العمدة في إعداد العدة
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
فأجبته مبا قال شيخ الإسالم ابن تيمية رمحه هللا يف هذا الشأن، قال: ]حىت لو كان الرجل قد محل بيده مال حرام وقد<br />
تعذر رده إَل أصحابه<br />
سبيل هللا، فإن ذلك مصرفها.<br />
جلهله هبم وحنو ذلك، أو كان بيده ودائع أو رهوان أو عوار قد تعذر معرفة أصحاهبا فلينقها يف<br />
ومن كان كثري الذنوب فأعظم دوائه اجلهاد، فإن هللا عز وجل يغفر ذنوبه، كما أخرب هللا يف كتابه بقوله سبحانه<br />
1<br />
وتعاَل: }يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُ ْم{ . ومن أراد التخل من احلرام والتوبة وال ميكن رده إَل أصحابه فلينفقه يف سبيل هللا<br />
2<br />
عن أصحابه، فإن ذلك طريق حسنة إَل خالصه، مع ما حيصل له من أجر اجلهاد[ .<br />
قلت واآلية املذكورة بتمامها هي قوله تعاَل: }يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِ َجارَ ةٍ تُنجِ يكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِي ٍم<br />
تُؤْ مِنُونَ بِاّلِلَّ ِ وَ رَ سُولِهِ وَ تُجَاهِدُونَ قِي سَبِيلِ َّللاَّ ِ بِأَمْوَ الِكُمْ وَ أَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ<br />
وَ يُدْخِ لْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِ ي مِنْ تَحْتِهَا األَنْهَارُ وَ مَسَاكِنَ َِي ِبَةً قِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْ زُ الْعَظِي ُم{<br />
كُنتُمْ تَعْلَمُو َن يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُ ْم<br />
وجل أن اجلهاد ابملال والنفس من أسباب غفران الذنوب، وما يتبع ذلك من دخول اجلنات.<br />
. 3 فبني هللا عز<br />
والكالم السابق لشيخ الإسالم <strong>في</strong>ه الإجابة على األخ السائل، وقد ذكرته هنا لينتفع به غريه، وهو أنه جيوز أن يقبل<br />
املال احلرام للنفقة يف سبيل هللا.<br />
ولكن هل من أَعْطَى هذا املال احلرام يرتفع بذلك إمثه أو يثاب مع ذلك؟ يتوقف هذا على أمرين:<br />
األول: هل هذا املال احلرام من حقوق الناس ومظاملهم أم معصية يف حق هللا تعاَل بني العبد وربه؟<br />
الثاين: هل هذه العطية مقرتنة ابلتوبة ونية التخل<br />
وقد قرر شيخ الإسالم األصل السابق يف أكثر من موضع يف فتاويه:<br />
من احلرام أم ال؟ على تفصيل ليس هذا موضعه.<br />
أن املال ا رام أو اللي ال يدُعْر ف صاحبه<br />
يتصدق به ويصرف يف مصام املسلمني، وتقرأ يف اجمللد التاسع والعشرين يف ص 262 كالمه عن مال الغُلُول من<br />
الغنيمة، ويف ص262 عن ما أخذ ظلما ويف ص251 عن اللقطة، ص276 املال املغصوب، ص281 ربح البيع املنهي عنه،<br />
ص317<br />
مال الراب، ص317 مال املُغَنية، ص318 مال البَغِيّ )املومسة( واخلمار، وغريها من املواضع ص261،<br />
،311 ،263<br />
.363 ،361 ،321 وذكر<br />
أن هذا هو قول مجهور الفقهاء.<br />
ومثل هذا ما ذكره ابن رجب احلنبلي يف كتابه )جامع العلوم واحلكم( يف شرح احلديث العاشر »إن هللا طيب ال يقبل<br />
إال طيبا«.<br />
قال: ]الوجه الثاين من تصرفات الغاصب يف املال املغصوب أن يتصدق به على صاحبه إذا عجز عن رده<br />
إليه وإَل ورثته، فهذا جائز عند أكثر العلماء: منهم مالك وأبو حنيفة وأمحد وغريهم. قال ابن عبد الرب ذهب الزهري<br />
ومالك والثوري واألوزاعي والليث إَل أن الغَالّ إذا تفرق أهل العسكر ومل يَصِل إليهم أنه يدفع إَل الإمام مخسه<br />
ويتصدق ابلباقي، رُوِيَ ذلك عن عبادة بن الصامت ومعاوية واحلسن البصري، وهو يشبه مذهب ابن مسعود وابن<br />
422<br />
- الصف، اآلية: 12<br />
1<br />
- 2 )جمموع الفتاوى( ج 29 ص<br />
421<br />
12 11<br />
- 3 الصف، اآلية: 11<br />
44