العمدة في إعداد العدة
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
قلت: مما سبق تعلم أن من أنكر كون جهاد الطلب من الإسالم، كالذين يقولون إن الإسالم ال يقاتل إال للدفاع ورد<br />
العدوان، فهو مُكَذِّب ابآلايت واألحاديث السابقة وحنوها، وقال تعاَل: }وَ مَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِال الْكَاقِرُ و َن{ ، 1 ومن<br />
تعسف يف أتويل ما وقع لسلفنا الصاحل من جهاد الطلب وقال إنه كان لرد العدوان فقد ضل ضالال بعيدا إن كان ال<br />
جيهل هذه النصوص أو أحيط هبا علما فأعرض عنها وتعسف يف أتويلها.<br />
)شبهة(<br />
يستدل البعض لإنكار جهاد الطلب بقوله تعاَل: }وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ قَاجْنَحْ لَهَا{ ، 2 وأنه مادام الكافر مساملا فال<br />
جهاد، ويستدلون بقول النيب<br />
صلى هللا عليه وسلم : »التتمنوا لقاء العدو« . 3 وهذا هو حال الذين يؤمنون ببعض<br />
الكتاب ويكفرون ببعض، الذين يستدلون أبحد أدلة املسألة ويرتكون بقية األدلة كما ذكرته يف األصل الرابع من أصول<br />
الإعتصام ابلكتاب والسنة. واجلواب على هذه الشبهة من أوجه:<br />
األول: أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم<br />
وصحابته الذين هم خري هذه األمة رضي هللا عنهم مل حيملوا هذه النصوص<br />
على الوجه الذي فهمه هؤالء، أبهنا تعين ترك جهاد الطلب فقد قاتل النيب صلى هللا عليه وسلم<br />
الروم يف تبوك، وقد غزا صلى هللا عليه وسلم<br />
العرب ُث خرج لقتال<br />
5<br />
4<br />
تسع عشرة غزوة ، وقاتل بنفسه يف مثان منهن أما البعوث والسرااي اليت<br />
6<br />
أرسلها ومل خيرج <strong>في</strong>ها فبلغت ستا وثالثني يف رواية ابن إسحاق وزاد غريه عن ذلك . ُث غزا الصحابة من بعده صلى<br />
هللا عليه وسلم الفرس والروم والرتك والقبط والرببر وغريهم مما هو معلوم، فهذا الذي استدل هبذه النصوص لإبطال<br />
جهاد الطلب نقول له:<br />
هذا الذي فهمته شيء فهمه النيب صلى هللا عليه وسلم وصحابته أم ال؟ فإن قال مل يفهموه. فنقول له فأنت فهمت<br />
ما مل يفهموه، وحكمت على نفسك ابلضاللة وأن ما فهمته ليس من ديننا، ألن الدين اكتمل يف حياته صلى هللا عليه<br />
وسلم، قال هللا تعاَل: }ا ْليَوْ مَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُ ْم{ وفهمك هذا مردود ساقط »من عمل عمال ليس عليه أمران فهو<br />
رَدٌّ«، وقد خَرَجْتَ هبذا الفهم الفاسد عن هدي الرسول صلى هللا عليه وسلم وعن سبيل صحابته، قال تعاَل: }وَ مَنْ<br />
يُشَاقِقْ الرَّ سُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَ يَتَّبِْْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْ مِنِينَ نُوَ لِهِ مَا تَوَ لَّى وَ نُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَ سَاءَ ْت<br />
. 7 مَصِ ير ً ا{<br />
- 1 سورة العنكبوت، اآلية:<br />
- 2 سورة األنفال، اآلية:<br />
293<br />
47<br />
61<br />
- 3 متفق عليه<br />
- 4 متفق عليه عن زيد بن أرقم<br />
- 5 رواه مسلم عن بريدة<br />
- 6 )فتح الباري 278/7<br />
- 7 سورة النساء، اآلية:<br />
291( و)صحيح مسلم بشرح النووي<br />
)185/12<br />
115