العمدة في إعداد العدة
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
أحياان<br />
<strong>في</strong>ستحلون من خمالفهم الرتداده عندهم ما ال يستحلونه من الكافر األصلي، كما قال النيب صلى هللا عليه<br />
وسلم <strong>في</strong>هم: »يقتلون أهل الإسالم ويَدَعُون أهل األوَثن« . 1<br />
واحلق أن اخلطأ لديهم جاء من محل اللفظ املشرتك على أحد معانيه دون قرينة مساعدة، فكلمة »جاهلية« قد تعين<br />
2<br />
الكفر، كما يف حديث حذيفة »إِانم كُنما يفِ جَاهِلِيمةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَانَ اَّللمُ هبَِذَا اخلَْريِْ فَنَحْنُ فِيه« ، فاجلاهلية يف حديث<br />
حذيفة معناها الكفر الذي كان قبل الإسالم، ونفس الكلمة قد تعين املعصية كما يف قول النيب صلى هللا عليه وسلم<br />
3<br />
. والبد من قرينة إما من نفس الن أو من خارجه تبني<br />
أليب ذر »إنك امرؤ <strong>في</strong>ك جاهلية« ، وأبو ذر هُوَ مَنْ هُوَ<br />
أن أي املعنيني أو املعاين هو املراد من الكلمة.<br />
ويف حديث »من فارق اجلماعة فمات مات مِيتة جاهلية« قلنا إن اجلماعة هي اليت طاعة السلطان، ونقول اجلاهلية<br />
هنا هي املعصية وليس الكفر كما سبق يف شرح ابن حجر له.<br />
قوله<br />
ولدينا دليل آخر: وهو أن البغاة خارجون طاعة الإمام، وقد مساهم هللا مؤمنني فقال تعاَل: }وَ إِنْ َِائِفَتَانِ مِنْ<br />
الْمُؤْ مِنِينَ اقْتَتَلُوا قَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا قَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى األُخْرَ ى قَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ َّللاَّ ِ<br />
إَل<br />
إِنَّمَا الْمُؤْ مِنُونَ إِخْوَ ةٌ{ ، 4 فسماهم هللا مؤمنني رغم البغي والقتال. فهم خرجوا على مجاعة املسلمني ومل يكفروا.<br />
ولدينا دليل َثلث: هو أن ابن عمر راوي حديث »من مات وليس يف عنقه بيعة مات مِيتة جاهلية« قد ذكر ابن<br />
حجر يف شرح حديث بيعة ابن عمر لعبد امللك بن مروان قال: ]وكان عبد هللا بن عمر يف تلك املدة امتنع أن يبايع<br />
البن الزبري أو لعبد امللك، كما كان امتنع أن يبايع لعلي أو معاوية ُث ابيع ملعاوية ملا اصطلح مع احلسن ابن علي<br />
واجتمع عليه الناس، وابيع يزيد بعد موت معاوية الجتماع الناس عليه، ُث امتنع من املبايعة ألحد حال االختالف إَل<br />
5<br />
أن قُتِلَ ابن الزبري وانتظم امللك كله لعبد امللك فبايع له حينئذ ، قلت: وابلرغم من هذا املوقف من ابن عمر ، إال أن<br />
مجهور الصحابة والتابعني وأهل السنة قد ذهبوا إَل وجوب نصر احملق وقتال الباغي، مع عدم ختطئة أحد من الصحابة<br />
ممن تركوا قتال البغاة لكوهنم جمتهدين يف موقفهم هذا، وقد سبق بيان هذا يف آخر الباب الثالث. إال أن الشاهد من<br />
فعل ابن عمر مع كونه راوي حديث »من مات وليس يف عنقه بيعة«<br />
يبايع أقرهبما إَل احلق، مع أنه كان له أتويل يف ترك البيعة وهو اختالف الناس.<br />
فهذا وغريه يدل على أن اجلاهلية يف حديث<br />
بعض اجلماعات.<br />
»من فارق اجلماعة«<br />
أنه لو كانت اجلاهلية هي الكفر ملا وسعه أن<br />
هي املعصية وليس الكفر كما ذهبت إَل ذلك<br />
063<br />
- 1 انظر جمموع الفتاوى 355 / 3<br />
- 2 متفق عليه واللفظ ملسلم<br />
- 3 رواه البخاري<br />
- 4 سورة احلجرات، اآليتان:<br />
- 5 فتح الباري ج<br />
11<br />
8<br />
13 ص 185