17.08.2017 Views

العمدة في إعداد العدة

Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad

Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

الوعد الإهلي بنصر املؤمنني.‏ ذلك ألن الدنيا دار ابتالء وألمور جتري <strong>في</strong>ها على األسباب،‏ فاهلل يبتلي املؤمن ابلكافر<br />

ليخترب صدقَ‏ إميانه،‏ هل سيجاهد الكافر ويُعِد القوة هلذا كما أمر سبحانه أم ال؟،‏ ويبتلي الكافر ابملؤمن،‏ هل<br />

يستجيب الكافر لدعوة الإميان أم سيدفعها حىت القتال؟ ويف ابتالء الفريقني بعضهم ببعض يقول هللا تعاَل:‏ ‏}ذَلِ‏ ‏َك<br />

وَ‏ لَوْ‏ يَشَاءُ‏ ‏َّللاَّ‏ ُ الَ‏ نتَصَرَ‏ مِنْهُمْ‏ وَ‏ لَكِنْ‏ لِيَبْلُوَ‏ بَعْضَكُمْ‏ بِبَعْ‏ ‏ٍض{‏<br />

1<br />

.<br />

ومما يدخل يف ال<strong>إعداد</strong> املادي توحيد صفوف املسلمني ملواجهة أعدائهم،‏ قال تعاَل:‏ ‏}وَ‏ ال تَنَازَ‏ عُوا قَتَفْشَلُوا وَ‏ تَذْهَ‏ ‏َب<br />

2<br />

رِ‏ يحُكُمْ‏ وَ‏ اصْبِرُ‏ وا{‏ ، فجعل سبحانه التنازع بني املسلمني من أسباب فشلهم،‏ بل من أظهر أسباب الفشل،‏ وذلك<br />

ابلن كما أنه سبحانه قد جعل النصر مرتتبا على مواالة املؤمنني بعضهم بعضا يف قوله تعاَل:‏ ‏}وَ‏ مَنْ‏ يَتَوَ‏ لَّ‏ ‏َّللاَّ‏ َ<br />

3<br />

وَ‏ رَ‏ سُولَهُ‏ وَ‏ الَّذِينَ‏ آمَنُوا قَإِنَّ‏ حِ‏ زْ‏ بَ‏ ‏َّللاَّ‏ ِ هُمْ‏ الْغَالِبُونَ{‏ .<br />

وال شك أن ال<strong>إعداد</strong> املادي هو أيضا من شعب الإميان ألنه استجابة ألمر هللا تعاَل ‏}وَ‏ أَعِدُّوا لَهُمْ‏ مَا اسْتََِعْتُمْ‏ مِ‏ ‏ْن<br />

قُوَّ‏ ةٍ{،‏ ولكنا أفردانه كشرط مستقل للتنبيه على أمهيته،‏ فعالقته ابل<strong>إعداد</strong> الإمياين هي عالقة اخلاص ابلعام.‏<br />

األصل الرابع:‏ أن ختلف هذا الوعد القدري بنصر هللا تعاَل للمؤمنني معناه ختلف شروطه،‏ وذلك بتقصري العبد يف<br />

القيام ابل<strong>إعداد</strong>ين الإمياين واملادي أو يف أحدمها.‏<br />

وختلف هذا الوعد معناه ظهور الكافرين على املسلمني،‏ وأن تكون الدولة للكفر وأهله،‏ وكل هذا بسبب نق الإميان<br />

4<br />

وبسبب املعاصي والذنوب،‏ قال تعاَل:‏ { وَ‏ مَا أَصَابَكَ‏ مِنْ‏ سَي ‏ِئَةٍ‏ قَمِنْ‏ نَفْسِ‏ ‏َك{‏ ، وقال تعاَل:‏ ‏}وَ‏ مَا أَصَابَكُمْ‏ مِ‏ ‏ْن<br />

5<br />

مُصِ‏ يبَةٍ‏ قَبِمَا كَسَبَتْ‏ أَيْدِيكُمْ‏ وَ‏ يَعْفُو عَنْ‏ كَثِيرٍ‏ } ، وقال تعاَل:‏ ‏}ذَلِكَ‏ بِأَنَّ‏ ‏َّللاَّ‏ َ لَمْ‏ يَكُ‏ مُغَي ً ‏ِرا نِعْمَةً‏ أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْ‏ مٍ‏<br />

6<br />

حَتَّى يُغَي ‏ِرُ‏ وا مَا بِأَنفُسِهِمْ{‏ ، قال ابن كثري:‏ ‏]خيرب تعاَل<br />

عن متام عدله وقسطه يف حُكْمِهِ‏ أبنه تعاَل ال يغري نعمة<br />

أنعمها على أحد إال بسبب ذنب ارتكبه[‏ أ ه . وقال تعاَل:‏ ‏}إِنَّ‏ ‏َّللاَّ‏ َ ال يَظْلِمُ‏ النَّاسَ‏ شَيْئ ‏ًا وَ‏ لَكِنَّ‏ النَّاسَ‏ أَنْفُسَهُ‏ ‏ْم<br />

7<br />

يَظْلِمُونَ{‏ .<br />

وهذه السنة القدرية ال حتايب أحدا من البشر ولو كان من خِ‏ يَار اخللق،‏ ومن هذا ما أصاب الصحابة يوم أحد من<br />

اهلزمية واجلراح والقتل بسبب معصية بعضهم ألمر النيب<br />

صلى هللا عليه وسلم،‏ وهذا يؤخذ منه أن معصية البعض يف<br />

العمل اجلماعي تضر الكل،‏ قال تعاَل <strong>في</strong>ما أصاب الصحابة يف أحد ‏}أَوَ‏ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ‏ مُصِ‏ يبَةٌ‏ قَدْ‏ أَصَبْتُمْ‏ مِثْلَيْهَا قُلْتُ‏ ‏ْم<br />

- 1 سورة حممد،‏ لآلية:‏<br />

- 2 سورة األنفال،‏ اآلية:‏<br />

- 3 سورة املائدة،‏ اآلية:‏<br />

- 4 سورة النساء،‏ اآلية:‏<br />

208<br />

46<br />

4<br />

- 5 سورة الشورى،‏ اآلية:‏<br />

- 6 سورة األنفال،‏ اآلية:‏<br />

7 سورة يونس،‏ اآلية:‏<br />

51<br />

78<br />

31<br />

53<br />

44

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!