17.08.2017 Views

العمدة في إعداد العدة

Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad

Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

إبسالمي فمُرْين مبا شئت،‏ فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم:‏ ‏»إَّنا أنت <strong>في</strong>نا رجل واحد،‏ فَخَذِّل عنا إن استطعت،‏<br />

فإن احلرب خدعة«[‏ . 1<br />

وقد ذكر شيخ الإسالم ابن تيمية أنه جيوز بل قد جيب على املسلم التشبه ابملشركني يف اهلَدْي الطاهر كاللباس وحنوه<br />

ملثل هذه املصاحل،‏ قال رمحه هللا:‏ ‏]ومما يوضح ذلك:‏ أن كل ما جاء من التشبه هبم،‏ إَّنا كان يف صدر اهلجرة،‏ ‏ُث نُسِ‏ ‏َخ<br />

ذلك:‏ ألن اليهود إذ ذاك،‏ كانوا ال مييزون عن املسلمني ال يف شعور وال يف لباس،‏ وال بعالمة وال غريها[.‏<br />

‏ُث إنه ثبت بعد ذلك يف الكتاب والسنة والإمجاع،‏ الذي كَمُل ظهوره يف زمن عمر بن اخلطاب ، ما شرعه هللا من<br />

خمالفة الكافرين ومفارقتهم يف الشعار واهلَدْي.‏<br />

وسبب ذلك:‏ أن املخالفة هلم ال تكون إال مع ظهور الدين وعلوه كاجلهاد وإلزامهم ابجلزية والصغار.‏ فلما كان<br />

املسلمون يف أول األمر ضعفاء مل تُشرع املخالفة هلم،‏ فلما كمل الدين وظهر وعال،‏ شُرِع ذلك.‏<br />

ومثل ذلك اليوم:‏ لو أن املسلم بدار حر<br />

، أو<br />

دار كفر غري حر<br />

، مل يكن مأمورا ابملخالفة يف اهلدي الظاهر،‏ ملا<br />

عليه يف ذلك من الضرر،‏ بل قد يستحب للرجل،‏ أو جيب عليه،‏ أن يشاركهم أحياان يف هديهم الظاهر،‏ ملا عليه يف<br />

ذلك من الضرر،‏ إذا كان يف ذلك<br />

مصلحة دينية<br />

املسلمني بذلك،‏ أو دفع ضررهم عن املسلمني،‏ وحنو ذلك من املقاصد الصاحلة.‏<br />

من دعوهتم إَل الدين،‏ والإطالع على ابطن أمورهم،‏ لإخبار<br />

فأما يف دار الإسالم واهلجرة اليت أعز هللا <strong>في</strong>ها دينه،‏ وجعل على الكافرين هبا الصمغار واجلزية ف<strong>في</strong>ها شُرعت املخالفة.‏<br />

2<br />

وإذا ظهر أن املوافقة واملخالفة هلم ختتلف ابختالف الزمان واملكان ظهرت حقيقة األحاديث يف هذا[‏ أه .<br />

قلت:‏ هذا مبا يتعلق ابلسرية يف الإسالم مؤيدا ابألدلة الشرعية،‏ ومنه تعلم خطأ من يقول إن اإلسالم ال يقر العمل<br />

السري،‏ فمما يؤسف له أن بعض من ي ‏َتَصَدون للدعوة الإسالمية ينكرون على غريهم األخذ ابلسرية،‏ وهذا الإنكار<br />

يدل على أن ال<strong>إعداد</strong> للجهاد يف سبيل هللا مل خيطر ببال هؤالء املنكرين،‏ وإال لعلموا معىن السرية.‏ فتأمل هذا.‏ قال<br />

3<br />

تعاَل:‏ ‏}وَ‏ لَوْ‏ أَرَ‏ ادُوا الْخُرُ‏ وجَ‏ ألَعَدُّوا لَهُ‏ عُدَّةً{‏ ، وهذا آخر ما نذكره يف فقرة ‏)احلرب خدعة(.‏<br />

‏)فقرة 19( واإلستشهاد ليس مقصودا لذاته بل إلظهار الدين.‏<br />

وميكن أيضا صياغة هذه الفقرة هكذا ‏)واملقصد األصلي للجهاد هو إظهار الدين ال االستشهاد(.‏<br />

ويف فضل الشهادة ورد:‏<br />

قوله تعاَل:‏ ‏}إِنَّ‏ ‏َّللاَّ‏ َ اشْتَرَ‏ ى مِنْ‏ الْمُؤْ‏ مِنِينَ‏ أَنفُسَهُمْ‏ وَ‏ أَمْوَ‏ الَهُمْ‏ بِأَنَّ‏ لَهُمْ‏ الْجَنَّةَ{‏ . 4<br />

349<br />

- 1 البداية والنهاية 111 / 4 وفتح الباري 412 / 7<br />

- 2 اقتضاء الصراط املستقيم البن تيمية حتقيق د/‏ انصر العقل ط ‎1414‎ه ج 1 ص 419<br />

- 3 سورة التوبة،‏ اآلية:‏<br />

418<br />

.46<br />

- 4 التوبة،‏ اآلية:‏ 111

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!