17.08.2017 Views

العمدة في إعداد العدة

Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad

Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

قلت:‏ الشرك يف التوكل هو أن تعتمد على املخلوق أو على األسباب <strong>في</strong>ما ال يقدر عليه إال هللا تعاَل وحده،‏ كمن<br />

يتوكل على املوات والطواغيت يف رجاء مطلوبه من نصر أو رزق،‏ وكمن ‏َيخذ ابألسباب ويعتقد أهنا الفاعلة،‏ كمن<br />

يتعاطى الدواء ويعتقد أنه الشايف،‏ وكمن يُعد <strong>العدة</strong> من الرجال والسالح ويعتقد أهنا سبب النصر.‏<br />

وهذا جيعلنا نتكلم عن عالقة التوكل ابألخذ ابألسباب،‏ قال ابن رجب:‏ ‏]واعلم أن حتقيق التوكل ال ينايف السعي يف<br />

األسباب اليت قدر هللا سبحانه وتعاَل املقدورات هبا وجرت سنته يف خلقه بذلك،‏ فإن هللا تعاَل أمر بتعاطي األسباب<br />

2<br />

مع أمره ابلتوكل،‏ فالسمعْي يف األسباب ابجلوارح طاعة له،‏ والتوكل ابلقلب عليه إميان به[‏ .<br />

قلت ف<strong>في</strong> جهاد األعداء أمر هللا تعاَل إبعداد <strong>العدة</strong> ‏}وَ‏ أَعِدُّوا لَهُمْ‏ مَا اسْتََِعْتُمْ‏ مِنْ‏ قُوَّ‏ ةٍ{‏ وأمر سبحانه أبخذ احلذر<br />

‏}يَاأَيُّهَا الَّذِينَ‏ آمَنُوا خُذُوا حِ‏ ذْرَ‏ كُمْ{،‏ ولبس النيب صلى هللا عليه وسلم الدرع واملغفر وحفر اخلندق وبعث الطالئع<br />

والعيون،‏ مق قوله تعاَل:‏ {<br />

3<br />

وَ‏ مَا النَّصْرُ‏ إِال مِنْ‏ عِنْدِ‏ ‏َّللاَّ‏ ِ{ ، ولذلك ملا ظن الصحابة ترتب النصر على األسباب<br />

4<br />

هُزِموا،‏ قال تعاَل:‏ ‏}وَ‏ يَوْ‏ مَ‏ حُنَيْنٍ‏ إِذْ‏ أَعْجَبَتْكُمْ‏ كَثْرَ‏ تُكُمْ‏ قَلَمْ‏ تُغْنِ‏ عَنْكُمْ‏ شَيْئًا{‏ ، فردهم سبحانه إَل األمر األول وهو<br />

‏}وَ‏ مَا النَّصْرُ‏ إِال مِنْ‏ عِنْدِ‏ ‏َّللاَّ‏ ِ{.<br />

فاألخذ ابألسباب من سنن األنبياء،‏ واألخذ ابألسباب واجب،‏ حيث جتب،‏ مع ترك الإعتماد عليها،‏ بل الإعتماد<br />

على هللا وحده ال شريك له يف حصول املقصود بعد األخذ ابألسباب.‏<br />

وهناك أحوال ال تصلح <strong>في</strong>ها األسباب وال ميكن األخذ هبا،‏ وإذا نزلت ابملرء فليس له إال عمل القلب وحده بصدق<br />

التوكل عليه،‏ كالإستعادة ابهلل من الشيطان فإنه عدو خ<strong>في</strong> ال ميكن االحرتاز منه،‏ قال تعاَل:‏ ‏}قَإِذَا قَرَ‏ أْتَ‏ الْقُرْ‏ آ ‏َن<br />

5<br />

قَاسْتَعِذْ‏ بِاّلِلَّ‏ ِ مِنْ‏ الشَّيَِْانِ‏ الرَّ‏ جِ‏ يمِ‏ إِنَّهُ‏ لَيْسَ‏ لَهُ‏ سُلَِْانٌ‏ عَلَى الَّذِينَ‏ آمَنُوا وَ‏ عَلَى رَ‏ ب ‏ِهِمْ‏ يَتَوَ‏ كَّلُو ‏َن{‏ ، وكذلك إذا أحاط<br />

بك العدو الإنسي ومل تكن لك حيلة،‏ روى البخاري عَنِ‏ ابْنِ‏ عَبما ‏ٍس قال:‏ ‏»}حَسْبُنَا ‏َّللاَّ‏ ُ وَ‏ نِعْ‏ ‏َم الْوَ‏ كِي ‏ُل{‏<br />

إِبْرَاهِيم<br />

ُ<br />

قَاهلََا<br />

صلى هللا عليه وسلم حِ‏ نيَ‏ أُلْقِيَ‏ يفِ‏ النمارِ،‏ وَقَاهلََا حمَُمدٌ‏ صلى هللا عليه وسلم حِ‏ نيَ‏ قَالُوا لَهُ:‏ ‏}إِنَّ‏ النَّاسَ‏ قَدْ‏ جَمَعُوا لَكُ‏ ‏ْم<br />

6<br />

قَاخْشَوْ‏ هُمْ‏ قَزَ‏ ادَهُمْ‏ إِيمَانًا وَ‏ قَالُوا حَسْبُنَا ‏َّللاَّ‏ ُ وَ‏ نِعْمَ‏ الْوَ‏ كِيلُ{‏ «.<br />

7<br />

وقال تعاَل:‏ ‏}وَ‏ مَنْ‏ يَتَوَ‏ كَّلْ‏ عَلَى ‏َّللاَّ‏ ِ قَهُوَ‏ حَسْبُهُ{‏ ، أي فهو كا<strong>في</strong>ه.‏ قال ابن القيم رمحه هللا:‏ ‏]والتوكل اترة يكون توكل<br />

اضطرار وإجلاء حبيث ال جيد العبد ملجأ وال وزرا إال التوكل كما إذا ضاقت عليه األسباب وضاقت عليه نفسه وظن أن<br />

ال ملجأ من هللا إال إليه،‏ وهذا ال يتخلف عنه الفرج والتيسري البتة:‏ واترة يكون توكل اختيار وذلك التوكل مع وجود<br />

- 1 فتح الباري اجمليد شرح كتاب التوحيد ابب ‏)وعلى هللا فتوكلوا(.‏<br />

2 جامع العلوم واحلكم ص<br />

3 سورة آل عمران،‏ اآلية:‏<br />

4 سورة التوبة،‏ اآليتان:‏<br />

5 سورة النحل،‏ اآليتان:‏<br />

393<br />

391<br />

126<br />

وسورة األنفال،‏ اآلية:‏<br />

11<br />

25<br />

6 سورة آل عمران،‏ اآلية:‏<br />

7 سورة الطالق،‏ اآلية:‏<br />

88<br />

173<br />

89<br />

3

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!