العمدة في إعداد العدة
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
سبحانه وتعاَل }يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُ ْم{، ومن أراد التخل من احلرام والتوبة وال ميكن رده إَل أصحابه فلينفقه يف<br />
سبيل هللا عن أصحابه، فإن ذلك طريق حسنة إَل خالصه مع ما حيصل له من أجر اجلهاد[ . 1<br />
مما سبق تعلم أن الفسق ال يُسقط التكليف ابجلهاد، فالفاسق خاطب شرعا ابجلهاد كالصاحل العادل، وسبق ما<br />
نقله الشوكاين من جواز وليس وجوب االستعانة ابلفاسق واملنافق إمجاعا. فإذا ثبت اجلواز آل األمر إىل اعتبار<br />
املنافع واملفاسد<br />
املرتتبة على خروجه يف اجلهاد فأيتهما غلبت فا كم هلا. أي إذا كانت منفعة خروجه أعظم من<br />
مفسدته، مسُِحَ له ابخلروج وعكسه بعكسه.<br />
ومن هذا ما قاله ابن قدامة ]وال يستصحب األمري معه ُمُ ل ِال وهو الذي يثبط الناس عن الغزو... وال مُرْجِ فا وهو<br />
الذي يقول قد هلكت سرية املسلمني وما هلم مدد وال طاقة هلم ابلكفار... وال من يعني على املسلمني ابلتجسس<br />
للكفار... وال من يوقع العداوة بني املسلمني<br />
،<br />
4<br />
2<br />
ويسعى ابلفساد[ ، وهذا كله يرجع إَل قوله تعاَل }لَوْ خَرَ جُوا قِيكُ ْم<br />
3<br />
مَا زَ ادُوكُمْ إِال خَبَاال وَ ألَوْ ضَعُوا خِ اللَكُمْ يَبْغُونَكُمْ الْفِتْنَةَ وَ قِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ{ ، وقوله تعاَل }قَإِنْ رَ جَعَكَ َّللاَّ ُ إِلَى<br />
َِائِفَةٍ مِنْهُمْ قَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُ وجِ قَقُلْ لَنْ تَخْرُ جُوا مَعِي أَبَد ًا وَ لَنْ تُقَاتِلُوا مَعِي عَدُوًّ ا إِنَّكُمْ رَ ضِ يتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّ لَ مَرَّ ةٍ<br />
قَاقْعُدُوا مََْ الْخَالِفِينَ{ وحمصل ذلك أنه ميُنع من اجلهاد من <strong>في</strong>ه ختليل أو إفساد للصف أو خيانة، فهلا عظيم<br />
املفسدة وإن كان <strong>في</strong>ه بع النفع.<br />
فإذا مسح األمري للفاسق العاصي الذي منفعته أعظم من فسقه ابخلروج للجهاد، فهذا ال يعين إقراره على فسقه<br />
ومعصيته، بل َيمره ابملعروف تعليما ونصحا، وينهاه عن املنكر زجرا وعقوبة، وهذا معناه ممارسة الرتبية اإلميانية أثناء<br />
اجلهاد، وال نقول يؤجل اجلهاد حىت ننتهي من الرتبية الإميانية فهذه الهناية هلا إال ابملوت لقوله تعاَل }وَ اعْبُدْ رَ بَّ َك<br />
حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ{ ، 5 واليقني هو املوت كما يف التفسري، وقد حيني األجل ومل حيَُصِّل العبد إال قدرا يسريا من هذه<br />
الرتبية، قال تعاَل: }ثُمَّ أَوْ رَ ثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصَِْفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا قَمِ ْنهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِ دٌ وَ مِنْهُمْ سَابِ ٌق<br />
6<br />
بِالْخَيْرَ اتِ بِإِذْنِ َّللاَّ ِ{ ، فهذه هي املنازل الإميانية ألتباع الرسل وورثة الكتاب.<br />
- 1 جمموع الفتاوى ج<br />
373<br />
29 ص 422 ،421<br />
- 2<br />
291<br />
املغين والشرح الكبري ج<br />
- 3 سورة التوبة، اآليتان:<br />
- 4 سورة التوبة، اآلية:<br />
- 5 سورة احلجر، اآلية:<br />
- 6 سورة فاطر، اآلية:<br />
11 ص ،372<br />
وقد سبق يف مسألة )احملافظة على وحدة اجلماعة( وجتد مثل هذا يف اجملموع شرح املهذب ج<br />
18 ص 279<br />
.47 46<br />
93<br />
88<br />
32