العمدة في إعداد العدة
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
قلت: وقد سبق يف الباب الثاين من هذه الرسالة ذكر شروط وجوب اجلهاد وهي تسعة يف فرض الكفاية )الإسالم<br />
والبلوغ والعقل واحلرية والذكورية والسالمة من الضرر ووجود النفقة وإذن الوالدين وإذن الغرمي والدائن( ، 1 أما يف فرض<br />
العني فهي اخلمسة األُوَل فقط.<br />
كذلك فقد ذكرت يف الباب الثاين األعذار الشرعية املبيحة لرتك اجلهاد، واألعذار غري الشرعية.<br />
)فقرة 8( والتدريب العسكري واجب على كل مسلم.<br />
وقد سبق تفصيل هذا يف الباب الثاين من هذه الرسالة، ووجه وجوبه على كل مسلم من غري ذوي األعذار الشرعية،<br />
هو أن اجلهاد يكون فرض<br />
عليها، وما ال يتم الواجب إال به فهو واجب.<br />
عني يف مواضع ذكرهتا آنفا، وال يتأتى اجلهاد خاصة مع تطور األسلحة إال ابلتدريب<br />
كذلك فإن التدريب جزء من ال<strong>إعداد</strong> الواجب بقوله تعاَل: }وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتََِعْتُمْ مِنْ قُوَّ ةٍ{ ، 2 وفسر النيب صلى<br />
هللا عليه وسلم<br />
القوة بقوله: »أال إن القوة الرمي«<br />
3<br />
ثالَث ، وال يك<strong>في</strong> أن يتدرب املرء مرة يف حياته ُث يدع، بل الواجب<br />
أن يواظب على التدريب ليظل حمتفظا بكفاءته القتالية، وهذه املواظبة تستفاد من قوله صلى هللا عليه وسلم<br />
4<br />
الرمي ُث تركه فليس منا« ، وهذا احلديث يبني وجوب<br />
5<br />
الَّذِينَ كَفَرُ وا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَ أَمْتِعَتِكُمْ قَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَ احِ دَةً{ .<br />
َ<br />
من عَلِم «<br />
الإستعداد الدائم للجهاد، ومن هذا الباب قول هللا تعاَل: }وَ َّد<br />
وهنا ينبغي التنبيه على أن التدريب ليس بشرط لوجوب اجلهاد )وقد ذكرت هذه الشروط يف فقرة 7( خاصة إذا نزل<br />
العبد ببلد املسلمني وتعني قتاله، قال ابن تيمية رمحه هللا: ]وأما قتال الدفع، فهو أشد أنواع دفع الصائل عن احلرمة<br />
والدين، فواجب إمجاعا. فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا الشيء أوجب بعد الإميان من دفعه. فال يشرتط<br />
له شرط، بل يدفع حبسب الإمكان[ ، 6 قلت: أي أنه إذا وجب اجلهاد <strong>في</strong>جب على كل مسلم من غري ذوي األعذار<br />
الشرعية املشاركة يف قتال العدو وإن مل يكن متدراب، على أال يستخدم سالحا أو آلة حربية ال يعرفها حىت ال يضر<br />
نفسه وإخوانه، ملا روي عن النيب<br />
صلى هللا عليه وسلم<br />
ابلعمل الذي حيدده له أمريه يف اجلهاد يف حدود استطاعته.<br />
أنه قال:<br />
»ال ضرر وال ضرار«.<br />
وعلى أن يلتزم كل مسلم<br />
- 1 )املغين والشرح الكبري ج 11 ص 366 و391(<br />
- 2 سورة األنفال: اآلية:<br />
297<br />
.61<br />
- 3 رواه مسلم عن عقبة بن عامر.<br />
- 4 رواه مسلم عن عقبة بن عامر.<br />
- 5 سورة النساء، اآلية:<br />
112<br />
- 6 الإختيارات الفقهية ص 318