العمدة في إعداد العدة
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
إليه ونفرة وبغضا ملا انتقلوا عنه وكانوا أحب الناس يف التوحيد والإميان والإسالم وأبغض الناس يف ضده عاملني ابلسبيل<br />
على التفصيل.<br />
وأما من جاء بعد الصحابة فمنهم من نشأ يف الإسالم غري عامل تفصيل ضده، فالتبس عليه بعض تفاصيل سبيل<br />
املؤمنني بسبيل اجملرمني فإن اللبس إَّنا يقع إذا ضعف العلم ابلسبيلني أو أحدمها كما قال عمر بن اخلطاب: )إَّنا<br />
ت ُنْقَض عرى الإسالم عروة عروة إذا نشأ يف الإسالم من مل يعرف اجلاهلية( هذا من كمال علم عمر<br />
فإنه إذا مل <br />
يعرف اجلاهلية وحكمها وهو كل ما خالف ما جاء به الرسول صلى هللا عليه وسلم فإنه من اجلاهلية فإهنا منسوبة إَل<br />
اجلهل وكل ما خالف الرسول فهو من اجلهل فمن مل يعرف سبيل اجملرمني ومل تَسْتَنبِ له أوشك أن يظن يف بعض<br />
سبيلهم أهنا من سبيل املؤمنني. كما وقع يف هذه األمة من أمور كثرية يف ابب االعتقاد والعلم والعمل هي من سبيل<br />
اجملرمني والكفار أدخلها من مل يعرف أهنا من سبيلهم يف سبيل املؤمنني ودعا إليها وكَفمر من خالفها واستحل منه ما<br />
حرمه هللا ورسوله، كما وقع ألكثر أهل البدع من اجلهمية والقدرية واخلوارج والروافض وأشباههم<br />
- -إَل أن قال<br />
واملقصود أن هللا سبحانه حيُ ب أن تعرف سبيل أعدائه لتجتنب وتبغض كما جيب أن تعرف سبيل أوليائه لتحب<br />
وتسلك ويف هذه املعرفة من الفوائد واألسرار ماال يعلمه إال هللا. أه ابختصار يسري[ . 1<br />
= 9<br />
األصل الَامن )األمر ابملعروف والنهي عن املنكر(. هذا هو آخر األصول اليت أذكرها كمعامل ملنهح أهل السنة<br />
واجلماعة، وهي أصول االعتصام ابلكتاب والسنة.<br />
فاألمر ابملعروف والنهي عن املنكر هو مبثابة السياج الذي حيفظ األصول السبعة األوَل ومينع عنها الشوائب أوال أبول<br />
فتظل خاصة حمفوظة من العبث واخللل. ولذلك فقد قرن هللا سبحانه بني األمر والنهي وبني حفظ الدين يف قوله<br />
2<br />
تعاَل: }اآلمِرُ ونَ بِالْمَعْرُ وفِ وَ النَّاهُونَ عَنْ الْمُنكَرِ وَ الْ َحاقِظُونَ لِحُدُودِ َّللاَّ ِ وَ بَشِرْ الْمُؤْ مِنِي َن{ ، لتعلق الثاين<br />
ابألول.<br />
واألمر والنهي واجبان، لقوله تعاَل: }وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُ ونَ بِالْمَعْرُ وفِ وَ يَنْهَوْ نَ عَنْ الْمُنْكَرِ<br />
وَ أُوْ لَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُو<br />
َن{ ، 3<br />
وقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم : »من رأى منكم منكرا فليغريه بيده، فإن مل يستطع<br />
فبلسانه، فإن مل يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإميان« ، 4 قال النووي يف شرح هذا احلديث )2/<br />
- 22<br />
24( ]وأما قوله<br />
صلى هللا عليه وسلم : »فليغريه« فهو أمر إجياب إبمجاع األمة، وقد تطابق على وجوب األمر ابملعروف والنهي عن<br />
املنكر: الكتاب والسنة وإمجاع األمة، وهو أيضا من النصيحة اليت هي الدين.<br />
- 1 )الفوائد البن القيم ص<br />
- 2 سورة التوبة، اآلية:<br />
266<br />
)111 -<br />
119<br />
112<br />
- 3 سورة آل عمران، اآلية:<br />
114<br />
- 4 رواه مسلم عن أيب سعيد اخلدري .