العمدة في إعداد العدة

=
6
اليت وضعها الرجال بال مستند من شريعة هللا إَل قوله فمن فعل ذلك منهم فهو كافر جيب قتاله حىت يرجع إَل
حكم هللا،‏ فال حيَُكِّم سواه يف قليل وال كثري[‏ أ ه . فكيف يقول إن اخلروج ابلسالح على حكام زماننا املرتدين وَهْمٌ،‏
وقد نقل القاضي عياض وابن حجر الإمجاع على وجوب اخلروج على أمثال هؤالء؟.‏
والإنقالب العسكري إَّنا هو نوع من أنواع اخلروج املسلح على الطواغيت وهو واجب كما سبق فكيف
يسمي الشيخُ‏ الواجبَ‏ الشرعي م بدعةً؟.‏ وليس الإنقالب العسكري من بدع العصر احلاضر كما يقول،‏ فقد حدث يف
حياة النيب
صلى هللا عليه وسلم
‏ِبروج فريوز الديلمي على األسود العنسي املتنبئ الكذاب،‏ حىت قتل فريوز ذلك
1
األسود،‏ وقد ذكرت هذه احلادثة يف هذه الفقرة من قبل ، كما ذكرت يف أواخر مسألة العهود والبيعات أمثلة كثرية
للخروج على احلكام مبا يشبه الإنقالابت العسكرية حدثت يف القرون الثالثة املفضملة.‏
العصر احلاضر كما يقول الشيخ.‏
«
= 7
فالإنقالب ليس من بدع
ومل يقل الشيخ إن اخلروج املسلم بدعة فقط،‏ بل قال أيضا إن اخلروج املسلح خمالف لنصوص الشريعة اآلمرة
2
بتغيري ما ابألنفس}إِنَّ‏ ‏َّللاَّ‏ َ ال يُغَي ‏ِرُ‏ مَا بِقَوْ‏ مٍ‏ حَتَّى يُغَي ‏ِرُ‏ وا مَا بِأَنفُسِهِ‏ ‏ْم{‏ . وليس األمر كما قال فإن اخلروج املسلح
‏)اجلهاد يف سبيل هللا(‏ القيام به داخل ضمن تغيري ما ابألنفس،‏ فإن ما أصاب املسلمني من الذل بتسلط احلكام
املرتدين عليهم مل يقع إال بسبب القعود عن اجلهاد والركون إَل الدنيا وكراهة املوت،‏ وال خالص للمسلمني من هذا
الذل إال بتغيري هذا،‏ أي ابجلهاد والتجايف عن دار الغرور،‏ وهذا ابلن كما يف حديثي ثوابن وابن عمر رضي هللا
عنهم.‏
ّ كُل أُفُقٍ‏ كَمَا تَدَاعَى األَكَلَةُ‏
عن ثوابن أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال:‏ يُوشِ‏ كُ‏ أَنْ‏ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ‏ األُمَمُ‏ مِنْ‏ ِ
عَلَى قَصْعَتِهَا«‏ قُلْنَا:‏ ايَ‏ رَسُولَ‏ اَّللمِ‏ أَمِنْ‏ قِلمةٍ‏ مِنَا ي ‏َوْمَئِذٍ؟ قَالَ‏ : ‏»أَنْتُمْ‏ ي ‏َوْمَئِذٍ‏ كَثِريٌ،‏ وَلَكِنمكُمْ‏ كَغُثَاءِ‏ السميْلِ‏ ، تنزعُ‏ الْمَهَابَةَ‏ مِنْ‏
قُلُوبِ‏ عَدُوِّكُمْ‏ وَجيَْعَلُ‏ يفِ‏ قُلُوبِكُمُ‏ الْوَهْنَ«‏ قَالُوا:‏ وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ‏ : ‏»حُبُّ‏ احلَْيَاةِ‏ وَكَرَاهِيَةُ‏ الْمَوْ‏ ‏ِت«‏
وعن ابن عمر أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال:‏
.
3
«
اجلِْهَادَ‏ سَلمطَ‏ اَّللمُ‏ عَلَيْكُمْ‏ ذُالا الَ‏ ي ‏َنْزِعُهُ‏ حَىتم تَرْجِ‏ عُوا إَِلَ‏ دِينِكُ‏ ‏ْم«‏ . 4
إِذَا تَبَاي ‏َعْتُمْ‏ ابِلْعِينَةِ‏ وَأَخَذْمتُْ‏ أَذْانَبَ‏ الْبَقَرِ‏ وَرَضِيتُمْ‏ ابِلزمرْعِ‏ وَتَرَكْتُم
ُ
وكما ترى اي أخي املسلم أن ترك اجلهاد هو من أسباب ذل املسلمني،‏ وتغيري هذا يكون ابلعودة إَل اجلهاد،‏ خاصة
الواجب منه كجهاد الطواغيت،‏ فاجلهاد داخل ضمن تغيري ما ابألنفس ليس خمالفا كما قال الشيخ األلباين،‏ وتغيري ما
ابألنفس ال يكون ابلعلم والرتبية فقط الذي أمساه الشيخ طريق اخلالص بل اجلهاد أيضا الذي أنكره الشيخ طريقا
للخالص.‏
331
.)311
- 1 ‏)نقال عن البداية والنهاية 317 / 6
- 2 سورة الرعد،‏ اآلية:‏
11
- 3 رواه أمحد وأبو داود،‏ وصححه األلباين.‏
- 4 رواه أبو داود إبسناد حسن،‏ وصححه األلباين.‏