العمدة في إعداد العدة

يتكلم يف القضااي العامة من وجهة نظر إسالمية فيقول هذا ليس من الإسالم يف شيء وحنو ذلك،‏ ومنهم صحفيون
ومن يُسَمون ابلكتاب أو املفكرين الإسالميني وحىت غري الإسالميني يتكلمون يف الدين،‏ فاهلل املستعان جيب على كل
مسلم أن حيَْذَرهم وحيَُذِّر غريه منهم،‏ وال يقبل قوال يف دين هللا تعاَل إال من األمناء من أهل العلم وما شهد الدليل
بصحته.‏
ب =
فساد تقدمي العقل ‏)الرأي(‏ على النقل ‏)الشرع(:‏ قال ابن القيم رمحه هللا:‏ ‏]أصل كل فتنة إَّنا هو من تقدمي
1
الرأي على الشرع واهلوى على النقل[‏ . وتقدمي الرأي على الشرع هو أساس العلمانية ‏)اجلاهلية(‏ احلديثة الذي طغت
على األرض،‏ ويتفرع منها الدميقراطية واحلكم ابلقوانني الوضعية وفصل السياسة عن الدين كل هذا يقوم على تقدمي
الرأي على الشرع.‏ وفاعل هذا يقول بلسان احلال ورمبا صرح ابملقال ‏)إنه إذا كان هللا يعلم فنحن نعلم أيضا(‏ وهذا كفر
2
ال يرقى إليه شك .
وهذا هو مذهب إبليس لعنه هللا فلما جاءه األمر الشرعي
‏}قَإِذَا سَوَّ‏ يْتُهُ‏ وَ‏ نَفَخْتُ‏ قِيهِ‏ مِنْ‏ رُ‏ وحِ‏ ي قَقَعُوا لَهُ‏
سَاجِ‏ دِينَ{‏ ، 3 عارض الشرع برأيه وقياسه الفاسد ‏}قَالَ‏ أَنَا خَيْرٌ‏ مِنْهُ‏ خَلَقْتَنِي مِنْ‏ نَارٍ‏ وَ‏ خَلَقْتَهُ‏ مِنْ‏ ‏ِِينٍ{‏ . 4
وهذا هو مذهب أهل البدع والضالالت كاجلهمية واملعتزلة وغريهم،‏ حيَُكِّمون العقل يف الشرع،‏ قال شارع العقيدة
الطحاوية:‏ ‏]بل كل فريق من أرابب البدع يعرض النصوص على بدعته،‏ وما ظنه معقوال:‏ فما وافقه قال:‏ إنه حمُْكَم،‏
وقبله واحتج به!!‏
وما خالفه قال:‏ إنه متشابه،‏ ‏ُث رَدمه ومسى رده تفويضا!‏ أو حرفه،‏ ومسى حتريفه أتويال!!‏ فلذلك اشتد
5
إنكار أهل السنة عليهم.‏ وطريق أهل السنة:‏ أن ال ي ‏َعْدِلوا عن الن الصحيح،‏ وال يعارضوه مبعقول،‏ وال قول فالن[‏ .
6
وقريب من هذا ما قاله الشاطيب يف مأخذ أهل البدع يف االستدالل .
وقال ابن القيم:‏ ‏]وكل من له مُسْكَة من عقل يعلم أن فساد العامل وخرابه إَّنا نشأ من تقدمي الرأي على الوحي،‏
واهلوى على العقل،‏ وما استحكم هذان األصالن الفاسدان يف قلب إال استحكم هالكه،‏ ويف أمة إال فسد أمرها أمت
الفساد،‏ فال إله إال هللا كم نُفِيَ‏ هبذه اآلراء من حق،‏ وأُثْبِت هبا من ابطل،‏ وأُميت هبا من هدي،‏ وأُحيي هبا من
ضاللة؟[‏ . 7 وذكر ابن القيم طائفة من أقوال السلف يف الرأي املذموم ، 9 ومما قاله رمحه هللا:‏ ‏]قال هللا:‏ ‏}قَإِنْ‏ لَمْ‏
يَسْتَجِ‏ يبُوا لَكَ‏ قَاعْلَمْ‏ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ‏ أَهْوَ‏ اءَهُمْ‏ وَ‏ مَنْ‏ أَضَلُّ‏ مِمَّنْ‏ اتَّبََْ‏ هَوَ‏ اهُ‏ بِغَيْرِ‏ هُد ‏ًى مِنْ‏ ‏َّللاَّ‏ ِ إِنَّ‏ ‏َّللاَّ‏ َ ال يَهْدِي الْقَوْ‏ ‏َم
246
- 1 ‏)إغاثة اللهفان ) 179 / 2
- 2 انظر االعتصام للشاطيب 48 / 1
- 3 سورة ص ، اآلية:‏ 72
- 4 سورة ص ، اآلية 76
- 5 ‏)شرح العقيدة الطحاوية(‏ ط املكتب الإسالمي 1413 ص
388
- 6 ‏)االعتصام )231 / 1
- 7 ‏)إعالم املوقعني ج 1 ص 69(
)48
- 9 ‏)إعالم املوقعني 47 / 1