العمدة في إعداد العدة
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
= 13<br />
أعمال الرب اليت جيوز <strong>في</strong>ها التنافس والتسابق بني املسلمني مبا يؤدي إَل التنازع يدُعْم ل <strong>في</strong>ها ابلقرعة الختيار من<br />
يقوم ابلعمل. واألصل يف هذا حديث النيب صلى هللا عليه وسلم: »لَوْ ي َعْلَمُ النماسُ مَا يفِ النِّدَاءِ وَالصمفِّ األَوملِ ُثُم ملَْ<br />
1<br />
جيَِدُوا إِالم أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ السْتَهَمُوا« ، والنداء هو األذان، والإسهام هو القرعة وال خيفى أن حمل هذا إذا تكافأ<br />
رجالن أو أكثر يف استيفاء شروط هذا العمل كإمامة الصالة واألذان، وكان النيب صلى هللا عليه وسلم ي ُقْرِعُ بني<br />
نسائه يف السفر، وقال ابن تيمية: ]فإذا تكافأ رجالن وخ<strong>في</strong> أصلحهما أقرع بينهما، كما أقرع سعد بن أيب وقاص بني<br />
الناس يوم القادسية ملا تشاجروا على األذان متابعة لقول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم: »لَوْ ي َعْلَمُ النماسُ مَا يفِ<br />
النِّدَاءِ«<br />
2<br />
احلديث[ . أما الوالايت واألعمال اليت من حق األمري أن يقطع <strong>في</strong>ها برأيه فليس <strong>في</strong>ها اقرتاع.<br />
وقد أفرد البخاري رمحه هللا اباب يف كتاب الشهادات من صحيحه بعنوان )ابب القُرعة يف املُشْكِالت( وذكر <strong>في</strong>ه قولَه<br />
4<br />
3<br />
تعاَل: }إِذْ يُلْقُونَ أَقْالمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْ يَ َم{ ، وقوله تعاَل: }قَسَاهَمَ قَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِ ينَ{ ، ُث ذكر مخسة<br />
أحاديث: األول حديث أيب هريرة يف القرعة على اليمني، والثاين حديث النعمان بن بشري »كَمَثَلُ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى<br />
سَفِينَةً فَصَارَ ب َعْضُهُمْ يفِ أَسْفَلِهَا وَب َعْضُهُمْ يفِ أَعْالهَا«، والثالث حديث أم العالء يف قرعة األنصار على سكىن<br />
املهاجرين، والرابع حديث عائشة يف أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم كان إذا أراد سفرا أقرع بني نسائه، واخلامس<br />
حديث أيب هريرة يف القرعة على األذان والصف األول. ُث قال ابن حجر يف الشرح: ])ابب القرعة يف املشكالت( أي<br />
مشروعيتها، ووجه إدخاهلا والنزاع ابلبينة، كذلك ت ُقْطَع ابلقرعة إَل قوله<br />
القرعة مما اختلف <strong>في</strong>ه، واجلمهور على القول<br />
هبا يف اجلملة، وأنكرها بعض احلن<strong>في</strong>ة، وحكى ابن املنذر عن أيب حنيفة القول هبا، وجعل املصنف البخاري ضابطها<br />
األمر املُشكِل،<br />
5<br />
وفسرها غريه مبا ثبت <strong>في</strong>ه ا ق الثنني فأكَر وتقع املشاححة <strong>في</strong>ه، <strong>في</strong>قرع لفصل النزاع[ .<br />
قال تعاَل: }إِنَّ َّللاَّ َ يُحِ بُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ قِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْ صُو ٌص{ وقوة الصف املنمن تكون بقوة<br />
الصِالت بني أفراده كما يف حديث أيب موسى مرفوعا:<br />
»املؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا«<br />
وشَبمك بني<br />
7<br />
6<br />
أصابعه ، وحديث النعمان بن بشري مرفوعا: »مثل املؤمنني يف توادهم وترامحهم« . فكلما ازدادت الصالت الإميانية<br />
بني املسلمني كلما ازدادت قوة صفهم القتايل. وواجب األمري رعاية األوَل ليحقق الثانية.<br />
- 1 رواه البخاري عن أيب هريرة<br />
201<br />
- 2 )جمموع الفتاوى( ج 29 ص 264<br />
- 3 سورة آل عمران،<br />
44<br />
- 4 سورة الصافات، اآلية:<br />
284<br />
141<br />
- 5 )فتح الباري( ج 5 ص 282<br />
6 متفق عليه<br />
7 احلديث متفق عليه