17.08.2017 Views

العمدة في إعداد العدة

Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad

Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

تعاىل<br />

وَالشمرَفِ‏ لِدِينِهِ«‏ ، 1 واحلرص على الشرف هو حب الرايسة وهو أشد من حب املال ألن الناس يبذلون املال للتوصل<br />

إَل الرايسة،‏ وكالمها يفسد الدين أشد من إفساد الذئبني اجلائعني حلظرية الغنم.‏ أما كونه ال ينجو منه إال من رحم هللا<br />

فلقول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم :<br />

احلديث على أن احلرص على الإمارة هو صفة الغالبية.‏<br />

واحلرص على الإمارة يتخذ صورا متعددة تتفاوت يف شدهتا،‏ منها:‏<br />

أ =<br />

2<br />

‏»إنكم ستحرصون على الإمارة وستكون ندامةً‏ يوم القيامة«‏ ، فدل<br />

التنافس <strong>في</strong>ها وقد يندي إىل االقتتال بني املسلمني،‏ وهو ما ورد <strong>في</strong>ه قوله صلى هللا عليه وسلم : ‏»إذا التقى<br />

3<br />

املسلمان بسي<strong>في</strong>هما فالقاتل واملقتول يف النار«‏ ، فإذا كان أحدمها قد انعقدت إمارته شرعا قبل اآلخر فجاء هذا<br />

ينازعه فاملتأخر هو اآلُث ويدفع ولو ابلقتل لقوله صلى هللا عليه وسلم : ‏»مَنْ‏ ابَيَعَ‏ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ‏ صَفْقَةَ‏ يَدِهِ‏ وَمثََرَةَ‏ قَلْبِهِ‏<br />

فَلْيُطِعْهُ‏ إن اسْتَطَاعَ،‏ فَإِنْ‏ جَاءَ‏ آخَرُ‏ ي ‏ُنَازِعُهُ‏ فَاضْرِبُوا عُنُقَ‏ اآلْ‏ خَرِ«‏ . 4 والتاريخ مليء ابلنماذج األليمة هلذا،‏ وقد ذكرت<br />

بعض هذه النماذج يف الباب الرابع يف مسألة العهود والبيعات.‏ وبني التنافس والإقتتال درجات من التحزابت<br />

والدسائس والفنت اليت تنتهي ابلقتال.‏ ولقد اقرتنت النزاعات على الإمارة عادة بتسلط العدو الكافر على املسلمني<br />

مصداقا لقول النيب صلى هللا عليه وسلم : ‏»وَأَنْ‏ ال أُسَلِّطَ‏ عَلَيْهِمْ‏ عَدُواا مِنْ‏ سِ‏ وَى أَنْفُسِ‏ هِمْ‏ فَيَسْتَبِيحُ‏ ب ‏َيْضَتَهُمْ‏ وَلَوِ‏ اجْتَمَعَ‏<br />

عَلَيْهِمْ‏ مَنْ‏ أبَِقْطَارِهَا حَىتم يَكُونَ‏ ب ‏َعْضُهُمْ‏ ي ‏ُهْلِكُ‏ ب ‏َعْضًا«‏ ، 5 فالنزاع بني أمراء الشام أعقبته احلمالت الصليبية األوَل،‏<br />

والنزاع بني ملوك الطوائف ابألندلس أعقبته احلمالت الصليبية اليت انتهت بضياع األندلس وإَل اليوم.‏ ولقد كانت<br />

أحداث األندلس صورة مريرة للصراع املُدَمِّر على املُلك،‏ فلما تقاتل ملوك الطوائف ضعفوا فاستوَل ألفونسو السادس<br />

ملك فرنسا الصلييب على طليطلة )479<br />

‎1195‎م(‏ وهي أول مملكة إسالمية ابألندلس تسقط أبيدي الصليبيني وتتجول<br />

من دار إسالم إَل دار كفر وإَل يومنا هذا،‏ ‏ُث أخذ ألفونسو يزحف على بقية املمالك،‏ فأرسل ملوكها ومنهم املعتمد<br />

بن عباد يستعينون أبمري مراكش يوسف بن اتشفني،‏ فقال الرشيد بن املعتمد ألبيه:‏ ‏“اي أبت أتدخل علينا يف أندلسنا<br />

من يسلبنا ملكنا؟”‏ قال املعتمد:‏ ‏“أَيْ‏ بُينَّ‏ وهللا ال يُسْمَع عين أبدا أين أعدت األندلس دار كفر وال تركتها للنصارى<br />

فتقوم عَلَي م اللعنة على منابر الإسالم مثلما قامت عَلَى غريي،‏ اي بُينَّ‏ ألن ي ‏َرْعَى أبناؤان اجلمال خري من أن يرعوا<br />

اخلنازير”‏<br />

انتهى قول املعتمد،‏ ولكن مما يؤسف له أن الصراع استمر بني امللوك ومنهم املعتمد حىت قامت احلرب بينه<br />

وبني يوسف وانتهى به احلال أسريا عند يوسف يف مراكش حىت مات هبا،‏ وضاعت األندلس،‏ والذي دعاين إَل ذكر<br />

هذه القصة هو أهنا تتكرر يف زماننا هذا ولو بصورة مُصَغمرة مع الإخوة العاملني لإلسالم،‏ ترى أحدهم ‏َينف من أن<br />

- 1 رواه الرتمذي عن كعب بن مالك وقال حديث حسن صحيح.‏<br />

- 2 رواه البخاري عن أيب هريرة<br />

418<br />

- 3 متفق عليه.‏<br />

- 4 رواه مسلم.‏<br />

- 5 رواه مسلم عن ثوابن.‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!