العمدة في إعداد العدة
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
)فقرة 9( واألمة المسلمة أمة مجاهدة، <strong>في</strong>جب أن تصاغ سياستها وفقا<br />
لهذه الصفة.<br />
من الفقرات السابقة تعلم أن املسلمني مكلفون جبهاد الطلب وجهاد الدفع، وأن اجلهاد قد يكون فرض كفاية أو<br />
فرض عني عليهم، وأن التدريب العسكري واجب وجتب املواظبة عليه. فإذا نظران إَل جهاد الطلب وهو قصد العدو<br />
يف داره، فإن مجهور العلماء على أنه جيب على املسلمني فعله مرة واحدة يف السنة، وهذا هو أدىن الواجب، وال مينع<br />
من هذا إال عجز ابملسلمني أو صلح مع العدو. ويرى آخرون أنه جيب كلما أمكن ذلك دون حتديد بعدد.<br />
والذين أوجبوه مرة واحدة يف العام وهم اجلمهور حجتهم أن اجلزية جتب على غري املسلمني يف دار الإسالم بدال من<br />
1<br />
اجلهاد، وأهنا جتب مرة واحدة يف العام ابلإمجاع، فليكن مبدهلا وهو اجلهاد مرة واحدة يف العام .<br />
قلت: وهذا احلكم ميكن استنباطه كذلك من قوله تعاَل: { أَوَ ال يَرَ وْ نَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ قِي ِ كُل عَامٍ مَرَّ ةً أَوْ مَرَّ تَيْنِ ثُومَّ ال<br />
يَتُوبُونَ وَ ال هُمْ يَذَّكَّرُ ونَ{ ، 2 ونقل ابن كثري يف تفسريها عن قتادة قوله: )يفتنون ابلغزو يف السنة مرة أو مرتني(.<br />
قال القرطيب<br />
يف جهاد الطلب: ]وقسم َثن من واجب اجلهاد فرض أيضا على الإمام إغزاء طائفة إَل العدو كل سنة<br />
مرة خيرج معهم بنفسه أو خيرج من يثق به ليدعوهم إَل الإسالم ويرغمهم ويكف أذاهم، ويظهر دين هللا عليهم حىت<br />
يدخلوا يف الإسالم أو يعطوا اجلزية عن يد، ومن اجلهاد أيضا ما هو انفلة، وهو إخراج الإمام طائفة بعد طائفة وبعث<br />
3<br />
السرااي يف أوقات الغِرمة وعند إمكان الفرصة، والإرصاد هلم ابلرابط يف موضع اخلوف وإظهار القوة[ . قلت: فالقرطيب<br />
كاجلمهور اعترب الواجب مرة يف العام وما زاد عن ذلك فهو انفلة.<br />
فإذا نظران إَل هذا الواجب وإذا أخذان يف االعتبار وجوب الإستعداد الدائم للجهاد الوارد يف قوله تعاَل: }وَ أَعِدُّوا<br />
4<br />
لَهُمْ مَا اسْتََِعْتُمْ مِنْ قُوَّ ةٍ{ ، علمنا أن األمة الإسالمية أمة جماهدة يف املقام األول، وحىت تتمكن من أداء هذه<br />
الواجبات ينبغي أن تساغ سياساهتا اخلارجية والداخلية لتحقيق هذه الواجبات، فالسياسة التعليمية والصناعة والزراعة<br />
والتجارة والإسكان وغريها، كل هذا ينبغي أن خيَُطمط ويُسَخمر خلدمة اجلهاد، قال النيب صلى هللا عليه وسلم : »املؤمن<br />
للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا«<br />
وشبك بني أصابعه . 5 وقال صلى هللا عليه وسلم :<br />
وترامحهم وتعاطفهم كمثل اجلسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر اجلسد ابحلمى والسهر« . 6<br />
»مثل املؤمنني يف توادهم<br />
298<br />
- 1 )انظر املغين والشرح الكبري 367 / 11 و369(<br />
- 2 سورة التوبة، اآلية:<br />
126<br />
- 3 تفسري القرطيب 152 / 9<br />
- 4 سورة األنفال: اآلية:<br />
.61<br />
- 5 متفق عليه عن أيب موسى<br />
- 6 متفق عليه عن النعمان بن بشري