العمدة في إعداد العدة
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
بل قد صرح الفقهاء بعكس ذلك، أي أنه جيوز االستعانة ابلفاسق واملنافق يف الغزو، فقد قال الشوكاين: ]قال يف<br />
البحر: وجتوز االستعانة ابملنافق إمجاعا الستعانته صلى هللا عليه وسلم اببن أُيبَّ وأصحابه، وجتوز االستعانة ابلفُساق<br />
1<br />
عَلِي ابألشعث. أ ه ] .<br />
ّ<br />
على الكفار إمجاعا، وعلى البغاة عندان الستعانة<br />
وقال يف اجملموع: ]قال أبو بكر اجلصاص يف أحكام القرآن: اجلهاد واجب مع الفساق كوجوبه مع العدول، وسائر<br />
اآلية املوجبة لفرض اجلهاد مل يفرق بني فعله مع الفساق ومع العدول الصاحلني، وأيضا فإن الفساق إذا جاهدوا فد هُم<br />
2<br />
مطيعون يف ذلك( .<br />
وقال ابن حزم بعدما ذكر حديث »إن هللا ينصر هذا الدين بقوم ال خالق هلم« وحديث »إن هللا ليؤيد هذا الدين<br />
ابلرجل الفاجر«<br />
الذين ال خالق هلم، وأيضا فإن<br />
قال: ]فهذا يبيح االستعانة على أهل احلرب أبمثاهلم وعلى أهل البغي أبمثاهلم من املسلمني الفجار<br />
الفاسق مفرتني عليه من اجلهاد<br />
الفاضل فال حيل منعهم من ذلك، بل الغرض أن يُدْعَوا إَل ذلك[ . 3<br />
ومن دفع أهل البغي كالذي افرتض على املؤمن<br />
وقد سبق يف الباب الثالث من هذه الرسالة حبث مسألة الغزو مع األمري الفاجر على التفصيل، فإن جاز اخلروج مع<br />
الفاجر متبوعا، فخروجه اتبعا أوَل.<br />
وقد أسهب شيخ الإسالم ابن تيمية رمحه هللا يف بيان هذا، ومما نقلته عنه يف الباب الثالث قوله: ]فإن<br />
اتفق من<br />
يقاتلهم على الوجه الكامل فهو الغاية يف رضوان هللا وإعزاز كلمته وإقامة دينه، وطاعة رسوله، وإن كان <strong>في</strong>هم من <strong>في</strong>ه<br />
فجور وفساد نية أبن يكون يقاتل على الرايسة أو يتعدى عليهم يف بعض األمور، وكانت مفسدة ترك قتاهلم أعظم<br />
على الدين من مفسدة قتاهلم على هذا الوجه: كان الواجب أيضا قتاهلم دفعا ألعظم املفسدتني ابلتزام أدانمها، فإن<br />
هذا من أصول الإسالم اليت ينبغي مراعتها.<br />
وهلذا كان من أصول أهل السنة واجلماعة الغزو مع كل بر وفاجر، فإن هللا يؤيد هذا الدين ابلرجل الفاجر، وأبقوام<br />
الخالق هلم، كما أخرب بذلك النيب صلى هللا عليه وسلم، ألنه إذا مل يتفق الغزو إال مع األمراء الفجار، أو مع عسكر<br />
كَري الفجور، فأنه البد من أحد أمرين: إما ترك الغزو معهم <strong>في</strong>لزم من ذلك استيالء اآلخرين الذين هم أعظم ضررا يف<br />
الدين والدنيا، وإما الغزو مع األمري الفاجر <strong>في</strong>حصل بذلك دفع األفجرين، وإقامة أكثر شرائع الإسالم، وإن مل ميكن<br />
إقامة مجيعها، فهذا هو الواجب يف هذه الصورة، وكل ما أشبهها، بل كثري من الغزو احلاصل بعد اخللفاء الراشدين مل<br />
يقع إال على هذا الوجه إَل أن قال رمحه هللا فإذا أحاط املرء علما مبا أمر به النيب صلى هللا عليه وسلم من اجلهاد<br />
الذي يقوم به األمراء إَل يوم القيامة، ومبا هنى عنه من إعانة الظلمة على ظلمهم: عَلَِم أن الطريقة الوسطى اليت هي<br />
دين اإلسالم احمل جهاد من يستحق اجلهاد،<br />
كهنالء القوم املسئول عنهم،<br />
مع كل أمري وطائفة وهي أوىل<br />
370<br />
- 1 نيل األوطار ج 9 ص 44<br />
- 2 اجملموع شرح املهذب ج 18 ص 278<br />
- 3 احمللى ج 11 ص 114 ،113