العمدة في إعداد العدة
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
بل قد قال ابن حجر: ]ونقل ابن التني عن أشهب أنه “ينبغي للحاكم أن يتخل من يستكشف له أحوال الناس<br />
يف السر، وليكن ثقة مأموان فطنا عاقال” ألن املصيبة إَّنا تدخل على احلاكم املأمون من قبول قول من ال يوثق به إذا<br />
1<br />
كان هو حسن الظن به، <strong>في</strong>جب عليه أن يتثبت يف مثل ذلك[ .<br />
= 4<br />
*<br />
*<br />
واألفضل نصح األمير سرا.<br />
ودليل ذلك ما رواه ابن أيب عاصم يف كتابه )السنة( ابب )كي<strong>في</strong>ة نصيحة الرعية للوالة( قال حدثنا عمرو بن عثمان،<br />
حدَث بقية، حدثنا صفوان بن عمرو، عم شُريح بن عُبيد قال: قال عياض بن غنم هلشام بن حكيم أمل تسمع بقول<br />
رسول هللا صلى هللا عليه وسلم : »من أراد أن ينصح لدى سلطان فال ي ُبْدِه عالنية ولكن َيخذ بيده <strong>في</strong>َخْلو به فإن<br />
قبل منه فذال وإال كان قد أدى الذي عليه« . 2<br />
وهناك دليل أخر على نصح األئمة سرا، وهو ما رواه البخاري عن أيب وائل قال: »قيل ألسامة: أال تكلم هذا؟<br />
قال: قد كلمته مادون أن أفتح اباب أكون أول من يفتحه وما أان ابلذي أقول لرجل بعد أن يكون أمريا على رجلني :<br />
أنت خري بعدما مسعت من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول: جياء برجل <strong>في</strong>طرح يف النار <strong>في</strong>طحن <strong>في</strong>ها كما يطحن<br />
احلمار برحاء، <strong>في</strong>طيف به أهل النار <strong>في</strong>قولون: أي فالن، ألست كنت أتمر ابملعروف وتنهى عن املنكر؟ <strong>في</strong>قول: إين<br />
كنت آمر ابملعروف وال أفعله، وأهنى عن املنكر وأفعله« ، 3 قوهلم )أال تكلم هذا؟( وقع عند مسلم )أال تدخل على<br />
عثمان فتكلمه؟( وكان هذا بسبب ما أنكره بعض الناس على اخلليفة عثمان بن عفان . قال ابن حجر: ]قوله )قد<br />
كلمته ما دون أن أفتح اباب( أي كلمته <strong>في</strong>ما أشرمت إليه، لكن على سبيل هللا املصلحة واألدب يف السر بغري أن يكون<br />
يف كالمي ما يثري فتنة أو حنوها وقال ابن حجر يف رواية س<strong>في</strong>ان )إين أكلمه يف السر دون أن أفتح اباب، ال أكون<br />
أول من فتحه( إَل أن قال ابن حجر قال<br />
املهلب: أرادوا من أسامة أن يكلم عثمان وكان من خاصته وممن خيف<br />
عليه يف شأن الوليد بن عقبة ألنه كان ظهر عليه ريح نبيذ وشهر أمره وكان أخا عثمان ألمه وكان يستعمله، فقال<br />
أسامة: قد كلمته سرا دون أن أفتح اباب، أي ابب الإنكار على األئمة عالنية خشية أن تفرتق الكلمة. ُث عَرمفهم أنه ال<br />
يداهن أحدا ولو كان أمريا بل ينصح له يف السر جهده، وذكر هلم قصة الرجل الذي يطرح يف النار لكونه كان َيمر<br />
ابملعروف وال يفعله ليتربأ مما ظنوا به من سكوته عن عثمان يف أخيه إَل أن قال ابن حجر ويف احلديث: تعظيم<br />
األمراء واألدب معهم وتبليغهم ما يقول الناس <strong>في</strong>هم ليكفوا وَيخذوا حذرهم، بلطف وحسن أتدية، حبيث يبلغ املقصود<br />
من غري أذية للغري[ . 4<br />
قلت: وإَّنا قلت األفضل النصح سرا، ومل أقل الواجب، ألنه وردت أدلة أخرى على النصح عالنية.<br />
404<br />
53<br />
- 1 فتح الباري ج 13 ص 181<br />
- 2 قال األلباين: إسناده صحيح. )كتاب السنة( البن أيب عاصم ط املكتب الإسالمي ص 521، حديث رقم: 1186<br />
- 3 حديث: 7189<br />
- 4 فتح الباري ج 13 ص 51