العمدة في إعداد العدة
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
سالكوه، وال تغرت بطرق الباطل وإن كثر اهلالكون، قال تعاَل: }حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّ سُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا<br />
جَاءَهُمْ نَصْرُ نَا قَنُجِ يَ مَنْ نَشَاءُ وَ ال يُرَ دُّ بَأْسُنَا عَنْ الْقَوْ مِ الْمُجْرِ مِينَ لَقَدْ كَانَ قِي قَصَصِ هِمْ عِبْرَ ةٌ ألُوْ لِي األَلْبَا ِب{ . 1<br />
ومما يدخل يف الصرب، الصرب على ضعف أتباع ا ق وفقرهم وقِلة حيلتهم، فإن هؤالء هم أتباع الرسل، وهم كتيبة<br />
احلق اليت يتنزل عليها النصر، فهم أرق أفئدة وأقرب إَل هللا تعاَل، وأبعد من الدنيا وزخرفها، وأسرع إَل البذل<br />
2<br />
والتضحية، قال صلى هللا عليه وسلم : »هل تنصرون وترزقون إال بضعفائكم؟« . وقال تعاَل عن حجة قوم نوح<br />
3<br />
}أَنُؤْ مِنُ لَكَ وَ اتَّبَعَكَ األَرْ ذَلُونَ{ ، وقال تعاَل عن حجة كفار مكة }وَ قَالُوا لَوْ ال نُزِ لَ هَذَا الْقُرْ آنُ عَلَى رَ جُلٍ مِ ْن<br />
4<br />
الْقَرْ يَتَيْنِ عَظِيمٍ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَ حْمَةَ رَ ب ِكَ } ، وسَأَل هرقل أاب س<strong>في</strong>ان ملا جاءه كتاب النيب صلى هللا عليه وسلم<br />
5<br />
فقال: )أَشْرَافُ النماسِ ات مبَعُوهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟( قال أبو س<strong>في</strong>ان )بل ضُع ف اء هُِم( فقال هرقل )و هُمْ أتدْب اعُ الرُّسُ ِل( . وقال<br />
هللا تعاَل: }وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مََْ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَ بَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَ الْعَشِي ِ يُرِ يدُونَ وَ جْهَهُ وَ الَ تَعْدُ عَيْنَاكَ َعنْهُمْ تُرِ يدُ زِ ينَةَ<br />
6<br />
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا{ .<br />
فاعلم اي أخي املسلم أن الدعوات ال حيُ كم عليها بعدد أتباعها وال بثرواهتم أو مراكزهم وإَّنا حيكم عليها مبوافقة<br />
مناهجها للحق الذي جاء به رسول هللا صلى هللا عليه وسلم، فقد قال عبد هللا بن مسعود )اجلماعة ما وافق احلق<br />
وإن كنت وحدك(، ُث حيكم عليها بعد صحة املنهج بصدق أتباعها يف األخذ به.<br />
وملا كان الغالب على دعوة احلق يف مبدئها قلة عدد أتباعها وضعفهم، كان للسابقني منهم منزلة ال تدانيها منزلة من<br />
ات مبَع الدعوة حال قوهتا، وهله هي فضيلة السبق واملبادرة اليت أشار هللا تعاَل إليها يف قوله سبحانه }ال يَسْتَوِي<br />
مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قَاتَلَ أُوْ لَئِكَ أَعْظَمُ دَرَ جَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَ قَاتَلُوا وَ كُال وَ عَدَ َّللاَّ ُ<br />
الْحُسْنَى{ ، 7 ذلك ألن البدء يف أي أمرٍ شاقٌ ال يقوى عليه إال األفذاذ أصحاب اهلمم العالية، وما أنذَرهم، فإذا قام<br />
األمر دخل <strong>في</strong>ه آخرون ممن ال يقوون على حتمل مشقة البدء فكانوا أدىن منزلة ممن سبقهم، { وَ كُال وَ عَدَ َّللاَّ ُ<br />
الْحُسْنَى{. إن البدء يف أمر الدعوات احلقة ال تكتنفه املشقة فقط بل يكتنفه ما هو أشد من ذلك وهو اخلوف من<br />
بطش شياطني الإنس أعداء احلق، كما قال تعاَل: }قَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِال ذُرِ يَّةٌ مِ ْن قَوْ مِ ِه عَلَى خَوْ ف مِنْ قِرْ عَوْ َن<br />
9<br />
وَ مَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ{ ، وهذا هو الإميان يف اخلوف الذي فَرمق هللا تعاَل به بني الصحابة أنفسهم، فجعل الفتح )وهو<br />
111<br />
32<br />
- 1 سورة يوسف، اآلتيان:<br />
111<br />
- 2 رواه البخاري<br />
- 3 سورة الشعراء، االية:<br />
- 4 سورة الزحرف، اآليتان:<br />
111<br />
31<br />
- 5 متفق عليه عن ابن عباس.<br />
- 6 سورة الكهف، اآلية:<br />
- 7 سورة احلديد، اآلية:<br />
- 9 سورة يونس، اآلية:<br />
29<br />
11<br />
93<br />
385