُبُرَ‏ هُ‏ إِال مُتَحَرِ‏ ق ‏ًا<br />

352<br />

- 1 متفق عليه.‏<br />

- 2 سورة آل عمران،‏ اآلية:‏<br />

- 3 سورة النساء،‏ اآلية:‏<br />

- 4 سورة األنفال،‏ اآلية:‏<br />

- 5 سورة التوبة،‏ اآلية:‏<br />

- 6 سورة التوبة،‏ اآلية:‏<br />

- 7 سورة اآلنفال،‏ اآلية:‏<br />

141<br />

94<br />

38<br />

38<br />

14<br />

33<br />

- 9 املغين والشرح الكبري ج 11 ص 553

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!