العمدة في إعداد العدة
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
وقاربوا وأبشروا« ، 1 أي الزموا السداد، فإن مل تستطيعوا فقاربوه أي اقرتبوا من السداد، وأبشروا مع ذلك. وقد حدثت<br />
أخطاء من الصحابة يف حياة النيب صلى هللا عليه وسلم، وكان مع ذلك دائم التوجيه والإصالح هلم صلى هللا عليه<br />
وسلم، ومن ذلك ما صنع خالد مع بين جذمية، وأَمْر عبد هللا بن حذافة أصحابه بدخول النار، فال ينبغي أن يكون<br />
افطأ مَبطا عن العمل بل حافزا لإلصالح.<br />
خامسا: يجوز تولية المفضول مع وجود األفضل لجلب منفعة أو لدفع<br />
مفسدة.<br />
املقصود ابألفضل أي يف العلم والإميان واملنزلة الدينية وذلك حبسب احلكم على الظاهر قال تعاَل: }إِنَّ أَكْرَ مَكُمْ عِنْ َد<br />
3<br />
2<br />
َّللاَّ ِ أَتْقَاكُمْ{ ، وسُئل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم : من أكرم الناس؟ قال: »أتقاكم« . وهذا خالفا لإمام احلرمني<br />
اجلويين الذي اعترب األفضل ]عَنَيْنَا به األصلح للقيام على اخللق مبا يستصلحهم وهذا تنبيه على معىن التفضيل[<br />
. 4<br />
<strong>في</strong>نبغي التفريق بني األفضل واألصلح، وليس األفضل هو األصلح دائما، فقد يكون أفضل الناس هو األصلح كما<br />
كان اخللفاء الراشدون األربعة، وقد يكون الرجل فاضال وال يصلح للوالية كأيب ذر<br />
،<br />
قال ابن تيمية: ]وكان أبو ذر<br />
، أصلح منه أي من خالد بن الوليد يف األمانة والصدق، ومع هذا فقال له النيب صلى هللا عليه وسلم : »اي أاب ذر<br />
5<br />
إين أراك ضعيفا، وإين أحب لك ما أحب لنفسي، ال أتََمرن على اثنني وال تَوَلمني مال يتيم« . هنى أاب ذر عن الإمارة<br />
والوالية، ألنه رآه ضعيفا، مع أنه قد رُوِيَ )ما أظلت اخلضراء وال أقلت الغرباء أصدق هلجة من أيب ذر([ . 6<br />
ومجهور العلماء على أنه جتوز تولية املفضول مع وجود الفاضل إما جللب منفعة أو لدفع مفسدة، وهذا الكالم ينطبق<br />
على الإمامة الكربى وعلى سائر الوالايت.<br />
قال القاضي أبو يعلى: ]فإن كان أفضل اجلماعة ممن مجعوا شروط الإمامة فبايعوه ُث حَدَثَ من هو أفضل منه مل<br />
جيز العدول عنه إَل من هو أفضل منه. ويف االبتداء لو عدلوا عن األفضل لغري علر مل جيز، وإن كان لعلر من كون<br />
األفضل غائبا أو مريضا أو كان املفضول أطوع يف الناس جَازَ[<br />
. 9 السلطانية<br />
، 7 وقال املاوردي كالما قريبا من هذا يف أحكامه<br />
085<br />
- 1 رواه البخاري<br />
- 2 احلجرات، اآلية: 13<br />
- 3 متفق عليه عن أيب هريرة<br />
- 4 )الغياثي( ط 2 ص 165 حتقيق د / عبد العظيم الديب<br />
- 5 رواه مسلم<br />
- 6 )جمموع الفتاوى( ج 29 ص 256، واحلديث األخري رواه الرتمذي وحسنه برقم 3916كتاب املناقب.<br />
- 7 )األحكام السلطانية( ص 33<br />
- 9 الصفحة 9