العمدة في إعداد العدة
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
ثواب أصحاب األعذار الشرعية.<br />
من كان ذا رغبة صادقة يف التدرب واجلهاد، وعجز عن الوصول إَل ساحات اجلهاد بسبب أحد األعذار الشرعية<br />
املذكورة سابقا، أو بسبب إكراه أو حبس، فإين أرجو أن يكتب هللا له أجر اجلهاد كامال، على مقتضى الوعد الذي<br />
أخربان به رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بقوله: »إِنم ابِلْمَدِينَةِ أَقْوَامًا مَا قَطَعْتُمْ وَادِايً وَال سِ رْمتُْ سريًْا إِالم وَهُمْ مَعَكُ ْم<br />
قَالُوا: وَهُمْ ابِلْمَدِينَةِ قَالَ ن َعَم حَبَسَهُمُ الْعُذْ ُر« ، 1 وقال النيب صلى هللا عليه وسلم هذا احلديث يف مرجعه من غزوة<br />
تبوك، ورواه أمحد ومسلم عن جابر مرفوعا بلفظ »لَقَدْ خَلمفْتُمْ ابِلْمَدِينَةِ رِجَاال مَا قَطَعْتُمْ وَادِايً وَال سَلَكْتُمْ طَرِيقًا إِال<br />
ش ر كُوكُمْ يفِ األ جْرِ ح ب س هُمُ الْم ر ُني« ورواه أبو داود عن أنس وزاد <strong>في</strong>ه »وَال أَنْفَقْتُمْ ن َفَقَةٍ« قال ابن حجر: ]واملراد<br />
ابلعذر ما هو أعم من املرض وعدم القدرة على السفر، وقد رواه مسلم من حديث جابر بلفظ »حَبَسَهُمُ الْمَرَضُ«<br />
وكأنه حممول على األغلب إَل قوله و<strong>في</strong>ه أن املرء يبلغ بنيته أجر العامل إذا منعه العلر<br />
يشبه قول النيب صلى هللا عليه وسلم :<br />
2<br />
عن العمل[ . وهذا احلديث<br />
»مَنْ سَأَلَ اَّللمَ الشمهَادَةَ بِصِدْقٍ ب َلمغَهُ اَّللمُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى<br />
3<br />
فِرَاشِ هِ« . فكالمها صدق يف الطلب وعجز عن العمل فنال األجر، فضال من هللا وكرما.<br />
وقال القرطيب يف شرح حديث »حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ«: ]فهذا يقتضي أن صاحب العذر يعطي أجر الغازي، فقيل: حيتمل<br />
أن يكون أجره مساواي، ويف فضل هللا متسع، وثوابه فضل االستحقاق <strong>في</strong>ثيب على النية الصادقة ماال<br />
4<br />
الفعل. وقيل: يعطي أجره من غري تضعيف <strong>في</strong>فضله الغازي ابلتضعيف للمباشرة[أه .<br />
قلت:<br />
تضعيف األجر للغازي وعدم التضعيف للمعلور<br />
يثيب على<br />
قد يستدل له حبديث ابن عباس مرفوعا »فَمَنْ هَم حبَِسَنَةٍ<br />
فَلَمْ ي َعْمَلْهَا كَتَبَهَا اَّللمُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، وَإِنْ هَم هبَِا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اَّللمُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إَِلَ سَبْعِ مِائَِة<br />
5<br />
ضِعْفٍ إَِلَ أَضْعَافٍ كَثِريَةٍ« . وأما من ذهب إَل أجر املعذور مثل أجر الغازي متاما <strong>في</strong>ستدل له بقول النيب صلى هللا<br />
ْم يفِ األَْجْ ِر« وإن كانت املشاركة ال تقتضي املساواة، أما ما يدل على<br />
عليه وسلم يف حديث أنس »إِالم شَرَكُو<br />
املساواة يف األجر فهو حديث أيب كبشة األَّناري مرفوعا »إَِّنمَا الدُّنْيَا ألَِرْب َعَةِ ن َفَرٍ عَبْدٍ رَزَقَهُ اَّللمُ مَاالً وَعِلْمًا فَهُوَ ي َتمقِي<br />
فِيهِ رَبمهُ وَيَصِلُ فِيهِ رَمحَِهُ وَي َعْلَمُ َّللِمِ فِيهِ حَقاا فَهَذَا أبَِفْضَلِ الْمَنَازِلِ وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اَّللمُ عِلْمًا وَملَْ ي َرْزُقْهُ مَاًال فَهُوَ صَادِقُ النِّيمِة<br />
6<br />
ي َقُولُ لَوْ أَنم يلِ مَاالً لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُالَ نٍ فَهُوَ بِنِيمتِهِ فَأَجْرُمهَُا سَوَاءٌ« . ورجح القرطيب املساواة يف األجر. فاهلل أعلم.<br />
- متفق عليه عن أنس<br />
-<br />
فتح الباري ج 6 ص<br />
رواه مسلم عن سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ<br />
47<br />
-<br />
- )تفسري القرطيب( آية النساء 85 ج 5 ص<br />
- احلديث متفق عليه.<br />
342<br />
- احلديث رواه الرتمذي وقال حديث حسن صحيح<br />
1<br />
2<br />
3<br />
4<br />
5<br />
6<br />
36