العمدة في إعداد العدة

ولذلك دعا صلى هللا عليه وسلم على قريش ابجملاعة،‏ فقال عبد هللا بن مسعود:‏ ‏(إن قريشا لَما غَلَبُوا النيب صلى هللا
عليه وسلم واستعصَوا عليه قال:‏ اللهم أعِينِّ‏ عليهم بسَبْع كسبع يوسف،‏ فأخذهتم سنة أكلوا فيها العظام وامليتة من
1
اجلهد)‏ ، وحيرم على كل مسلم دفع األموال هلنالء الطواغيت يف أي صورة من مجارك وضرائب وحنوها إال مضطرا
3
2
أو مكرها،‏ قال تعاَل:‏ ‏}وَ‏ ال تَعَاوَ‏ نُوا عَلَى اإلِ‏ ثْمِ‏ وَ‏ الْعُدْوَ‏ ا ‏ِن{‏ ، وقال تعاَل:‏ ‏}وَ‏ ال تُؤْ‏ تُوا السُّفَهَاءَ‏ أَمْوَ‏ الَكُمْ{‏ ، وليكن
معلوما أنه ال شرعية هلله ا كومات الطاغوتية وال لقوانينها،‏ فقد قال صلى هللا عليه وسلم : ‏(من عمل عمال ليس
4
عليه أمران فهو رد)‏ ، وقد ذكرت هذا يف األصل السادس من أصول الإعتصام ابلكتاب والسنة،‏ كما جيب على
املسلمني السعي يف االستيالء على أمول الكافرين ابلقهر ‏(وهي الغنيمة)‏ وابحليلة وحنوها ‏(وهي الفيء)،‏ وقد خرج النيب
صلى هللا عليه وسلم لالستيالء على أموال قريش ليستعني هبا املسلمون فكانت وقعة بدر.‏ وابجلملة جيب حتويل قضية
اجلهاد من قضية للخاصة إَل قضية للعامة،‏ إذ إن حصر هذه القضية يف اخلاصة لن ‏َيِت بثمرة التغيري املأمول ألن فيه
5
مصادمة للقاعدة اليت ال تتبدل ‏}إِنَّ‏ ‏َّللاَّ‏ َ ال يُغَي ‏ِرُ‏ مَا بِقَوْ‏ مٍ‏ حَتَّى يُغَي ‏ِرُ‏ وا مَا بِأَنفُسِهِ‏ ‏ْم{‏ ، وليس معىن هذا أنه جيب أن
يشارك جمموع الشعب يف
بلد ما يف هذه القضية،‏ فهذا مستبعد،‏ ولكن املطلوب هو أن تشارك نسبة معينة من
الشعب تتكون هبا الشوكة القادرة على فرض النظام الإسالمي ‏ُث محايته من أعدائه يف الداخل واخلارج،‏ أما بقية
الشمعب فيكفي أن تكون متعاطفة أو على األقل حمايدة حىت يتبني هلم احلق،‏ كذلك جيب
توعية العامة أبنة من مل
يستطع منهم أن يكون له دور إجيايب يف مواجهة الطواغيت،‏ فال أقل من أن يكون له دور سليب يتمثل يف عدم معاونة
الطواغيت وبتصعيد املواجهة مع الطواغيت يتصاعد بطشهم وإيذاؤهم للمؤمنني وبذلك تدخل قضية اجلهاد كل يوم
بيتا جديدا من بيوت املسلمني وتكسب الدعوة أنصارا جددا،‏ حىت ‏َيِت وعد هللا إن هللا ال خيلف امليعاد.‏ قال تعاَل:‏
‏}وَ‏ نُرِ‏ يدُ‏ أَنْ‏ نَمُنَّ‏ عَلَى الَّذِينَ‏ اسْتُضْعِفُوا قِي األَرْ‏ ضِ‏ وَ‏ نَجْعَلَهُمْ‏ أَئِمَّة ً وَ‏ نَجْعَلَهُمْ‏ الْوَ‏ ارِ‏ ثِينَ‏
6
وَ‏ نُرِ‏ ي قِرْ‏ عَوْ‏ نَ‏ وَ‏ هَامَانَ‏ وَ‏ جُنُودَهُمَا مِنْهُمْ‏ مَا كَانُوا يَحْذَرُ‏ و ‏َن{‏ .
ز =
وَ‏ نُمَكِنَ‏ لَهُمْ‏ قِي األَرْ‏
‏ِض
وقتال هنالء ا كام املرتدين مقدم على قتال غريهم من الكفار األصليني من يهود ونصارى ووثنيني،‏ وهذا
من ثالثة أوجه:‏
أحدها:‏ أنه جهاد دفع متعني وهو يقدم على جهاد الطلب،‏ أم كونه جهاد دفع فهذا ألن هؤالء احلكام عدو كافر
تسلط على بلد املسلمني.‏ وقال ابن تيمية رمحه هللا:‏ ‏]وأما قتال الدفع،‏ فهو أشد أنواع دفع الصائل الذي يفسد الدين
304
- 1 رواه البخاري 4922
- 2 سورة املائدة،‏ اآلية:‏
- 3 سورة النساء،‏ اآلية:‏
2
5
- 4 رواه مسلم
- 5 سورة الرعد،‏ اآلية:‏
11
- 6 سورة القص ، اآليتان:‏ 6 5