العمدة في إعداد العدة
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
= 2<br />
روى البخاري يف صحيحه عن أيب هريرة أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال: »إِذَا ضُيِّعَتِ األَْمَانَةُ فَانْتَظِرِ<br />
السماعَةَ« قِيلَ وَكَيْفَ إِضَاعَتُهَا؟ قَاَل صلى هللا عليه وسلم : إِذَا وُسِّ دَ األَْمْرُ إَِلَ غَريِْ أَهْلِهِ«. فدل هذا احلديث،<br />
واآلية قبله، على أن الوالايت أماانت جيب أن توكل إَل أهلها.<br />
«<br />
= 3<br />
وقال تعاَل: }إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْ تَ الْقَوِيُّ األَمِينُ{ . 1 وهذه اآلية ترشد إَل أهم صفات الوالة وهي القوة<br />
على العمل املوكل إليه، واألمانة يف أداء هذا العمل كامال غري منقوص. قال ابن تيمية: ]فإن الوالية هلا ركنان: القوة<br />
واألمانة لآلية السابقة[<br />
2<br />
. والقوة ختتلف حبسب نوع الوالية، ف<strong>في</strong> احلرب هي الشجاعة واخلربة واخلِداع ويف القضاء<br />
هي العلم والعدل. أما األمانة فهي خشية هللا وأداء حقوق الناس. ومع ذلك فقد قال ابن تيمية رمحه هللا: ]اجتماع<br />
القوة واألمانة يف الناس قليل، وهلذا كان عمر بن اخلطاب<br />
<br />
يقول: اللهم أشكو إليك جَلَد الكافر، وعجز الثقة،<br />
فالواجب يف كل والية األصلح حبسبها. فإذا تعني رجالن أحدمها أعظم أمانة واآلخر أعظم قوة، قُدِم أنفعهما لتلك<br />
الوالية:<br />
3<br />
وأقلهما ضررا <strong>في</strong>ها[ .<br />
)فصل( وإذا مل تكتمل الكفاءة املطلوبة لعمل ما يف أحد املوجودين، خيتار األمري أصلحهم هلذا العمل. قال ابن تيمية<br />
رمحه هللا: ]ومع أنه<br />
جيوز تولية غري األهل للضرورة إذا كان أصلح املوجود، <strong>في</strong>جب مع ذلك السعي يف إصالح<br />
4<br />
األحوال حىت يكتمل للناس ما البد هلم منه من أمور الوالايت والإمارات وحنوها[ .<br />
قلت: ودليل القول السابق واضح، وهو قول هللا تعاَل: }فَاتَّقُوا ّللاَّ َ مَا اسْتَطَعْتُ ْم{ وقول النيب صلى هللا عليه وسلم :<br />
5<br />
»وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فأتوا مِنْهُ م ا اسْت ط عْتُ ْم« . وقول ابن تيمية: ]<strong>في</strong>جب مع ذلك السعي يف إصالح احلال ...[ هذا من<br />
ابب وجوب القيام بفروض الكفاية اليت البد منها لألمة.<br />
قلت: واملسلمون اليوم بعيدون عن<br />
ممارسة القيادة والعمل اجلماعي على أسس شرعية صحيحة، وذلك لذهاب دولة<br />
الإسالم والقعود عن أداء فريضة اجلهاد، فلتكن ميادين التدريب واجلهاد املتاحة اليوم ساحة ملمارسة القيادة والعمل<br />
اجلماعي عمليا،<br />
واملمارسة تُكْسِ ب افربة وتدُب نيِ نواحي القصور، وهذه تُسد وتُستكمل أوال أبول، حىت يصل<br />
املسلمون بذاك إَل أرقى درجات الكفاية واألداء يف هذا اجملال، وهلا واجب. وإذا حدثت أخطاء وظهر قصور أثناء<br />
املمارسة فال ينبغي أن يكون هذا مثبطا عن االستمرار، فإنه قد رُوِيَ »ال حليم إال ذو عثرة وال حكيم إال ذو جتربة«،<br />
بل ينبغي أن يكون هذا حافزا على السعي يف إصالح األحوال، كما قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم : »فسددوا<br />
084<br />
- 1 القص ، اآلية: 26<br />
- 2 )جمموع الفتاوى( ج 29 ص 253<br />
- 3 )جمموع الفتاوى( ج 29 ص 254<br />
- 4 )جمموع الفتاوى( ج 29 ص 258<br />
5 متفق عليه عن أيب هريرة.