العمدة في إعداد العدة
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
وافالصة: أن الشورى سنة مؤكدة ومن هدي النيب صلى هللا عليه وسلم، وعلى ويل األمر أن يتخري من اآلراء ما <strong>في</strong>ه<br />
اخلري واملصلحة للرعية حسب القاعدة الفقهية السابقة. أما من حيث الوجوب والإلزام، فالشورى مندوبة غري واجبة<br />
وغري ملزمة بل على الرعية طاعة ويل األمر يف رأيه واجتهاده ما مل يكن معصية صرحية، وذلك بنصوص الكتا<br />
والسنة واتفاق سلف األمة.<br />
مالحظة: ليس الغرض من العجالة السابقة حبث موضوع الشورى على التفصيل الذي يقتضي ذكر أدلة املخالف والرد<br />
عليها، ولعلي أفعل إن شاء هللا، والذي جيب أن يعرفه األخ املسلم أن عشرات الكتب املعاصرة اليت حبثت املوضوع قد<br />
استدلت أبدلة عقلية ال ت<strong>في</strong>د حالال أو حراما أو أبدلة شرعية وهذه ابلتايل إما ليست على صلة مبوضوع الشورى فال<br />
تلزمنا وإما على صلة مباشرة وهذه ليس <strong>في</strong>ها دليل صحيح النقل بصيغة األمر إال آية آل عمران كما ذكرت، أما آية<br />
سورة الشورى }وَ أَمْرُ هُمْ شُورَ ى بَيْنَهُ ْم{ فهذه صيغة خربية وليست صيغة أمر، وردت مبدح املتشاورين وليست<br />
صيغة طلب صريح كما هي آية آل عمران.<br />
وما نُقل عن علماء السلف من وجوب الشورى كما نقله القرطيب عن ابن عطية وابن خُوَيْز مَنْداد<br />
1<br />
فهو معارَض برأي<br />
مجهور العلماء كما قال النووي وابن حجر وابن تيمية وابن القيم واجلويين حيث اتفقوا مجيعا على أن الشورى<br />
مستحبة غري واجبة، وهذا اخلالف كما ذكرت من قبل هو يف مشروعية الشورى ال إلزامها.<br />
وسرتى يف كتب بعض املعاصرين ضجيجا وصخبا واستدالالت عقلية حملاولة جعل الشورى واجبة على احلاكم وملزمة<br />
له، تَشَبُّها أبشياعهم من الفرُنة، ودفعا لتهمة الرجعية واالستبداد عن الإسالم، ولثبتوا للفرُنة أن الإسالم كان سَبماقا<br />
إَل األخذ ابلدميقراطية، حىت إن بعض هؤالء صنف كتااب ابسم )دميقراطية الإسالم(، وسرتى يف كتبهم كالما مُنَمقا<br />
مثل )نظرية سيادة األمة واألمة مصدر السلطات، ومبدأ الفصل بني السلطات، وتوازن القوى داخل الدولة.. اخل، فال<br />
ي َهُولَنمك ضجيج هؤالء وال كالمهم املنمق، ولكن أحبث يف كالمهم عما استدلوا به من األدلة الشرعية، وما عداها من<br />
كالم الرجال فال حجة <strong>في</strong>ه وال نتعبد به ربنا، فإن وجدت مثَمت دليل شرعي، فلن خيرج عما قلت أعاله. ويف شأن<br />
هنالء املتفرجنني يقول العالمة أمحد شاكر رمحه هللا ]وهذه اآلية }وَ شَاوِرْ هُمْ قِي األَمْ ِر{، واآلية }وَ أَمْرُ هُمْ شُورَ ى<br />
بَيْنَهُمْ{، اختذمها الالعبون ابلدين يف هلا العصر من العلماء وغريهم عدهتم يف التضليل ابلتأويل، ليواطؤا صنع<br />
الإفرنج يف منهج النظام الدستوري الذي يزعمونه، واللي خيدعون الناس بتسميته "النظام الدميقراطي" فاصطنع<br />
هؤالء الالعبون شعارا من هاتني اآليتني، خيدعون به الشعوب الإسالمية أو املنتسبة لإلسالم. يقولون كلمة حق يراد<br />
هبا الباطل: "الإسالم َيمر ابلشورى" وحنو ذلك من األلفاظ.<br />
وحقا إن الإسالم َيمر ابلشورى. ولكن أي شورى َيمر هبا الإسالم؟ إن هللا سبحانه يقول لرسوله صلى هللا عليه وسلم<br />
: }وَ شَاوِرْ هُمْ قِي األَمْرِ قَإِذَا عَزَ مْتَ قَتَوَ كَّلْ عَلَى َّللاَّ ِ{. ومعىن اآلية واضح صريح، ال حيتاج إَل تفسري، وال حيتمل<br />
التأويل. فهو أَمرٌ للرسول صلى هللا عليه وسلم، ُث يكون ملن ويل األمر من بعده: أن يستعرني آراء أصحابه اللين<br />
251<br />
- القرطيب 248 /4<br />
1<br />
022