العمدة في إعداد العدة

بَعْدِ‏ مَوَ‏ اضِ‏ عِهِ{‏ . 1 وقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم : ‏»لَتَتْبَعُنم سَنَنَ‏ مَنْ‏ كَانَ‏ قَبْلَكُمْ‏ شِ‏ ربًْا شِ‏ ربًْا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ‏ حَ‏ مىت
لَوْ‏ دَخَلُوا جُحْرَ‏ ضَبٍّ‏ تَبِعْتُمُوهُمْ‏ قُلْنَا ايَ‏ رَسُولَ‏ اَّللمِ‏ الْيَهُودُ‏ وَالنمصَارَى؟ قَالَ‏ : فَمَنْ؟«‏ . 2
فهل كالمي السابق،‏ وهو أن البيعة يف حديث ابن عمر هي بيعة اخلليفة،‏ معناه رفع احلرج عن املسلمني،‏ إذ ال خليفة
هلم اآلن؟ أقول:‏ ال،‏ بل إن هلا ا ديث
عندي
من أقوى األدلة على وجو سعي املسلمني يف نصب خليفة
هلم،‏ وهذا ال يتأتى إال ابجلهاد غالبا،‏ وابلتايل فأرى وهللا أعلم ابحلق أن كل مسلم ميوت اآلن حيث ال خليفة
للمسلمني هو آُث ويلحقه الذم الوارد يف حديث ابن عمر ‏»مَاتَ‏ مِيتَةً‏ جَاهِلِيمةً«‏
لقوله
أي على معصية وليس على الكفر
كما سيأِت بيانه إال أن يكون من الساعني يف هذا الشأن وإن مل يدرك الغاية وهي قيام دولة الإسالم ونصب اخلليفة،‏
تعاَل:‏ ‏}وَ‏ مَنْ‏ يَخْرُ‏ جْ‏ مِنْ‏ بَيْتِهِ‏ مُهَاجِ‏ ر ً ا إِلَى ‏َّللاَّ‏ ِ وَ‏ رَ‏ سُولِهِ‏ ثُمَّ‏ يُدْرِ‏ كْهُ‏ الْمَوْ‏ تُ‏ قَقَدْ‏ وَ‏ قََْ‏ أَجْرُ‏ هُ‏ عَلَى ‏َّللاَّ‏ ِ{ 3 ، أو
يكون عاجزا عن السعي يف هذا الشأن لكنه صادق النية يف طلبه،‏ للحديث الذي سبق ذكره يف أصحاب األعذار،‏
قال رسول هللا يف غَزَاةٍ:‏
وسبق شرحه يف الباب الثاين.‏
4
‏»إِنم ابِلْمَدِينَةِ‏ لَرِجَاالً‏ مَا سِ‏ رْمتُْ‏ مَسِ‏ ريًا،‏ وَال قَطَعْتُمْ‏ وَادِايً‏ إِالم شَرَكُوكُم يفِ‏ األَجْرِ‏ حَبَسَهُمُ‏ الْمَرَ‏ ‏ُض«‏ ،
وال يُعرتض على ما سبق حبديث ‏»فإن مل يكن هلم مجاعة وال إمام؟ قال:‏ فاعتزل تلك الفرق كلها«‏ ، 5 فقد ب ‏َيمنت من
قبل أن حديث الطائفة املنصورة خيص
عموم هذا االعتزال،‏ كما ذكرت يف أواخر الباب الثالث.‏ خاصة وقد دلت
النصوص على أن هناك خالفة راشدة قادمة إن شاء هللا تعاىل،‏ فيجب السعي من أجل ذلك.‏ ومن هذه النصوص
حديث أيب هريرة مرفوعا ‏»كَيْفَ‏ أَنْتُمْ‏ إِذَا ن ‏َزَلَ‏ ابْنُ‏ مَرْميََ‏ فِيكُمْ‏ وَإِمَامُكُمْ‏ مِنْكُ‏ ‏ْم«‏ . 6 وتواترت األحاديث بظهور اخلليفة
7
املهدي وقيل إنه هو الإمام الذي يصلي عيسى خلفه . ومنها أيضا حديث حذيفة بن اليمان مرفوعا ‏»تَكُونُ‏
9
النُّبُومةُ‏ فِيكُمْ‏ مَا شَاءَ‏ اَّللمُ«‏ احلديث سيأِت بتمامه قريبا،‏ وهناك أحاديث دلت على أن املهدي يظهر عند موت خليفة
فهناك إذا خالفة قبل ظهور املهدي.‏ فهذه النصوص مع ما يدل عليه حديث ابن عمر ‏»مَنْ‏ مَاتَ‏ وَلَيْسَ‏ يفِ‏ عُنُقِهِ‏
.
ب ‏َيْعَةٌ«‏ جيعلنا نقول بوجوب السعي لإقامة اخلالفة.‏ مع العلم أبن بيعات اجلماعات الإسالمية اآلن ال ترفع هذا احلرج،‏
حيث ذهب البعض إَل أنه إذا ابيع أمري مجاعة من اجلماعات ارتفع عنه احلرج يف حديث ‏»مَنْ‏ مَاتَ‏ وَلَيْسَ‏ يفِ‏ عُنُقِهِ‏
124
- 1 سورة املائدة،‏ اآلية:‏‎41‎
- 2 متفق عليه عن أيب سعيد اخلدري
- 3 سورة النساء،‏ اآلية:‏
- 4 رواه مسلم عن جابر
- 5 متفق عليه عن حذيفة
111
- 6 متفق عليه
- 7
كثري ج
‏)فتح الباري(‏ ج
6 ص
484، وكتاب ‏)الإذاعة ملا كان ويكون بني يدي الساعة(‏ للقنوجي ص
123 وكتاب ‏)النهاية أو الفنت واملالحم(‏ البن
1 ص 27
- 9 حديث أم سلمة رواه أمحد وأبو داود انظر ‏)الإذاعة ص
والنهاية ج 129
1 ص )28
056