العمدة في إعداد العدة

إقامة نظام إسالمي إشرتاكي أو إسالمي دميقراطي فهذا كله كفر ألن الإسالم نظام مكتمل،‏ قال تعاَل:‏ ‏}الْيَوْ‏ ‏َم
أَكْمَلْتُ‏ لَكُمْ‏ دِينَكُمْ{‏ ، 1 فالإسالم ليس حباجة إَل هذه األوضاع البشرية،‏ وكل من خَلَط الإسالم ابألوضاع البشرية فهو
يقول بلسان احلال وقد يصرح ابملقال إن الإسالم انق وحنن نكمله هبذه النظم البشرية،‏ وكل هذا كفر كما سبق
يف أصول الإعتصام ابلكتاب والسنة،‏ ووجه كفره أنه تكذيب بقوله تعاَل:‏ ‏}الْيَوْ‏ مَ‏ أَكْمَلْتُ‏ لَكُمْ‏ دِينَ‏ ‏ُك ‏ْم{.‏
فمثل هذه الراايت املٌخَلمطة ال جيوز القتال حتتها حبال،‏ ألنك يف حقيقة األمر تنصر راية كفرية وليست من سبيل هللا
يف شيء،‏ قال صلى هللا عليه وسلم :
2
‏»من قاتل لتكون كلمة هللا هي العليا فهو يف سبيل هللا«‏ .
الَالث:‏ اجلدوى العسكرية،‏ فال جيوز الإقدام على القتال إال بعد دراسة اجلدوى العسكرية منه،‏ إذ املقصد األصلي
للجهاد هو إظهار الدين،‏ وقد يكون العمل العسكري فرعيا وجدواه قليلة إال أنه يصب يف اخلطة العسكرية العامة،‏
كالسرااي اليت يبعثها أمري اجليش وقد تكون اجلدوى سياسية حمضة كإرهاب العدو وهذا كله مُعْتَرب.‏ واملرجع يف تقدير
اجلدوى من القتال هو األمري وليس هذا لعموم اجلند ملا سبق تقريره يف مسألة الشورى ويف مسألة وحدة اجلماعة
وسيأِت يف الباب اخلامس من أن األمور االجتهادية مرتوكة لتقدير األمري.‏ وقال صلى هللا عليه وسلم : ‏»إَّنا الإمام
3
جُنمة ي ‏ُقَاتَل من ورائه وي ‏ُتمقَى به«‏ ، وقال ابن قدامة:‏ ‏]وأمر اجلهاد موكول إَل الإمام واجتهاده ويلزم الرعية طاعته فيما
4
يراه من ذلك[‏ .
الرابع:‏
األخل إبجراءات السالمة واألمن،‏ وقد يكون هذا بتشديد احلراسة على األهداف واجلند،‏ وقد يكون
ابستخدام األساليب اخلداعية،‏ وقد يكون كذلك ابألخذ إبجراءات السالمة الشخصية كلبس الدروع واخلُوَذ وحفر
اخلنادق وحنوه كما فعله رسول هللا صلى هللا عليه وسلم لبس الدرع واخلوذة ‏)املِغْفَر(‏ وحفر اخلندق مع كونه معصوما
من إيذاء الناس،‏ قال تعاَل:‏ ‏}وَ‏ ‏َّللاَّ‏ ُ يَعْصِ‏ مُكَ‏ مِنْ‏ النَّا ‏ِس{‏ ، 5 فهو إَّنا فعل هذا تشريعا لنا،‏ وإذا كان القتل واجلراح
بقدر هللا تعاَل
فالواجب دفع هلا القدر ابألسبا
املشروعة
واليت هي من قدر هللا تعاَل أيضا،‏ ال االستسالم
للقتل واجلراح،‏ وإال لزم قائل هذا القول أن يستسلم للعدو الكافر أيضا فهذا العدو من قدر هللا تعاَل،‏ فالواجب هو
الدفع.‏
ويف هذه القاعدة ‏)قاعدة دفع القدر ابلقدر(‏ يقول ابن القيم رمحه هللا:‏ ‏]قال الشيخ العرق القدوة عبد القادر اجليالين:‏
‏“الناس إذا وصلوا إَل القضاء والقدر أمسَكوا،‏ إال أان فانتفخت يل فيه رَوْزَنَة
فنازعت أقدار ا ق اب ق للحق،‏
- 1 سورة املائدة.‏ اآلية
354
.3
- 2 متفق عليه.‏
- 3 رواه مسلم.‏
- 4 املغين والشرح الكبري 373 / 11
- 5 سورة املاءدة،‏ اآلية:‏
67